سكراب النعايم... «سراب»

نشر في 30-04-2016 | 00:01
آخر تحديث 30-04-2016 | 00:01
«أصحاب القسائم»: وعود «الصناعة» وهم... والمنطقة فوضى عارمة
من أمغرة إلى النعايم، لم يكن انتقال السكراب على قدر طموحات أصحاب القسائم الذين يجمعون على أنهم خدعوا بمنطقتهم الجديدة التي تفتقد أبسط مقومات المناطق الصناعية الجاذبة، سواء لجهة بعدها أو فقدان الخدمات الأساسية، الأمر الذي أدى إلى تراجع المبيعات بنسب عالية.

«الجريدة» أجرت جولة في سكراب النعايم، وتحدثت مع أصحاب القسائم، وإلى التفاصيل:

عبر أصحاب قسائم منطقة سكراب النعايم وبعض الزائرين لها عن استيائهم لوضع المنطقة التي تخلو من أبسط الخدمات المتوافرة في أي منطقة صناعية، ليس هذا فقط، بل اشتكوا من الفوضى وعدم التتظيم نظرا لغياب البنية التحتية للمنطقة ووجودها على طريق السالمي دون لوحات إرشادية تشير إليها، بالإضافة إلى ذلك غياب الجانب الأمني، إذ أصبحت المنطقة مرتعاً للسرقات والتعديات، وكذلك مكباً للإطارات وتفليش السيارات وقطع الغيار.

البنية التحتية

في البداية، قال صاحب إحدى قسائم السكراب عبدالله اليوسف إن سكراب النعايم عبارة عن فوضى عارمة والتنظيم غائب تماما بسبب الإهمال الذي تعانيه المنطقة من قبل الهيئة العامة للصناعة، مشيرا الى ان ابسط الخدمات غير متوافرة سواء أكانت مخفراً لحفظ الأمن او مركزا صحيا لمعالجة العاملين في المنطقة، أو حتى الكهرباء التي تعد الأهم، أو مركزا للبلدية لرصد المخالفات، فضلا عن الخدمات الاخرى التي تحتاج إليها أي منطقة صناعية.

وأوضح اليوسف، "بداية الوهم في منطقة سكراب النعايم كانت منذ سنتين تقريباً عندما طلبت هيئة الصناعة من اصحاب القسائم التي كانت في منطقة أمغرة أن يشدوا الرحال إلى النعايم، مع وعود بأن النعايم ستكون منطقة صناعية، وستتوافر كافة الخدمات وأهمها البنية التحتية، ولكن عند رؤيتنا للواقع صدمنا حيث لم نر سوى رسم للمنطقة الخالية، وهنا أيقنا أن الوعود كانت سرابا يخيم على المنطقة، رغم أننا خاطبناهم مرارا وتكرارا ولكن لاجدوى"، متسائلا "على أي أساس تريد من اصحاب القسائم دفع الايجارات التي تصل الى 15 الفاً لصاحب القسيمة ولم توفر أقل الخدمات؟".

وأكد أن الوضع الحالي للمنطقة لايُحتمل بوجود فوضى تفليش السيارات خارج الأماكن المخصصة لها حول المنطقة وأمام القسائم والكراجات، مبينا أن بعض ضعاف النفوس ومن لايحترم القانون قاموا بوضع "شاليهات" وخيم لتفليش السيارات وبيع قطع الغيار دون إثبات رسمي وعدم وجود حسيب ولا رقيب من البلدية، الأمر الذي يؤثر على أصحاب القسائم والكراجات الملتزمين بدفع الايجار المكلّف، متابعا "ليس هذا فقط إنما هناك عدد من السيارات المسروقة تفلش وتباع داخل هذه الشاليهات والخيم ولا أحد يعلم".

