طلال الفهد... تصريح أم تحريض؟!

نشر في 12-05-2016
آخر تحديث 12-05-2016 | 00:05
واصل دس السم في العسل مدعياً حرصه على رياضة الكويت
وضع رئيس الاتحاد الكويتي لكرة القدم الشيخ طلال الفهد خارطة طريق لتحقيق مطالبه ومآربه، من خلال تصريح قادم من مكسيكو سيتي، ظاهره الرحمة وباطنه العذاب، قبل بدء اجتماع كونغرس الفيفا، الذي سينظر غداً الإيقاف المفروض على الكرة الكويتية.

"سكت دهرا ونطق كفرا"... هذا ما ينطبق على رئيس الاتحاد الكويتي الشيخ طلال الفهد، الذي اتخذ من الصمت في الفترة الماضية شعارا له، قبل أن يعود ويقسم بأغلظ الأيمان أنه لن يسكت بعد اليوم.

الفهد نطق من مكسيكو سيتي، بتصريح ظاهره الرحمة وباطنه العذاب والتهديد والتحريض والتحذير والمطالبات بتعديل القوانين، قبل بدء اجتماع كونغرس الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا»، الذي ينطلق اليوم قبل أن ينظر غدا قرار المكتب التنفيذي بإيقاف الكرة الكويتية في أكتوبر الماضي.

وواصل الفهد كعادته دس السم في العسل، والعزف المنفرد على وتر الشباب، وطموحهم وأحلامهم، في الوصول إلى كأس آسيا في 2019، والذي ما زال قائماً، بعد ضياع حلم التأهل لكأس العالم 2018 في روسيا، على الرغم، وهو ما يعلمه الجميع ومن خلال نتائج موثقة، من أن حقبة الفهد هي الأسوأ في تاريخ كرة القدم الكويتية، حيث بات التأهل لكأس آسيا أقصى ما يمكن الوصول إليه، على أن يكون الوداع الحتمي في الأدوار التمهيدية.

ولن نذهب بعيداً عن فحوى التصريح الشافي والوافي لخارطة الطريق التي رسمها الفهد للكويت في الاجتماع المزمع للفيفا، والذي يصب فقط في مصلحته واتباعه، للمكوث سنوات وسنوات جاثمين على قلب الرياضة الكويتية، ليثبت للكافة أنه ليس هناك أي مساع منه لرفع الإيقاف، بل تحريض على استمراره، ما لم تعدل القوانين أو يتم التراجع عما هو معمول به حاليا.

وعمد الفهد في تصريحه إلى التذكير بأن الكويت تعاني شللا تاما لرياضتها بسبب الإيقاف المفروض عليها من الفيفا، والذي تسبب فيه هو واتحاده بمساندة شقيقه الأكبر عضو المكتب التنفيذي!

وطالب بتضافر الجهود، على الرغم من أن الواقع يشير إلى سعي الفهد وشقيقه إلى عرقلة الجهود الشعبية والرياضية، التي تبذلها الكويت منذ فترة، للظهور بمفردهما على الساحة، وإبعاد من من شأنه أن يعمل لمصلحة الكويت ورياضتها، وريادتها.

وفي مؤشر على أن قرار رفع الإيقاف متوقع لم ينس الفهد أيضاً تصدير إحباط إلى الشارع بتأكيده على أنه في حال النجاح في انتزاع هذا القرار خلال الكونغرس فإن الأمر لن يكون قد انتهى، حيث إن جولة الحسم ستكون للجنة الأولمبية الدولية، التي يتمتع شقيقه بنفوذ كبير فيها.

وتوجه الفهد أيضا إلى تأليب كونغرس الفيفا على الكويت قبل بداية الاجتماع، باعترافه صراحة بمخالفة القوانين المحلية للدولية، مؤكدا أن هذا الاختلاف هو الذي تسبب في إيقاف الرياضة الكويتية.

ولخص الفهد صراحة مطالبه، ليعمل وشقيقه على رفع الإيقاف، بلفظ "معالجة الخلل"، في إشارة واضحة وصريحة بالعمل على تعديل القوانين التي لا تصب في مصلحته، حتى لو كان ذلك به مساس بسيادة الكويت، واستقلاليتها!

وفيما يلي نص التصريح الذي نشر على موقع الاتحاد الدولي لكرة القدم:

قال الفهد إن الرياضة الكويتية عامة وكرة القدم خاصة تعاني خلال هذه الفترة من شلل تام وإيقاف دولي مفروض عليها منذ شهر أكتوبر الماضي، بسبب مخالفة القوانين المحلية للقوانين الدولية، مما أضاع على الشباب الكويتي حلم مشاركة الأزرق في التصفيات النهائية المؤهلة لمونديال روسيا 2018، ونهائيات كأس آسيا بالإمارات 2019.

واضاف الفهد أن الأزرق كان قاب قوسين أو أدنى من التأهل للدور النهائي للتصفيات الآسيوية لكأس العالم، لكنه حرم من ذلك، كما حرم من المشاركة في نهائيات كأس آسيا للصالات والمؤهلة لكأس العالم، مشيرا إلى أن الكويت تملك سجلاً مشرفاً من الإنجازات في هذه اللعبة، حيث إن الأزرق توج بطلاً لدورة الخليج مرتين، كما شارك في كأس العالم للصالات التي أقيمت في تايلند.

