الوحدة... اختلافات مفاجئة بين النساء والرجال

نشر في 22-05-2016
آخر تحديث 22-05-2016 | 21:07
No Image Caption
من المعروف أن التعامل مع الحالات العاطفية السلبية يختلف بين الرجل والمرأة. حين لا تكون الأمور على
ما يرام في حياة المرأة، تميل إلى الكآبة. أما الرجل حين لا يشعر بالرضا عن نفسه، فيعبّر عن ذلك بالغضب.
{الوحدة} ظاهرة مشتركة بين الرجل والمرأة، فهل يتعاملان معها بشكل مختلف؟ ومن الأكثر عرضة لها؟ ومن منهما الأفضل في تخطّي هذه الحالة؟ فلنكتشف ذلك معاً.
بحسب بحوث عدة، تشعر النساء في مختلف الفئات العمرية ومراحل الحياة بدرجات أعلى من الوحدة مقارنةً مع الرجال. باستثناء مجموعة واحدة معيّنة من الناس: العزاب. فيما يفوق عدد النساء المتزوجات اللواتي يشعرن بالوحدة عدد الرجال المتزوجين بعض الشيء، يفوق عدد الرجال العزاب الذين يشعرون بالوحدة عدد النساء العازبات بشكل ملحوظ جداً.

بينما يبقى سبب ذلك غير محدد، ثمّة تكهّنات مباشرة قد تفسّر تلك الظاهرة. تميل النساء إلى الحرص على العلاقات الاجتماعية عموماً، وبالتالي قد يحفاظن أكثر على الصداقات الحميمة خارج نطاق العلاقة العاطفية الأساسية مقارنةً بالرجال.

وبلا شك، ثمّة جانب آخر للحرص الاجتماعي لدى النساء. هنّ يركّزن على العلاقات بشكل أكبر مقارنةً بالرجال، وإن أصبحت غير مرضية، فقد يصبحن أكثر عرضة للشعور بالوحدة.

وأشار معظم الدراسات إلى أن النساء أكثر وحدة من الرجال عموماً (باستثناء الحالة الاستثنائية عن الرجال العزاب الواردة سابقاً). ولكن بحسب دراسة واحدة أجرتها شيلي بوريس في جامعة واترلو، تبيّن أن ليس من الضروري أن تشعر المرأة بالوحدة، بل قد تشعر براحة أكبر حين تعترف بأنها وحيدة. قالت بوريس: {النساء اللواتي يعترفن بوحدتهم أكثر من الرجال، ذلك لأن النتائج السلبية للاعتراف بالوحدة أقلّ لدى النساء}.

ودُعم الاستنتاج بدراسة أخرى لم يكن هدفها فهم الوحدة، بل الرجولة. في هذه الدراسة، اكتشف الباحثون أن الرجال أكثر امتناعاً عن الاعتراف بالشعور بالوحدة. والمثير للاهتمام، كلّما شعر الرجل برجولته، يزيد امتناعه عن الاعتراف بأي نقص اجتماعي من أي نوع كان.

التأقلم

بينما لم يوضّح بعد ما الجنس الذي ينجح أكثر في التأقلم مع الآليات حين يتعلّق الأمر بالوحدة، من الواضح أن كلّ جنس لديه طرائقه الخاصة للتأقلم. يميل الرجل إلى كسب مجموعة من المعارف لمحاربة الوحدة، فيما تميل النساء إلى التركيز في العلاقة التي تضمّ طرفين فحسب.

وأظهرت دراسة نُشرت في مجلة الشخصية وعلم النفس الاجتماعي أنه عموماً، يشعر الرجل بأقل من الوحدة حين تكون مجموعة أصدقائه كبيرة، بينما المرأة لم تربط كثيراً بين درجات الوحدة وكثافة الأصدقاء.

وكما يقول الباحثون: {قد يعتمد الرجل معايير موجهة نحو المجموعات في تقييم الوحدة، فيما تركّز النساء أكثر على نوعية العلاقة التي تشمل طرفين فقط}.

مع هذه الوقائع، يمكننا بقدر الإمكان أن نتكهّن نموذجاً عن الاختلافات بين الرجل والمرأة في التعامل مع الوحدة:

تميل النساء إلى تقدير العلاقات الوطيدة التي تجمع طرفين. ولكن كما أن هذا النوع من العلاقات يتطلّب المزيد من الوقت والطاقة، لدى المرأة عدد أقل من العلاقات التي تجعلها تتجنّب الوحدة.

وفي حال انتهت العلاقات الوطيدة وعند انتهائها، قد تشعر النساء بوحدة كبيرة. ولأسباب اجتماعية وثقافية، من المرجّح نسبياً أن يعترفن بأنهن وحيدات.

من جهة أخرى، يميل الرجل إلى إنشاء علاقات مزدهرة مع كثير من الأشخاص. بالتالي، ينتابه شعور أقل بالوحدة حين يكون أصدقاؤه وأفراد عائلته كثراً.

ولكن إن باتت هذه الشبكة من المعارف أصغر، يصبح الرجل، خصوصاً الأعزب، أكثر عرضة للشعور بالوحدة. وغالباً ما لا يعترف بوحدته، لا سيما إن كان يتباهى برجولته.

الباحثون اكتشفوا أن الرجال أكثر امتناعاً من النساء عن الاعتراف بالشعور بالوحدة
back to top