ورد الخال: القيّمون على «مدرسة الحب» أخلّوا باتفاقنا

نشر في 26-02-2016 | 00:01
آخر تحديث 26-02-2016 | 00:01
No Image Caption
تسعى دائماً إلى التجديد والتطوّر في مسيرتها لذا قد تغيب فترات عن الشاشة المحلية اللبنانية لتعود بعدها، بدور غير اعتيادي. وهذا التأني والانتقائية في الخيارات كوّنا لها اسماً لبنانياً لامعاً في الوسط الفنيّ العربي. تتنقّل الممثلة اللبنانية ورد الخال بين  لبنان  وسورية لتصوير المسلسل السوري المحلي {خاتون} من ضمن أعمال البيئة الشامية (سيعرض في رمضان المقبل). حول دورها في {خاتون} وإخلال القيّمين على مسلسل  {مدرسة الحب} بالاتفاق القائم بينهما تحدّثت إلى {الجريدة}.

ما تفاصيل مشاركتك في المسلسل السوري «خاتون»؟

أشارك في جزئه الثاني، تدور أحداثه في البيئة الشامية إنما بإطار جديد مختلف عمّا تابعناه سابقاً. أؤدي دور شقيقة شاب  يجسد شخصيته يوسف الخال الذي يشارك في الجزء الأول في دور محوري وأساسي.

بم يتميّز دورك؟

أؤدي دوراً مرّكباً غير كلاسيكي، يتمحور حول امرأة ذات وجهين تسعى  للثأر لشقيقها من الحارة.  إنها تجربة جميلة وممتعة، خصوصاً أننا يوسف وأنا موجودان في إطار يرضينا على الصعيد الفنّي، فهو عمل متكامل، وهذا ما نصبو إليه في الدراما اللبنانية التي نتمنى أن تتطور وترتقي بأعمال محترفة مشابهة.

ستؤدين دوراً بعيداً من العشق والحبّ.

يحوي هذا المسلسل رسالة أكبر من الحبّ، فثمة أمور في الحياة تستحقّ التعبير عنها في الأدوار والمسلسلات غير الغرام والحبّ، لذا لا تقتصر أدواري في هذا الإطار.

إلام تعزين مشاركتكما فيه؟

أولا إلى القصة، وثانياً إلى تركيبة شخصيتي وفكرة أن نؤدي يوسف وأنا دور شقيقين، وهذا أمر لم يستغله أحد سابقاً. فضلا عن نوعية الإخراج وهوية الممثلين المشاركين في العمل.

ألم تخشي التنقل بين لبنان وسورية في ظل الظروف الأمنية الراهنة؟

القلق شعور طبيعي، لكننا حاولنا غضّ النظر عنه، لأن القيمين على العمل حريصون على سلامة الفريق الذي يعمل وسط ظروف خطرة، لذا حددوا أماكن تصوير بعيدة من المناطق المتوّترة أمنياً.

ما رأيك باستمرارية الإنتاج الفني السوري رغم الحرب، على عكس ما حصل مع الفنانين اللبنانيين في فترة الحرب الأهلية؟

لكلٍ طريقته الخاصة في المقاومة. صحيح أن تبعات الحرب هي واحدة أينما كان، إنما استمرّ  الفنانون السوريون، رغم شرذمتهم في دول عربية  وواقعهم المرير، من دون التأثر فنياً، خلافاً للفنانين اللبنانيين، وذلك يعود إلى مدى إصرارهم على الاستمرار.

ألم يملّ المشاهد برأيك من الحارات الشامية؟

طبعاً، إنما  يختلف إطار هذا العمل وقصته عن المسلسلات الأخرى في البيئة الشامية.

متى سيُعرض؟

سينطلق الجزء الأول في شهر رمضان المقبل على أن يُستكمل الجزء الثاني بعده.

كيف تصفين التعاون معكم كممثلين لبنانيين، يوسف وطوني عيسى وأنت في عمل سوري؟

راقٍ جداً ومحترف، شعرنا باحترامهم لمسيرتنا الفنيّة، يمكن القول إننا مدللون في هذا العمل.

