تحديد مكان «الأسودين»... وإنذار الدخان يزيد الغموض

• إيرولت: لا نرجح أي احتمال
• «سي إن إن» تنشر صورة لتلقي إنذار... و«الخارجية» تنتقد التلميح لانتحار الطيار

تمكنت الفرق المعنية بالبحث عن حطام الطائرة المصرية، التي سقطت فوق البحر المتوسط، خلال عودتها من باريس إلى القاهرة، من تحديد مكان الصندوقين الأسودين، أمس، بينما زاد تأكيد هيئة سلامة الطيران الفرنسية أمس أن إنذاراً آلياً بوجود دخان صدر من الطائرة المنكوبة قبل تحطمها غموض الحادث.
توصلت جهود فرق تابعة للجيش المصري، للبحث عن حطام ومتعلقات وبقايا طائرة «مصر للطيران»، إلى المزيد من البقايا والحطام الخاص بالطائرة، في حين نقلت بوابة «الأهرام» الحكومية، أمس، عن مصدر متصل بالتحقيقات التي تجريها القاهرة حول الطائرة المنكوبة، أنه تم تحديد أولي لموقع الصندوقين الأسودين في مساحة تتراوح بين 3 و4 أميال بحرية من موقع سقوط الطائرة.

ومن المفترض أن يسهم العثور على الصندوقين الأسودين في فك لغز سقوط الطائرة المنكوبة، التي قتل كل من كان على متنها، وهم 66 شخصا من جنسيات مختلفة، بينهم 10 من طاقمها.

ولا تزال طائرات وسفن من مصر و5 دول أخرى تمشط مساحة واسعة من البحر المتوسط، ولم تظهر أي أدلة دامغة، حتى أمس، تكشف سبب اختفاء الطائرة من على شاشات الرادار، في الثالثة من صباح الخميس الماضي، وانحرافها بصورة عشوائية وسقوطها في البحر، فور دخولها المياه الإقليمية المصرية فوق المتوسط، وإن كانت الحكومتان المصرية والفرنسية لا تستبعدان أي فرضية وراء الحادث، بما فيها فرضية العمل الإرهابي.

وكانت القوات المسلحة المصرية أعلنت أمس الأول العثور على حطام الطائرة، على بعد 290 كيلومترا، شمال مدينة الإسكندرية الساحلية.

من جهته، قال وزير الطيران المصري الأسبق لطفي كمال إن أحد الصندوقين الأسودين مخصص لرصد إحداثيات سير الطائرة، وإصدار بيانات بصفة مستمرة عن حالتها، أما الآخر فهو مختص بتسجيل المناقشات الدائرة في قمرة القيادة.

وأشار كمال إلى أن ما تردد عن رصد إشارات إلكترونية تفيد انبعاث أدخنة من الطائرة المنكوبة غير منطقي، إذ إنه من الأولى أن يكون قائد الطائرة هو الذي أرسل تلك الإشارات، الأمر الذي لم تسجله أبراج المراقبة، إلا إذا كان ما جرى على الطائرة مفاجئ.

في السياق، وبينما قال وزير الخارجية الفرنسي جون مارك إن كل الفرضيات بشأن الطائرة المصرية مازالت مطروحة، مضيفا في مؤتمر صحافي أمس: «فرنسا أرسلت سفينة وطائرة للمشاركة في البحث بالتعاون مع القاهرة».

ونفت وزارة الطيران المصرية وجود تأكيدات بشأن رصد دخان على متن الطائرة المنكوبة، قبل سقوطها، ردا على إعلان محققين ينتمون لهيئة سلامة الطيران الفرنسية، أمس، أن الطائرة وجهت رسائل آلية بوجود دخان على متنها، لافتين إلى أنه «لا يزال من المبكر تفسير هذه المعطيات».

ولاحقا، صرح وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت، في حديث موجز مع الصحافيين، إثر لقاء في باريس مع أسر الضحايا، «في الوقت الحالي يتم درس كل الاحتمالات ولا نرجح أيا منها».

أشلاء

في السياق، وبينما ذكر رئيس شركة مصر للطيران صفوت مسلم أن البحث عن حطام الطائرة المنكوبة يجري في نطاق 40 ميلا (64 كيلومترا)، وقد يزيد نطاق البحث إذا لزم الأمر، نشر المتحدث باسم الجيش المصري العميد محمد سمير مقطع فيديو يظهر استمرار عمليات البحث عن حطام الطائرة وأشلاء الضحايا.

وأكدت وزارة الطيران المدني المصرية أن القوات المسلحة والبحرية تمكنت من انتشال المزيد من حطام الطائرة، وبعض متعلقات الركاب والأشلاء والحقائب والمقاعد.

إلى ذلك، قالت مصادر مصرية مطلعة إن سفينة تابعة للبحرية الفرنسية تحركت من ميناء تولون الفرنسي على البحر المتوسط، للمشاركة في عمليات البحث، وهي مجهزة بسونار يمكنه تحديد مكان الصوت المنبعث من مرشد اللاسلكي الذي يتم تركيبه في قمرة قيادة الطائرة التي تحطمت.

وأشارت تقارير إلى أن البحث عن الصندوقين الأسودين قد يستغرق بعض الوقت للعثور على المسجلات، حيث عمق المياه بين 8 و10 آلاف قدم (2400 إلى 3050 مترا)، هي المنطقة التي يعتقد أن الطائرة سقطت فيها.

من جانبه، ذكر الربان سعيد شعيشع أن مصر تحتاج إلى مساعدة فيما يتعلق باستخرج الصندوقين الأسودين، إذ إنهما يظلان يصدران إشارات مدة 30 يوما فقط، حتى عمق أكثر من 6 آلاف متر، وبعد انقضاء تلك المدة يصبح انتشاله مستحيلا.