وأشار إلى أنهم لن يقفوا مكتوفي الأيدي، بل سيسعون جاهدين بكل ما أوتوا من قوة من أجل حماية أسرة كرة القدم الكويتية.

وطالب رئيس اتحاد الكرة بتضافر كل الجهود من أجل عودة منتخبنا الوطني، وأنديتنا المحلية إلى المشاركات الإقليمية والقارية، والعمل على تلافي كل العوائق التي تسببت في هذا الإيقاف، والمبادرة من أجل الشباب الرياضي الطامح لرؤية منتخبه وسط بقية منتخبات القارة الآسيوية، وأن يضع الجميع المصلحة العامة وسمعة الكويت أمام عينيه دون المكابرة، والانصياع لصوت العقل والمنطق والعمل وفق القوانين التي لا تتعارض مع القوانين الدولية، من أجل رفع الإيقاف عن الكرة الكويتية.

وأكد الفهد أن الجهود التي بذلناها سابقا من مد يد التعاون مع الجميع، والتي نبذلها حاليا من خلال التحركات مع بقية الاتحادات الوطنية قبل المشاركة في الكونغرس الدولي، بهدف حماية الكرة الكويتية والعودة الى العضوية الكاملة للاتحاد الدولي.

وحذر الجميع من التمادي في العمل بكل ما هو مخالف للقانون الدولي والنظام الأساسي للفيفا، مؤكدا أن الرجوع إلى الحق فضيلة وليس عيباً، من أجل الكويت، والمصلحة العامة فوق كل اعتبار.

وأكد أن رفع الإيقاف الدولي المفروض على الكرة الكويتية لن يحسم من خلال تصويت أعضاء الجمعية العمومية فقط، بل ستكون كلمة الفصل لاحقاً لدى اللجنة الأولمبية الدولية لرفع الإيقاف بالشكل الشامل عن الرياضة الكويتية، وهذا يتطلب سرعة معالجة الخلل الذي أدى إلى الإيقاف، من أجل الرياضة والرياضيين، ومن خلال اتباع ما جاء في خارطة الطريق التي تم التوافق عليها بين اللجنة الأولمبية الدولية وحكومة الكويت برعاية من الأمم المتحدة.

وفي الختام تمنى الفهد أن يكلل الاجتماع بالنجاح المنشود، وأن يوفق الجميع لما فيه خير ومصلحة دولتنا الحبيبة ورياضتنا، في ظل قيادة سيدي حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله ورعاه، وسيدي سمو ولي عهده الأمين الشيخ نواف الأحمد، حفظه الله ورعاه.

في الوقت ذاته، وعلى نقيض التحريض قام أعضاء الوفد الشعبي الكويتي بجهود جبارة على مدار اليومين الماضيين، في سبيل الحصول على الدعم اللازم لرفع الإيقاف المفروض على الكرة الكويتية من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم، الذي سيعقد جمعيته العامة اليوم وغداً.

وعقد الوفد اجتماعات عدة مع رؤساء وفود الاتحادات القارية، التي يحق لها حضور العمومية والتصويت على القرار.

وقدم أعضاء الوفد، في اجتماعاتهم، شرحاً وافياً للحالة الكويتية، والقرار الجائر من اللجنة الأولمبية الدولية والاتحاد الدولي لكرة القدم على الرياضة الكويتية، وأوضحوا الصورة الحقيقية والغائبة عن المجتمع الرياضي الدولي، مدعمة بالمستندات والوثائق التي تبين صحة الموقف الكويتي الذي تفهمته الكثير من الوفود المشاركة، ووعدت بالتصويت ضد قرار المكتب التنفيذي، وتأييد رفع الإيقاف.

فليطح لاتحاد الكرة: كونغرس الفيفا فرصة ذهبية لإصلاح الخطأ

تمنى نائب المدير العام للهيئة العامة للرياضة د. حمود فليطح، على مسؤولي اتحاد كرة القدم الكويتي الموجودين حالياً في العاصمة المكسيكية (مكسيكو سيتي)، وسيمثلون الكويت رسمياً في اجتماعات الجمعية العامة للاتحاد الدولي لكرة القدم، أن يكون لهم دور فاعل في رفع الإيقاف، معتبراً وجودهم في هذا الاجتماع فرصة ذهبية لإصلاح الخطأ الذي حدث من خلال شكواهم التي أدت إلى الإيقاف.

وقال: "يجب ألا يفتعلوا المشاكل ويضغطوا على الحكومة بهذا الأسلوب، ولاسيما أن الهيئة العامة للرياضة والحكومة لن يرضخا لهذه الضغوط".

وأعاد فليطح إلى الأذهان في اللقاء الإذاعي "عالمكشوف" موقف رئيس الاتحاد الإماراتي السابق لكرة القدم يوسف السركال، الذي دافع عن الموقف الكويتي العادل في اجتماع الجمعية غير العادية، في الوقت الذي لم يتحدث رئيس الاتحاد الكويتي، ولم ينبرِ للدفاع عن الموقف الكويتي، وترك غيره يدافع عنه.

وأشار إلى أن الشباب الكويتي لن يفرحوا، إلا إذا تم رفع الإيقاف عن كرة القدم وبقية الألعاب الأخرى.

back to top