ندم وأسف

هل من اختلاف بين المشاركة في عمل عربي مشترك  ومسلسل عربي محلي؟

طبعاً، نشكّل إضافة نوعيّة إلى هذا العمل المحلي السوري الذي نؤدي فيه أدواراً محورية، ويتميز بمشاركة ممثلين مخضرمين، ما يدفعنا إلى أن نكون بأفضل مستوى، وهذه هي القيمة المضافة التي نكتسبها من هكذا عمل. لذا تختلف هذه المشاركة عن مشاركتنا في عمل عربي مشترك يضم فنانين من دول عربية عدّة، يحاول كل منهم إبراز مهاراته الفنية والتميّز عن الآخرين، إضافة إلى أنه يضمّ ممثلين متدرّجين.

أخبرينا عن «مدرسة الحب».

مسلسل عربيّ (60 حلقة) من كتابة نور الشيشكلي وإخراج صفوان نعمو، يضمّ نجوماً من لبنان ومصر وسورية،  ويتكوّن من ثلاثيات قصص مختلفة. شاركت للأسف بإحداها مع الممثل عمّار شلق وهو ممثل محترف ومتواضع.

لماذا تأسفين لهذه المشاركة؟

بسبب إخلال القيمين عليه بالاتفاق الشفهي بيننا، ربما كان يجب تسجيل الاتفاق على الورق، لكنني، حينها، اتُخذت بالتصوير، فاتكّلت على كلمة الشرف التي قالوها لي، لكنهم تصرّفوا عكس الكلام الجميل الذي أسمعوني إيّاه في أول اجتماع بيننا.

على أي صعيد حصل الإخلال بالاتفاق؟

اشترطت مشاركتي في 3 ثلاثيات، من ضمنها ثلاثية جميلة من كتابة والدتي مهى بيرقدار، لكنهم غيّروا المشروع لتصبح القصص كلها من كتابة نور الشيشكلي. والمفارقة أنهم لم يردّوا بعدها على اتصالاتي، لذا أقول لهم إن الحياة فعلا مدرسة، وطريقة التعامل مع الناس مدرسة بحدّ ذاتها. للأسف ثمة أناس يتصرفون بقلة مهنيّة ويفتقدون إلى الشفافية، لذا لست متحمّسة له، وأتمنى لو لم أشارك فيه، أدعو لهم بالتوفيق، ولا مانع لديّ إذا أرادوا إلغاء بثّ الثلاثية.

بعد «عشق النساء» و{عروس وعريس»، لاحظنا غيابك عن الشاشة، ما السبب؟

أنا انتقائية ومتأنية في خياراتي الفنية، أسوة بأي ممثل يحب التغيير وعدم التكرار في إطلالاته الفنيّة، فضلا عن أنني أخشى تقديم ما لا يدفعني إلى الأمام والتطوّر، لأنني أسعى دائماً إلى التجديد، لذا أنتظر دائماً الإطلالة بأداء مختلف عن السابق.

لهذا السبب تشاركين في أعمال عربية أكثر من الأعمال المحلية؟

بل أنتظر العمل القوي أولا. بطبيعة الحال، عندما يبلغ الممثل مرتبة فنية معيّنة، لن يتلقى سوى الأعمال النوعية التي توازي قيمته الفنيّة. وإذا انتظرت الأعمال العربية خارج لبنان، فلأنها ترضيني من النواحي كافة، خصوصاً أن إيقاع الدراما المحلية بطيء نظراً إلى محدودية الإنتاج  الذي يفرض مبدأ الاحتكار، أي التعاون مع بعض الممثلين من دون سواهم وبعض الكتّاب من دون سواهم، وبعض المخرجين على حساب آخرين.

ما العوامل التي تُبقي الدراما المحلية متراجعة مقارنة مع الدراما العربية؟

محدودية الإنتاج ونوعية القصص والنصوص. في حين يرى البعض أنها في مرحلة تقدّم، أراها في تراجع. لا جديد نقدّمه على صعيد المضمون،  فهو إما مقتبس أو شخصياته مكررة، في حين يجب مواكبة تطوّر المجتمع، خصوصاً أن الأجيال الناشئة أكثر وعياً من جيلنا، وبالتالي لا ترضى بأي موضوع مطروح في المسلسلات.

توافر دور جميل في مسلسل محلي لبناني متكامل هل هو ضربة حظّ بالنسبة إلى الممثل؟

طبعاً، لأننا نشهد راهناً عجزاً في كتابة مضمون يحاكي هذا الجيل وأفكاره وتطلعاته ومشكلاته، فضلا عن افتقار بعض الكتّاب إلى نضج كافٍ ودقة في معالجة المواضيع، حتى يصدّقنا الجمهور. فمسلسل «عشق النساء» مثلا يضم قصصاً من الحياة ويعالج الحب بوجوهه المختلفة بواقعية.

