هند البلوشي: لست مغرورة... وعلى المسرح أصبح طفلة

نشر في 19-04-2016
آخر تحديث 19-04-2016 | 00:00
تتمتع الفنانة الكويتية هند البلوشي بمواهب على مستوى التمثيل والتأليف المسرحي والغناء، إلى جانب مهامها كمنتجة لأعمالها المسرحية. كانت بدايتها عام 2005 عندما شاركت في مسلسل «زينة الحياة»، وفي العام التالي شاركت في «الفرية» مع الفنانة الكبيرة حياة الفهد، وأطلقها دورها في هذا المسلسل إلى عالم النجومية.
في حوارها مع «الجريدة»، أعلنت هند البلوشي أنها بدأت كتابة مشروعها الأدبي الروائي الأول، بعدما قدمت تجربتها كقاصة في مجموعتها القصصية الأولى التي أصدرتها منذ أشهر.
إلى أي مدى تشعرين بمسؤولية تجاه أسماء جديدة بدأت تظهر على الساحة الفنية؟

إلى حدّ كبير، وأعتبر أن من الضروري الوقوف إلى جانبهم ومساندتهم. في بداية مشوارنا الفني، كنا نخشى الوقوف أمام الفنانين الكبار، لكننا وجدنا كل الحب والدعم والمساندة منهم وأخذوا بيدنا. على الفنان امتلاك سعة صدر ومساعدة الآخرين، كل ذلك يصب بالنهاية في مصلحة الساحة الفنية.

صورة صحيحة

ما صحة ما يتردد من أنك في أعمالك المسرحية كمنتجة تكونين حاسمة وصاحبة قرار، لكن عندما تقفين على خشبة المسرح تتحولين إلى شخص آخر؟

(تضحك)، أكيد أن ثمة فنانين نقلوا إليك هذه الصورة، وهي صحيحة إلى حد كبير. عندما أمارس مهامي كمنتجة يجب أن أعي مسؤوليات هذا الدور والقرارات المترتبة عليه، لكن بمجرد صعودي إلى خشبة المسرح أتحول بالفعل إلى طفلة تدبّ فيها الحيوية والنشاط و{الشطانة»، وأنسى تماماً أنني منتجة.

بعد خوضك مجال الإنتاج، هل راودك إحساس بأنك أصبحتِ سيدة أعمال وصاحبة {برستيج} أكبر؟

من الطبيعي أن يراودني هذا الإحساس الجميل، فأنا لست ممثلة ومنتجة فحسب، بل كاتبة أيضاً، لذلك اختلف {برستيجي} عن السابق، وكبرت طموحاتي التي لم تعد محددة في مجال معين. ذلك كله جعلني أتأنى في اتخاذ قرارتي.

مساعدة الآخرين

بصراحة، هل تشعرين بـ {الأنا العالية} التي تصيب بعض الكُتاب؟

أبداً، أحب المحيطين بي، وأعيش بطبيعتي وسط الناس، لا أتكبر على أحد، ولست مغرورة، بل كثيراً ما أجد نفسي في مساعدة الآخرين. أنا معلمة لغة عربية، وقد ولَّد ذلك شعوراً بالعطاء في داخلي، والأخذ بيد طلابي نحو المعرفة. خير مثال على ذلك، مساعدة كُتاب شباب يتعاونون معي في مسرحياتي التي أقدمها للأطفال، فيمدونني بنصوص روائية، في حين أن أعمالنا المسرحية نقدمها بلغة شعرية غنائية، وهنا أجري تعديلاً وصياغة وإضافة وحذفاً وكتابة الأشعار، ويظل اسم الكاتب الشاب على العمل من دون أن أعطي لنفسي الحق الأدبي في ما أضفته وكتبته. إلا أن هذا الأمر تغير في الفترة الحالية، وبدأت أحمي حقوقي الأدبية، حفاظاً على صورة هؤلاء الكُتّاب الشباب أنفسهم ومصلحتهم.

كيف لمصلحتهم؟

يتلقى منتجون آخرون نصوصاً مسرحية من بعض هؤلاء الكُتاب الشباب الذين أتعاون معهم، ويكتشفون أن كتاباتهم روائية، وليست مُعدَّة لتقديمها على خشبة المسرح، ويتساءلون: كيف يقدمون لي نصوصاً مسرحية كاملة، في وقت يقدمون لهم نصوصاً روائية؟ منعاً لهذا اللبس، ارتأيت أن من الضروري وضع الأمور في نصابها الصحيح، لا سيما في عملي المسرحي الجديد {ساعة موريس} الذي أستعد لتقديمه في عيد الفطر، وهو من تأليفي، وفي الأعمال الأخرى سأكون حريصة على ذكر كل أسم، والجهد الذي قدمه.

عودة للحديث حول {الأنا العالية}، أؤكد لك أنني لا أحب احتكار مواهبي ومعارفي لنفسي، وعلى الجانب الآخر أدرك تماماً أن أناس كثراً يملكون مواهب إبداعية، خصوصاً على مستوى الكتابة، إلا أنهم لا يدركون ذلك، وقد اكتشفنا ذلك في شخصياتهم عبر متابعة كتاباتهم وخواطرهم على مواقع التواصل الاجتماعي التي أفسحت مجالاً للتعبير عن أنفسهم وذواتهم. ثم الكاتب الواثق من نفسه وموهبته لا مشكلة لديه في مساعدة الآخرين، والمبدع الحقيقي لا يتعالى على من حوله.

الرواية الأولى

هل من جديد على مستوى الكتابة ستشاركين فيه في معرض الكويت للكتاب الدولي، بعد تجربتك السابقة فيه كقاصة؟

وضعت فكرة، وبدأت كتابة المقدمة لها، لتصبح روايتي الأولى، في حين أن ما قدمته في الدورة الأخيرة من معرض الكويت للكتاب كان عبارة عن مجموعة قصصية.

من الواضح أنك تعملين وتنظمين حياتك وفق خطة.

صحيح، قدرتي على تنظيم الوقت، نعمة كبيرة أعيشها. نستطيع جميعنا فعل أمور كثيرة، لكن ينقصنا التنظيم. كثر يحسدونني، لأنني أقوم بأعمال كثيرة في وقت واحد، فيتساءلون: كيف أستطيع أن أكون زوجة وأماً ومدرّسة وممثلة ومنتجة وكاتبة؟ لا أقول سوى أن المولى، عز وجل، هو الحافظ، الذي يحميني من عيون بعض الناس.

back to top