بالعربي المشرمح: تقشفوا يعني تشرمحوا!

نشر في 30-01-2016
آخر تحديث 30-01-2016 | 00:01
 محمد الرويحل منذ تحدث المسؤولون في الحكومة عن بدئهم سياسة التقشف امتلأت مساحات التواصل الاجتماعي بعبارات شجب واستنكار وتذمر حول هذه السياسة التي تكشف أن حكومتنا الموقرة لا تعلم أن معظم مواطنيها في حالة تقشف "منذ مبطي، ما يجعلنا نظن أنها تعتقد أن المواطنين جميعهم يعيشون في بحبوحة ورغد ورفاهية، كما تعيش هي والمقربون منها يعيشون.

حين زادت حكومتنا الرشيدة رواتب المواطنين اعتقدت أن تلك الزيادة ستجعلهم تجاراً ومرفهين، ونسيت أو تناست أن حبايبنا رفعوا أسعار بضائعهم أضعاف ما كانت عليه دون رقيب أو حسيب، الأمر الذي زاد حياة المواطن تعقيداً وتقشفاً عما كانوا عليه قبل الزيادة، وحين كانت فوائض الميزانية بمليارات الدنانير كانت حكومتنا توزع الهبات والمساعدات خارج حدود الوطن، لأنها تعتقد أن المواطنين ليسوا بحاجتها، ولا أن الوطن يمكن أن يمر بأزمة مالية، الأمر الذي جعلها تنفق وفقاً لمبدأ "اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب".

وحكومتنا الموقرة كانت تصرح بين الحين والآخر عن فساد إداراتها ومؤسساتها، فغضت الطرف عن المفسدين، لكنها غضبت، وغضب معها مجلسها الموقر، لينتفضوا ويزجوا بدعاة الإصلاح في السجون على اعتبار أن "الخير واجد وما راح يخلص"، والفساد أمر طبيعي مع وفرة المال.

الغريب أن الحكومة الرشيدة تعلم أن مصدر الدولة هو النفط، وأن أسعار النفط غير ثابتة، فبدل أن تستثمر فوائض ارتفاع تلك الأسعار لإيجاد مصادر أخرى للدخل قامت بصرف وتبذير تلك الأموال على اعتبار أن الوضع سهود ومهود والخير "بقبال".

جميل أن يتحمل المواطن مسؤولياته الوطنية ويشارك وطنه في السراء والضراء، بل إن واجبه الوطني والأخلاقي يحتم عليه التضحية من أجل وطنه، والأجمل أن تكون حكومته كذلك، بل تتحمل مسؤولياتها، فإن فشلت فلتستقل، فالمواطن هنا لم يكن سبباً في هذا العجز، ولا هو بمسؤول عنه، ولم يسمح له ليخطط لمستقبله ومستقبل أجياله، الأمر الذي لا يجوز معه للحكومة أن تسد فشلها وعجزها من قوته ومصروفه، لاسيما أنه لم يشاهد حكومته تصرف تلك الفوائض والأموال لتنمية وطنه وازدهاره ورفاهيته حين كان سعر النفط ١٢٠ دولاراً، أو على الأقل لم يسمع أو يرَ الفساد المنتشر في وطنه والصرف والتبذير غير المبرر، والذي لم تدركه الحكومة حينئذ.

يعني بالعربي المشرمح:

أيها المواطنون تقشفوا بمفهوم حكومتنا الرشيدة، يعني "تشرمحوا"، فالقادم أسوأ مما تعتقدون، والعالم بأسره متوجه إلى كارثة حقيقية الناجي منها مفقود، ولا تتذمروا فقدركم أن الحكومة تعتقد أنكم مترفون وتعيشون برفاهية مطلقة، الأمر الذي تغير بسبب هبوط أسعار النفط، فلتتغير رفاهيتكم إلى "شرمحة" وتقشف يعلم الله وحده متى سينتهيان.

back to top