Louder Than Bombs يفتقر إلى التماسك

نشر في 23-04-2016 | 00:01
آخر تحديث 23-04-2016 | 00:01
No Image Caption
يعيش ثلاثة رجال فترة حداد بعد فقدان امرأة كانت تجمع بينهم في فيلم Louder Than Bombs (أقوى من القنابل)، أول فيلم باللغة الإنكليزية للمخرج النروجي يواكيم تراير، كتبه مع مساعده الدائم إسكيل فوغت.
يُشرِك جين (غابريل بيرن) ابنَيه جوناه (جيسي أيزنبيرغ) وكونراد (ديفيد درويد) في تحليل مهنة زوجته الراحلة، أي والدتهما، مصوّرة الحرب المعروفة إيزابيل (إيزابيل هوبير)، لتذكّر أعمالها. تكون هذه المهمّة فرصة كي يتعرّف الثلاثي أخيراً إلى حياتها ويتقبّلوا موتها، بعد سنوات على حادث سير أودى بها.

تظهر إيزابيل في ذكريات الرجال الثلاثة وتخيّلاتهم بشكل متكرر، وتبدو شخصيتها جاذبة وغامضة، وكأنها روح لا يستطيعون الإمساك بها.

تؤدي هوبير العاطفية دور إيزابيل التي تُعتبر أكثر عنصر مشوّق في فيلم Louder Than Bombs، وسرعان ما يتّضح ما يدفع هؤلاء الرجال الثلاثة إلى محاولة فهم حياتها الداخلية ودوافعها. يشعرون بالإحباط بسبب غموضها وعجزهم عن الاقتراب منها. ولأن الفيلم مبني على نظرتهم الخاصة، يزداد الوضع إحباطاً لأنهم يفشلون في الكشف عن أي جانب من حياتها.

نظرة ذكورية

تبدو نظرة الفيلم ذكورية بامتياز، رغم وفرة النساء المشارِكات فيه: معلّمة اللغة الإنكليزية لكونراد، السيدة برينان (إيمي راين) التي يقيم جين معها علاقة سرية، وزوجة جوناه التي تلد حديثاً ابنتهما لكنه يتجنبها لتمضية الوقت مع حبيبته السابقة من أيام الجامعة.

من الواضح أن خسارة امرأة واحدة سمحت لأولئك الرجال بإسقاط مشاكلهم وشوقهم وازدرائهم على نساء أخريات. لكنهم لا يواجهون أي عواقب لأفعالهم التي تتراوح بين الأنانية والعدائية، لذا لا تبرز أي مخاطر حقيقية. يعتبر الرجال النساء شخصيات يجب الوصول إليها أو التخلي عنها أو تحويلها إلى هوس تام، لكن لا يجب فهمها. يفشل الفيلم أصلاً في فهم الشخصيات النسائية.

لا يبدو فيلم Louder Than Bombs متماسكاً في أي مرحلة. ننتظر أن تحتدم أحداثه لكنه يتلاشى ويتفكك في النهاية. ما من نظرة مميزة عن مرحلة الحداد أو طريقة التعامل مع الخسارة لأن الشخصيات الثلاث التي نتابعها تزيد التركيز على نفسها وتسيء التصرف. يسهل تجنب الصراع المحوري الذي يتمثل بتفسير ميل إيزابيل إلى الانتحار للابن الأصغر كونراد، وتكون التعقيدات الأخرى كفيلة بإبعاد المشاهدين عن الشخصيات المحورية.

أداء متفاوت

يتّسم الممثل الممتاز أيزنبيرغ ببرود الأعصاب لكنّ هذه الصفة لا تخدمه في دور يحتاج إلى ممثل أكثر حيوية لتبرير خيارات يقوم بها جوناه على مر الفيلم. يبدو بيرن من جهته جيداً بما يكفي، لكن لم يستغل صانعو الفيلم موهبة إيمي راين الممتازة. أما الممثل الناشئ درويد، فيجيد أداء دور المراهق. عموماً، يبدو فيلم Louder than Bombs بارداً ومفككاً بما يشبه مشهد تحطّم الزجاج البطيء خلال حادث إيزابيل وكأنه شظايا جليد متناثرة.

الممثلة الوحيدة التي تبث الحياة في الفيلم هي هوبير التي تظهر على الشاشة بكل حيوية مع أنها تؤدي دور شبح. صحيح أن الفيلم يدّعي أنه مهتم بشخصية إيزابيل، لكن من المؤسف ألا تسمح لها طبيعتها البعيدة بأن تكون محور العمل.

 

back to top