بالعربي المشرمح: مرسوم الصوت الواحد!

نشر في 14-05-2016
آخر تحديث 14-05-2016 | 00:00
 محمد الرويحل لقد فتح لنا مرسوم الصوت الواحد نافذة لنرى من خلالها الكثير من الأمور والوقائع التي كنّا نعتقد أنها حقائق ثابتة لا نشك فيها يوماً ما، بل جرنا المرسوم دون عناء منا لنعرف حقيقة كنّا نجهلها كمواطنين تكمن في أن المصالح الشخصية تعلو على المصلحة الوطنية.

لقد اكتشفنا بعد صدور هذا المرسوم أن التنمية التي تبجحت الحكومة بتعثرها بسبب المعارضة ليست إلا خدعة للمواطنين، فها هي المعارضة خارج نطاق القرار والرقابة ولم نرَ شيئاً يسجل للحكومة وتنميتها المزعومة.

لقد اكتشفنا بعد المرسوم أن معظم المعارضين له يعترضون عليه من باب المصلحة الانتخابية لا من باب المبدأ والدستور، لاسيما بعد أن سحبت الجناسي وزج بالبعض في السجون وتراجعت الحريات ولم يخرج أحد للاعتراض بحجم الخروج من أجل الصوت الواحد.

لقد اكتشفنا بعد المرسوم مدى أخطاء المعارضة وتخبطها في إدارة الأمور التي ساهمت بشكل مباشر في سوء وتردي الأوضاع التي نعيشها.

لقد اكتشفنا أن الحكومة والموالين لها كان همهم الوحيد القضاء على خصومهم ومعارضيهم دون أي اعتبار لمصلحة الوطن والمواطنين.

لقد اكتشفنا كم كان بين حراك الشباب المخلصين مندسون ومأجورون ساهموا بشكل مباشر في تدمير حراكهم وقتل طموحهم.

لقد اكتشفنا المعارضة وسذاجتها وسوء إدارتها للحراك بعد أن سمحت لبعض الشخصيات المجهولة أو المشبوهة بتصدر المشهد وجرها إلى أخطاء لا تغتفر كانت ومازالت حديث الناس.

لقد اكتشفنا مجلساً صوته واحد يرادف صوت الحكومة، ويسعى معها إلى ضرب كل من يعترض على قراراتها.

لقد اكتشفنا أن ترهُّل وتصدع المعارضة وخلافها بل وسلوكها في الإقصاء وضرب من يعارض قراراتها شأنها شأن الحكومة التي يتهمونها بالتفرد والتسلط والإقصاء.

لقد اكتشفنا مدى هشاشة وتصدع المجتمع وانقسامه وبروز تكتلات طائفية وقبلية وفئوية بشكل لم نكن نسمع به أو نراه قبل هذا المرسوم.

يعني بالعربي المشرمح:

شكراً لمرسوم الصوت الواحد الذي فتح لنا نافذة كانت مغلقة ليرينا كل ذلك، ونكتشف أن شعار الوطن والمواطنة لا يطبق كمبدأ ومفهوم، بل مجرد قول مرسل للضحك على الذقون.

back to top