«حماس» تعمدت مهاجمة إيران و«التسريبات» أعادتها لمحورها

نشر في 07-05-2016 | 00:09
آخر تحديث 07-05-2016 | 00:09
No Image Caption
الحصار المصري أنهكها وخطة أبومرزوق فتحت الطريق مع السعودية
علمت «الجريدة» من مصادر خاصة أن التسريب، الذي حمل هجوماً للقيادي البارز في حركة حماس موسى أبومرزوق، على إيران، كان متعمداً من الحركة المنهكة، ولم يكن مصادفة أو من قبيل الصراعات الداخلية.

وقالت المصادر لـ«الجريدة» إن قياديين في «حماس»، يتبنون أقوال أبومرزوق وهو نائب رئيس المكتب السياسي للحركة، والتي سُربت بداية فبراير الماضي ووجه فيها انتقادات لاذعة إلى القيادة الإيرانية التي لا تساند «حماس»، هم من قاموا بهذا التسريب عمداً، وفق خطة مدروسة، مع أن بعضهم حاول تجاهل التصريحات المسربة، أو التنصل منها.

وأضافت أن «الهدف من الخطة هو أن حماس، التي امتنعت سابقاً عن أخذ خيار بين المحورين السني بقيادة السعودية، والشيعي بقيادة إيران، أصبحت في وضع جديد، وتريد العودة إلى المحور السني والتقرب من الرياض».

وجاءت خطة تسريب أقوال أبومرزوق، المدروسة جيداً، لتؤكد التفكير المجدد للحركة بالنسبة للمحورين المذكورين، فقبل هذا التسريب تدهورت علاقات «حماس» بالجامعة العربية، فضلاً عن عمل مصر المتواصل ضد الحركة، عبر تدمير أنفاق غزة التي تربطها بها، وضرب الموارد المالية لها، من خلال إغلاق المنافذ الوحيدة لتهريب السلع والبضائع والأسلحة، كما منعت مصر قادة الحركة من زيارتها أو العبور منها، ولهذه الأسباب وغيرها خطط قادة حماس للتسريب.

وتابعت المصادر: «وبعد تسريب تلك الأقوال والضجة التي رافقته، بدأت المياه تجري في وديان العلاقات الطيبة بين حماس والمحور السني، حيث زار وفد من الحركة أخيراً، بوساطة سعودية، مصر، وزار أبومرزوق نفسه الرياض، وخرجت تصريحات عن فتح صفحة جديدة في العلاقات الحمساوية - السعودية، إذ وعدت المملكة برصد نحو 32 مليار دولار لإعادة إعمار غزة».

من جانب آخر، فإن علاقة «حماس» بإيران، قبل التسريب، كانت على نار هادئة، فالحركة منذ 2011 لم تؤيد دعم طهران لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، ولم تتخذ موقفاً داعماً لإيران مع إعدام الشيخ النمر، وبعد نشر التسريب، وما ترتب عليه، فإن العلاقات لم يطرأ عليها تغيير يذكر.

وكان جلياً التغيير في موقف «حماس» من إيران، حيث امتنع رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل وقادة آخرون عن زيارتها، واكتفت الحركة بإرسال وفد متواضع لطهران بلا أي مسؤول كبير، في سياسة يمكن القول إنها تعتمد «الرقص في عرسين»، فالقيادة السياسية توطد علاقتها مع «المحور السني»، وخاصة السعودية ومصر، أما القيادة العسكرية فلاتزال تحصل على أسلحة وأموال من إيران.

من ناحيتها، قالت مصادر حمساوية إن القيادتين العسكرية والسياسية متفقتان على عدم تطوير العلاقات مع إيران أكثر مما هي عليه الآن، إلى جانب فتح الأبواب للتقدم وتطوير العلاقات مع السعودية ومصر، مضيفة أن «حماس» لم تخسر شيئاً بعد تسريب أقوال أبومرزوق، بل خرجت رابحة من الناحيتين، ما يدل على ذكاء قيادييها وحنكتهم.

back to top