الغيم لو هب الشمال... انزاح!

نشر في 21-05-2016
آخر تحديث 21-05-2016 | 00:00
 يوسف عوض العازمي في الآونة الأخيرة، كثرت الأحاديث حول عودة الأغلبية في المجلس المبطل الأول للمشاركة في الحياة البرلمانية والاستعداد للانتخابات المقبلة، وتقريباً لم يبرز كرافض للفكرة برمتها إلا عدد قليل، منهم أحمد السعدون وفيصل المسلم وجمعان الحربش، حسب ما تم تداوله، إضافة إلى موقف النائب الأسبق صالح الملا المتوافق مع ما ذكرت.

وواضح أيضا أن هناك نوايا منها ما تم الإفصاح عنه، ومنها ما هو في سياق التلميح للعدول عن المقاطعة، والمشاركة في الانتخابات، والدخول مجددا إلى الحياة البرلمانية كأمر واقع تم الانصياع له.

والحقيقة أنه لم يستجد أي جديد، ولو طفيفاً، والأمور سارت حسبما أرادت الحكومة، و"الصوت الواحد" هو قدر الانتخابات البرلمانية حالياً ومستقبلاً، ما لم تكن هناك إرادة من القيادة السياسية لتغيير الوضع.

وعندما ننقب فيما جرى من مواقف الأغلبية تجاه وضد "الصوت الواحد" (المقام هنا لاستنباط بعض نتائجه لا لنقده بالذات) نجد أن منهم من كان واضحاً، ولديه أجندته الواضحة، وهنا أقصد النائبين الحاليين أحمد مطيع وعبدالله الطريجي، حيث كان إعلانهما وقتها واضحاً بالمشاركة، بعد تحصين القانون من المحكمة الدستورية، حيث انسجما مع مبدأهما الانتخابي، وخاضا الانتخابات وحققا نجاحاً مقنعاً، وتبين صحة القرار الذي اتخذاه، بينما رجع من انتقدهما (ولو من وراء الكواليس) إلى نفس الخط، والآن أكثر الأغلبية السابقة تحذو حذوهما، مما يثبت حقيقة لا يطمسها منخل! وبياناً واضحاً لصحة ما قاما به.

قبل فترة قصيرة، أعلن تجمع "ثوابت الأمة" قرار خوضه الانتخابات، وأيضا ينتظر أن تعلن حركة "حدس" مشاركتها، وإن كنت أتوقع لها تحديدا أن تتعامل ببراغماتية مع هذا الوضع، وتترك أمر المشاركة من عدمها لقناعة أعضائها، يرغمها على ذلك موقف عضوها الحربش، الذي نقل عنه في أكثر من مناسبة تأكيده الاستمرار في المقاطعة، وبذلك تكون الحركة أمسكت العصا من منتصفها! وبطريقة لائقة لجميع أعضائها، هكذا أتوقع والله أعلم.

إذا ذهبنا إلى حركة "حشد"، فهناك كلام كثير يتداول عن ترشح معظم أعضائها، لكن لم يثبت أي تصريح رسمي من الحركة، ذلك قد يكون لعدة أسباب، أهمها وجود الأمين العام مسلم البراك في الحبس، ونفي وسحب جنسية رئيس المكتب الإعلامي سعد العجمي، لذلك أجد أن الوضع في "حشد" بالذات متشعب، وصعب تبيُّن الأمور حالياً.

الأكيد أن الانتخابات القادمة ستكون ذات زخم أكبر، ولن نستغرب وجود عدد كبير من الأغلبية، ومن سيبقى سيكون كالقابض على الجمر!

الحقيقة أتفهم استمرار البعض في المقاطعة، فلم يتبدل شيء، إذن لماذا المشاركة؟ مما يثبت المبدأ الصلب، والقناعة الراسخة، وأيضاً للذين سيشاركون بعد مقاطعة لهم العذر، فالسياسة موقف، والموقف بحسب الظروف المستجدة، والجمود قد لايكون حلاً، والرجوع إلى الحق أحق.

بناء على ما سبق ورؤية للقادم، أرى أن الظروف تحض على المشاركة، والقيادة السياسية كأنها تنتظر تحية السلام عليكم، لترد التحية بأحسن منها، والوضع لم يعد يسمح لمزيد من المقاطعة، والتي ثبت أنها لم تكن بذاك التأثير، وحتى القوى السياسية أطفئت نار أغلبها، ويبدو لمن يدقق أن في النفق بصيصاً من الضوء، وكما قال المثل: "الغيم لو هب الشمال انزاح". المشاركة أصبحت واجباً للأغلبية، والمواقف تتغير بتبدل الظروف، وليست قرآناً، فمن الصعب مقاطعة أسماء وطنية مخلصة للنداء الشعبي، أما عما حدث من أمور مؤسفة من حبس وسحب جناسي ونفي وهجرة بعض خيرة شباب البلد، فأعتقد أن القلب الكبير للقيادة السياسية سيسع الجميع، وهذا ما تعودناه منذ بداية حكم هذه الأسرة الطيبة، فقط أدوا التحية، وسيتم الرد بإذن الله بأحسن منها، أما التمسك بما لا فائدة منه فلن يغني من جوع.

back to top