Fireworks Wednesday... انتصار سابق للمخرج أصغر فرهادي

نشر في 12-05-2016 | 00:01
آخر تحديث 12-05-2016 | 00:01
No Image Caption
يقال إن الأخلاقيات تتعلّق بالاختلافات القائمة بين الصواب والخطأ وترتبط المبادئ الأخلاقية بالصراع بين حقَّين. يستغل الكتّاب البارعون في أي مجال ذلك الصراع بطريقة مثمرة، ويشكّل الفيلم الدرامي الإيراني القوي وغير المتوقع Fireworks Wednesday (أربعاء الألعاب النارية) أبرز مثال حي على الشاشة في الوقت الراهن.

لم يُعرَض فيلم Fireworks Wednesday بطريقة مناسبة قبل اليوم (عبر شركة Grasshopper  الحديثة لتوزيع الأفلام). إنه ثالث فيلم للكاتب والمخرج أصغر فرهادي الذي فاز بجائزة أوسكار عن فيلم A Separation (انفصال) الذي صدر لاحقاً ويروي قصة طلاق مدهشة. غداة نجاح ذلك العمل، طُرح في السنة الماضية فيلم درامي سابق لفرهادي بعنوان About Elly (عن إيلي) في السوق الأميركية ويعجّ بالألغاز والأسرار والصراعات الأخلاقية المحلية. يحصل الأمر نفسه مع Fireworks Wednesday الذي صدر في الأصل منذ عشر سنوات لكنه يستحق المشاهدة حتماً.

تدّخر شابة من طهران (ترانه عليدوستي) المال لزواجها الوشيك، فترسلها وكالتها للعمل كعاملة تنظيف في شقة على الجانب الآخر من المدينة. يبدو أن العائلة المقيمة في تلك الشقة بدأت تنهار. ثمة زجاج مكسور على الأرض نتيجة نوبة غضب. وبالكاد تستطيع الأم (هدية طهراني) الاعتناء بنفسها، فكيف ستعتني بابنها (ماتين حيدرنيا) وهو في سن المدرسة؟

يبدو أن انعدام الثقة ينهش هذه المرأة بشدّة كونها تشتبه بأن زوجها (حامد فاروق نجاد) يقيم علاقة مع جارته المطلّقة (بانتيا بهرام) التي تدير صالون تجميل خارج شقتها.

يروي Fireworks Wednesday قصة جواسيس وعمليات تجسّس. تُقنِع الأم عاملة التنظيف بترتيب حاجبَيها في ذلك الصالون كي تنقل لها الأخبار إذا وجدت أي أدلة مشبوهة على حصول خيانة زوجية.

توتّر متصاعد

على مرّ الفيلم الذي شارك ماني حقيقي في كتابته مع فرهادي، تشتعل الألعاب النارية الخاصة برأس السنة الفارسية في الخلفية وتعزز التوتر المتصاعد داخل المجمّع السكني وخارجه. لا تكون روحي، عاملة التنظيف التي تؤدي دورها عليدوستي وتكشف عن جانب هش ومحيّر في شخصيتها، واثقة من الجهة التي تريد التعاطف معها. سرعان ما تصبح شخصية حيوية وربما مدمِّرة في السيناريو. تكمن الاستنتاجات الأخلاقية البسيطة خارج إطار القصة كما هو مألوف في أسلوب فرهادي. مثل روحي، يصبح الجمهور مراقِباً للأحداث ويتورّط في حلقة من الأكاذيب البيضاء ومظاهر الخداع والاتهامات الشائعة في إيران في عام 2006 ويواجه الضغوط التي يمارسها المجتمع على الأشخاص العاديين.

يدور معظم الأحداث الشيّقة في شقة عشوائية يقيم فيها الزوجان، لكن يحمل الفيلم طابعاً سينمائياً بمعنى الكلمة لأن كاميرا فرهادي تركّز على أدق التبادلات الشفهية وغير الشفهية. يبدو الأداء التمثيلي مبهراً. يطرح الفيلم نهاية سعيدة نادرة تتماشى مع معايير فرهادي، بالنسبة إلى أحد الأزواج في القصة على الأقل، لكنها ليست اصطناعية ولا تنفصل بالكامل عن مشاكل انعدام الثقة. لا ينمو أنف أحد حين يكذب في فيلم Fireworks Wednesday، لكن ليست مصادفة أن يركّز فرهادي في إحدى اللقطات على ملصق فيه صورة {بينوكيو} داخل غرفة نوم الابن.

back to top