الأنانيّون... لماذا لا يبتعدّون عنّا؟

نشر في 25-05-2016
آخر تحديث 25-05-2016 | 00:05
No Image Caption
يستهلك الأشخاص الأنانيون وقت الآخرين وطاقتهم، وبغض النظر عما تقوله لنفسك، كن على يقين بأن نرجسيّتهم ليست لها حدود.
لا يمكنك انتظار اليوم الذي يقدّر فيه الأشخاص الأنانيون وقتك ويعبّرون عن احترامهم احتياجاتك. حان الوقت لتضع حدّاً لاستغلالك وتركّز على نفسك.

يحتاج الأشخاص الأنانيون إلى أشخاص آخرين، لذا لا يكفّون عن انتهاك الحدود. مثلاً، ليس من المألوف أن ترى شخصاً أنانياً ينتقل للعيش في الصحراء ليكون بمفرده. حينها من سيوضّب الملابس النظيفة الجافة التي نسيها على منشر الغسيل؟ ومن سيحضر أولاده من المدرسة يوم الثلاثاء؟ وماذا سيفعل حين يكون بحاجة إلى شخص يساعده في أحد الأمور أو إلى بعض النقود أو إلى سيارة؟ يبدو أن الأنانية والاعتماد على الذات أمران متناقضان كلياً.

حالة استثنائية

يجب أن يكون الشخص الأناني حالة استثنائية بالنسبة إلينا. بالطبع، يسهل عليك أن تستيقظ كلّ يوم وتتحمّل المسؤوليات التي أوكلت لك وتكون صديقاً جيداً وتنام مرتاحاً على وسادتك في نهاية النهار. أما الشخص الأناني فلديه مشكلة مع هذه الأمور، فيصعب عليه تحمّل المسؤوليات إذ يجدها صعبة. وحين تصبح الأمور أكثر صعوبة، يعود إلى عاداته القديمة ويطلب من شخص آخر أن يقدّم له المساعدة. هنا يأتي دور الخدمات. ولكن عموماً، يحتاج هذا النوع من الأشخاص إلى أن تعيرهم انتباهك الكامل.

إن كنت تظنّ أنك مركز الكون، فأنت بحاجة إلى أقمار صناعية (أي إلى أشخاص آخرين) لتدور حولك على مدار الساعة، فتدفعك إلى الاعتراف بجاذبيّتك (على سبيل المثال، «أنا مهمّ جدّاً»).

هل أنت عالق في محيط شخص أناني؟ لا تقلق. لا تعتبر الأمر شخصياً. لا يميّز هذا الشخص بين شخص وآخر، لا يحترم احتياجات الآخرين، ولا يعرف الحدود.

الطريقة الوحيدة التي قد تنتشلك من علاقة الاستنزاف هذه هي وضع حدود حازمة. وقبل أن تبدأ رحلة الملل والصعوبة لوضع حدّ للشخص الأناني في حياتك، اطرح على نفسك هذه الأسئلة:

• هل أستفيد من هذا كله؟

على سبيل المثال، آخذ حاويات تدوير النفايات أسبوعياً لأفرغها في مطمر النفايات، وهي مشتركة إذ يستخدمها سكان الطوابق الأربعة في المبنى حيث أسكن. إن لم أفعل ذلك، فلا أحد سيفعل. يمرّ جيراني بالقرب من هذه الحاويات ويستعملونها إلا أنهم لا يفرغونها بتاتاً. يتراوح عددها بين خمس وثمانٍ وهي ثقيلة جداً ويمكن جرّها على الدواليب، ويبلغ طولي متراً و60 سم. رغم أن هذه الحالة قد تكون غير عادلة، أستفيد من القيام بذلك بمفردي. فإن لم أقم بهذه المهمّة، لن يأخذ أحد نفاياتي من أمام منزلي. كذلك أحرّك رجليّ قليلاً وأمرّنهما لبضع دقائق (فليس عليّ أن أنقل الحاويات إلى مكان بعيد ولا أعتبرها ثقيلة جداً). بالإضافة إلى ذلك، أفتخر بنفسي عند قيامي بهذه المهمّة لأنني جارة أحترم رغبات الآخرين.

• هل تعكس التضحيات توقّعاتي الخاصّة؟

هل يطلب منك هذا الشخص تضحيات أكثر من تلك التي كنت لتطلبها منه؟ ربما لم تستطع أن تعتمد عليه بتاتاً. وربما هذا الشخص غريب نسبياً ولم يحظ بثقتك.

على سبيل المثال، قابلت امرأة في حفلة منذ سنوات عدة وأُعجبت بفطائر الليمون التي كنت قد حضّرتها إلى درجة أنها تواصلت معي بعد ستة أشهر لتطلب منّي أن أعدّ بعض الفطائر لحفلة ما قبل الزفاف التي تقيمها صديقتها. مجاناً، بالطبع. أرسلت إلي رسالة إلكترونية كتبت فيها: {لا أعلم إن كنت تتذكّرينني... هل يمكنك أن تحضّري لي بعض فطائر الليمون اللذيذة؟}.

• لماذا تقول {نعم} حين ترغب في الرفض؟

تحقّق من دوافعك الخاصة. قد تقلق من عدم إعجاب هذا الشخص بك أو قد يجعلك تشعر بالانزعاج إن لم تتجاوب معه كفاية. ولكن إن شعرت بالسوء لبعض اللحظات حين ترفض طلب أحد الأشخاص، لا بدّ من أنك ستشعر بالامتنان لاحقاً لأنك احترمت الحدود التي وضعتها في حياتك. وإن لم يحبّك بعض الأشخاص لأنك لم تلبّ لهم طلبهم، فهذه مشكلتهم. لا بدّ من أنهم لم يخشوا عدم تقديرك تصّرفهم حين طلبوا منك الخدمة.

أنت مسؤول عن ذاتك فحسب (وأولادك). حان الوقت لتقوّي نفسك بكلمة {لا}. رسم خطّ على الرمل قد يكون أمراً صعباً، ولكن حالما تبدأ بذلك، سيتحسّن شعورك. ومع الوقت، ستجد أن مطالب الأشخاص الأنانيين قد أصبحت قليلة، فحين يلاحظون أنهم لم يعودوا قادرين على استعمالك كوسيلة لجعل حياتهم أسهل، سيلجأون إلى شخص آخر.

back to top