وذكر أن المنطقة أصبحت مكباً للنفايات ومكانا لعبث للمستهترين أكثر من كونها منطقة صناعية مستقبلية تجذب بها الكويت الدول الصناعية الأخرى، لافتا إلى أن اغلب الكراجات والقسائم تستخدم "الماطورات" لتشغيل الكهرباء متأملة تحرك المسؤولين لدفع عجلة الكهرباء في المنطقة والأهم من جميع الخدمات الأخرى، مشيرا الى أنه رغم بعد مسافة سكراب النعايم عن المناطق وانخفاض عدد زوار المنطقة بكثير عن ذي قبل في أمغرة فإن عدم التنظيم وغياب الخدمات زاد في انخفاض الزائرين بشكل كبير.

منطقة مخيفة

من جهته، قال محمد الدوسري إن الكويت قادرة على إدارة مكان كمنطقة سكراب النعايم، مؤكدا أن المنطقة مخيفة جدا لعدم الاهتمام بها وإهمالها بشكل يجعل الزائر لايأخذ وقتا طويلا بداخلها، مشيرا إلى أنه من سكان منطقة جابر العلي وأن المسافة بعيدة جدا وأنه عندما كان السكراب في أمغرة كان أجمل بكثير رغم سوئه، ولكن بالنسبة للنعايم يعتبر جنة، مستغربا وضع السكراب بهذه المنطقة رغم وجود مناطق كثيرة في البلاد تصلح أن تكون منطقة صناعية وقريبة من جميع المناطق السكانية.

طريق مرعب

بدوره، قال محمد الحربي إن طريق السكراب مرعب جدا، ويعد من السلبيات، لأنه عبارة عن طريق للسفر، موضحا أنها منطقة خاوية ولايتوافر بها أي خدمة أبسطها مخفر لردع السرقات التي تتم في الليل، مبينا أن وضع السكراب بمنطقة النعايم صب في مصلحة أصحاب محلات المناطق الصناعية لاستغلال الزوار في الأسعار، إذ يتكاسل الزائر عن الذهاب للسكراب لتركيب قطع الغيار فيشتريها بأي سعر من هذه المحلات.

غياب المطاعم والجمعيات

أما فهد المطيري فقال إن منطقة سكراب النعايم يجب أن تكون من المناطق الصناعية الكبرى والتي تعتمد عليها الدولة إذا ما أرادت أن تكون دولة صناعية، مشيرا إلى أن الاهتمام بها غائب تماما وكأنها منطقة مهجورة، موضحا أنها مجرد ساحة لمكب النفايات والإطارات، وأهم خدمة والمتمثلة بالمطاعم والجمعيات مختفية.

من جانبه، اشتكى خان رشيد من عدم وجود مركز صحي كونه أحد العاملين في أحد المحلات في سكراب النعايم، قائلا "لا استطيع الذهاب الى اي مكان او التحرك من المحل بسبب عدم وجود الامن"، مشيرا الى انه يتعرض العاملون مرارا وتكرارا لعمليات سلب ونهب ولايوجد من يردع المستهترين.

غياب الرقابة

من جهته، قال طلال الجابري إن التنظيم للمحلات داخل أسوار السكراب جيد نوعا ما، ولكن المشكلة تكمن بعدم الاكتراث وغياب الرقابة على المنطقة بشكل عام، مؤكدا أن بُعد الطريق لا يعد مشكلة بالنسبة له إنما وضع شارع داخلي في المنطقة لابد منه، ومن الاساسيات التي يجب الالتفات إليها.

وقال باسم العصفور إنه أحد اصحاب قسائم السكراب الذين تلقوا وعودا من المسؤولين بتلبية احتياجات منطقة السكراب في النعايم وأقلها تمديد الكهرباء قبل وبعد نقلها من أمغرة الى النعايم، متابعا "وها نحن تخطينا السنتان ولم نرَ أي تحرك للمطالبات رغم مناشدة جميع اصحاب القسائم".

 وبين أن أبسط الأمور لم يتم الالتفات إليها، ألا وهي الارشادات، فضلا عن طريق يدخلك من وإلى المنطقة، بدلا من الدروب الرملية الفوضوية، موضحا أن المنطقة خالية من الأمن، ومن السهل ان يعبث اي شخص بداخلها دون وجود من يراقبه او يحاسبه، إضافة الى ذلك لايوجد أي فريق متابعة من قبل الهيئة العامة للصناعة، مضيفا "عملية النقل تمت بشكل عشوائي من دون دراسة مسبقة، وعندما وصلنا للمنطقة لم نجدها سوى تراب وأصحاب القسائم هم من بنوها".