وأوضح شعيشع أن عملية الانتشال تتم عبر مرحلتين، الأولى بسفن تكون مهمتها التعرف على مكانه عبر تتبع النبضات التي يرسلها، والأخرى تكون مهمتها انتشاله من العمق الموجود فيه عبر استخدام الربوت المزود بكاميرات عالية الوضوح، لافتا إلى أن مصر لا تمتلك هذه المعدات.

ذوو الضحايا

إلى ذلك، وفي حين وصل إلى مطار القاهرة الدولي، أمس، 15 فرنسيا من أهالي ضحايا الطائرة المصرية المنكوبة قادمين من باريس، حيث تم اصطحابهم إلى أحد الفنادق التي خصصتها وزارة الطيران المدني لتجمع أهالي الضحايا، انتقد الناطق باسم الخارجية أحمد أبوزيد تقارير وسائل إعلام أميركية حول الحادث، لافتا إلى أنها ألمحت إلى انتحار قائد الطائرة المنكوبة، وتحدثت عن اندلاع حريق بقمرة القيادة.

وقال أبوزيد، في «تغريدة» على «تويتر»: «إيحاء وسائل إعلام أميركية بأن قائد الطائرة انتحر في وقت لا يزال أسر الضحايا في حالة حداد أمر لا يبعث على الاحترام».

وكانت شبكة «سي إن إن» الأميركية نشرت صورة ضوئية قالت إنها حصلت عليها من مصدر مصري، تظهر تلقي نظام الاتصال الأرضي بالطائرة رسالة بوجود دخان في مقدمة الطائرة، وقالت إن الطائرة أرسلت انذارا بوجود دخان وفشل في النوافذ قبل أن تختفي من على شاشات الرادار بدقائق قليلة.

«ميت بدر»... ربع الضحايا المصريين منها

سادت حالة من الحزن والبكاء شوارع قرية «ميت بدر حلاوة»، التابعة لمركز سمنود بمحافظة الغربية، والتي فقدت 7 من أبنائها، في حادث الطائرة المصرية المنكوبة هم: خالد الطنطاوي ونجلته، وهيثم ديدح وزوجته ونجلته، وخالد نملة وخالد علام، ما يعني أن هذه القرية فقدت بمفردها ربع عدد الضحايا المصريين، على الطائرة.

وقالت مصادر من داخل القرية إن الضحايا كانوا عائدين من باريس لقضاء فترة الإجازة الصيفية مع أسرهم، بينما استطاع 12 من أبناء القرية النجاة من الموت، عقب تأخرهم في الحجز على متن الرحلة ذاتها.

يذكر أن قرية «ميت بدر» تحتل مكانة كبيرة في قلوب المصريين في باريس، كما يطلق عليها أبناؤها «عاصمة باريس» في الغربية، بسبب هجرة نسبة تزيد على 80 في المئة من شبابها إلى فرنسا، ولفتت تقارير فرنسية إلى أن ما يقرب من 7 آلاف من أبناء القرية يعملون في العاصمة الفرنسية.

«هاشتاغ» لمواجهة الكارثة

تصدر هاشتاغ «# سأسافر_مع_مصر_للطيران»، قائمة الأكثر انتشاراً على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، في محاولة لدعم شركة مصر للطيران، وللتأكيد على الثقة بخدمات الشركة وأطقم العاملين بها، بعد أيام من واقعة سقوط إحدى طائرتها الإيرباص A320، فجر الخميس الماضي في مياه البحر المتوسط.

شارك عبر الهاشتاغ الآلاف من المغردين، من جنسيات عديدة أغلبهم من دول خليجية، أكدوا خلالها، أن هذه الحوادث تقع على مستوى جميع الشركات، وأنها «قضاء وقدر»، ولا يمكن التحكم فيها أو إيقافها.

المغردون أكدوا أنهم سيسافرون عبر رحلات مصر للطيران، لمعرفتهم مستوى وكفاءة الخدمة، بينما أكد آخرون أنهم لم يسافروا عبر خطوط مصر للطيران من قبل إلا أنهم سيقومون بالتجربة ثقة منهم ودعماً لمصر.

ضحية أسيوط يترك 5 أبناء لليُتم

خيَّم الحزن على أهالي قرية «الهمامية»، التابعة لمركز البداري، بمحافظة أسيوط (جنوب القاهرة)، بعد فقدان القرية ابنها ناصر حمدي حماد، الذي ينتمي لعائلة «الجوابات»، ويعمل مسؤول إحدى شركات الدعاية والإعلان في القاهرة، حيث كان ضمن ضحايا الطائرة المنكوبة.

توافد مئات من أهالي القرية على سرادق العزاء، في حين قال محمد علي، ابن عم الفقيد، إن ناصر حاصل على بكالوريوس تجارة، ومتزوج ويقيم في القاهرة منذ تخرجه والتحاقه بالعمل الحر. وقال إيهاب الهواري، ابن عم الضحية، إن الضحية سافر منذ 15 يوماً إلى فرنسا في مهمة عمل، مضيفا أنهم علموا بالخبر، من سلطات مطار القاهرة، التي اتصلت بهم في الصباح الباكر، وقالت لهم إن ناصر على متن الطائرة المفقودة، حيث سافر جميع أفراد العائلة إلى القاهرة، مشيرا إلى أن ناصر عمره 45 عاماً، ولديه 5 أبناء (4 بنات وولد).

البحث يجري في نطاق 40 ميلاً ومعدات فرنسية لاستخراج الصندوقين
back to top