برأيك، هل يسبق الإنتاج السينمائي الإنتاج الدرامي على صعيدي الكميّة والنوعية؟

هما متشابهان، إذ تتفاوت النوعية والكمية في الاثنين معاً. برأيي لا يزال المجالان غير ثابتين ولا نشهد فيهما تقدّماً فنياً  بل تقدّم تقني فحسب.

ما رأيك بالممثلين المتدرجين وهل يلفتك أيٌّ منهم؟

أراهم متحمّسين لذا أتمنى أن يجدوا ما يوازي حماستهم. ثمة وجوه جديدة موهوبة تعمل بجدية للوصول، لكنها تحتاج نصوصاً جيّدة تستطيع التعبير من خلالها. وأنا أدعوها  إلى اختبار التدرّج مثلما فعلنا نحن، والمشاركة إلى جانب مخضرمين لاكتساب خبرة ضرورية في كيفية التعامل مع الكاميرا والأداء، وعدم القفز إلى أدوار البطولة قبل السير بخطوات ثابتة ومتأنية، لأن التسرّع لا يفيد. يجب التمرّن والتمرّس واكتساب إلفة معيّنة مع الكاميرا والممثلين الآخرين قبل تحمّل مسؤولية البطولة، لأن أي خطوة ناقصة ستحرقهم.

تعبّرين، بحرية، عن الأحداث الوطنية والفنية، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ألا تخشين ردود الفعل؟

أنا ناشطة عبر «تويتر» حيث أنشر الأخبار الفنية، من دون إبداء الرأي، لأن الصفحة متاحة للجميع للتعليق عليها، لكني لاحظت، في الفترة الأخيرة، أنها صفحة غير ملائمة للتواصل مع الآخرين، على عكس «فايسبوك» إذ تضمّ صفحتي الخاصة أشخاصاً محددّين اخترت صداقتهم من مجالات عدّة، فأسمح لنفسي بالتعبير بحرية أكبر. للأسف عالم التواصل الاجتماعي مختلف عن الواقع، لأنه مليء بالأكاذيب والتملّق ويسببّ مشكلات بين الفنانين والصحافيين، فكلّما أبدى أحدهم رأياً اعتبره البعض موجهّاً ضدّه.

كثيرات يفضّلن عدم الجهر بما يفكّرن به.

أحدد ما أريد الإجهار به والإعلان عنه إلى الملأ، فأنا  لا أنشر تفاصيل حياتي اليومية من دون وعيٍ، بل أعرض ما أريد أن يعرفه الآخرون عنّي ومشاركتي به، على غرار الأمور التي أحبها وأتمتع بها في الحياة. على كلٍ أنا مرتاحة مع نفسي وليس لديّ ما أخشاه.

شركة wabas

بما تختلف شركة wabas  التي أسستها والمؤلف الموسيقي باسم رزق عن الشركات الأخرى التي تُعنى بمجال الترفيه؟

تهتم بالشق الفنّي للمناسبات كافة، فنؤّمن مغنّين وعازفين وراقصين وفرقاً فنيّة، مهما كان النوع الموسيقي واللون الغنائي المطلوبين. إلى ذلك نعمل على تأسيس فرقة wabas الخاصة التي تضمّ  أسماء مهمة معروفة في هذا المجال لإحياء المناسبات الكبيرة.

لأنك وباسم رزق معروفان في المجتمع، هل تعوّلان على اسميكما لكسب ثقة الناس؟

نستثمر اسمنا ونعوّل عليه ونوّظفه في شكل صحيح، لأننا فنانان بالدرجة الأولى ولسنا تجّاراً، وبالتالي يهمنا أن نحّسن هذا الوسط الفنّي ونشّكل إضافة معيّنة، طالما أن هذا الموضوع يصبّ في اختصاصنا المهني. على كلّ نتحمّل مسؤولية تقديم مُنتَج جميل للمستهلك الذي يتمتع بذوق صعب.

 هل تقلقين من المستقبل؟

أعيش اللحظة من دون تفكير في الغد، وإلى أبعد حدود مقدّرة ما أملك، لأن الإنسان قد يتعرّض في أيّ لحظة لأمر سلبي يغيّر مجرى حياته، لذا أحد لا يضمن سعادته المطلقة.  

back to top