حديث في الهواء

بدوره، قال ماجد الدهام إن البنية التحتية لمنطقة سكراب النعايم مجرد حديث في الهواء، ولايوجد أي عمل على أرض الواقع، مؤكدا ان اصحاب القسائم تلقوا وعودا كثيرة بأن المنطقة ستتغير خلال اشهر ولكن لم نرَ سوى السراب والوهم.

 وبين ان "الهيئة العامة للصناعة ترى اصحاب القسائم مجرد دافعين للايجار وغير مكترثة"، مشيرا إلى ان اغلب من يملك هذه القسائم متقاعدون ولا يملكون دخلا سواها، متمنيا حل هذه المشكلة وتوفير الخدمات بأسرع وقت ممكن.

عوار راس

تحدثت "الجريدة" إلى أحد اصحاب قسائم السكراب، وذكر انه باع القسيمة، وعند سؤاله عن السبب الذي دفعه لبيعها قال "بعتها لأنني لا أريد "عوار راس"، ووضعها في النعايم دفعني أكثر لبيعها".

10 آلاف كلفة نقل السكراب!

ذكر أحد أصحاب القسائم أن عملية النقل من سكراب أمغرة الى سكراب النعايم فقط كلفته أكثر من 10 آلاف دينار، بالإضافة الى أن تنظيف وتنظيم المكان الخاص به كلفه مايقارب ألف دينار، فضلا عن الايجار الذي يدفعه للقسيمة فوق ايجار "الماطور" لتوفير الكهرباء، مبينا أن هذه المبالغ تقصم الظهر، وأن هيئة الصناعة غير مبالية بالأمر.

الإيجار 6 آلاف في أمغرة و15 ألفاً في النعايم!

رفعت الهيئة العامة للصناعة إيجار المتر في قسائم السكراب في شهر فبراير الماضي من 1 دينار إلى 3 دنانير، الأمر الذي اشتكى منه كثير من اصحاب القسائم، حيث إن هذه الزيادة اتت دون اخطارهم او تنبيههم من قبل الهيئة العامة للصناعة، وقال أحدهم انه كان يدفع إيجارا 6 الاف دينار في امغرة، مستغربا، رغم بعد المسافة في النعايم، ومن المفترض تقليل الايجار، الا انه فوجئ برفعها إلى 15 الفا، مع العلم أن مساحة القسيمة لم تتغير.

160 مليوناً للبنية التحتية و1.95 مليون كلفة دراسة «النعايم الصناعية»

قدرت كلفة إنشاء البنية التحتية لمنطقة النعايم الصناعية بـ160 مليون دينار والتي تم الاعلان عنها في مارس 2015 من مدير الهيئة العامة للصناعة، كما كلفت دراسة مشروع منطقة النعايم الصناعية 1.95 مليون دينار والتي تمتد مساحتها لـ8 كيلومترات مربعة سيكون 2 كيلو متر مربع منها منطقة للسكراب و6 كيلومترات لقسائم صناعية موزعة لمصانع للخشب والبرسلان والطابوق وغيرها من الصناعات الثقيلة ايضا.

تراخيص القسائم سنة واحدة وبصورة مؤقتة... واستغلال

ذكر أحد مالكي القسائم أن جميع التراخيص الموزعة للقسائم في النعايم مدتها سنة واحدة فقط، وهي مؤقتة على الرغم أنه في السابق عندما كانت في منطقة أمغرة كانت 3 سنوات وأيضا مؤقتة، كما ذكر أيضا ان البعض القليل من مالكي القسائم يستغل القسيمة ويقسمها الى محلات صغيرة مؤجرة، وهذه قد تؤثر على صاحب القسيمة بصورة سيئة.

back to top