Colliding Dreams... الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي

نشر في 02-04-2016 | 00:00
آخر تحديث 02-04-2016 | 00:00
No Image Caption
يشمل فيلم Colliding Dreams (أحلام متضاربة) مجموعة أفكار ومعطيات تاريخية ويطرح نظرة عميقة ومثيرة للاهتمام عن الأسباب الأصلية التي أنتجت العلاقة الشائبة بين إسرائيل والفلسطينيين. لكن كان يمكن أن يكون عنوان Collapsing Dream (انهيار الحلم) أكثر دقة.

تعاون مخرجا الأفلام الوثائقية المخضرمان، جوزيف دورمان [Sholem Aleichem:Laughing in Darkness (شوليم ألايشيم: الضحك في الظلام) وArguing the World (مجادلة العالم)] وأورين رودافسكي [Hiding and Seeking (الاختباء والبحث)]، لإخراج فيلم Colliding Dreams الذي يركز في جزءٍ منه على تعطّش شعبَين متناحرَين للسيطرة على مساحة الأرض نفسها.

يتحدّث Colliding Dreams إلى أشخاص يعيشون في تلك الأرض ويجري مقابلات مع أفراد عميقي التفكير وفصحاء لطرح جميع زوايا القضية، من بينهم إسرائيليون مثل المؤرخ بيني موريس والروائي أبراهام يهوشوا، وفلسطينيون مثل عضو اللجنة التنفيذية في {منظمة التحرير الفلسطينية} حنان عشراوي. يحلل هؤلاء الأشخاص الوضع الذي يشبه، كما يقول أحدهم، القفز من نافذة منزل يحترق للهبوط على رأس شخص آخر.

لكن رغم إجراء مقابلات مع عدد من الفلسطينيين، يبقى الفيلم في جوهره كئيباً وداعماً لإسرائيل ويزداد تركيزه على انهيار حلم الصهيونية العلمانية تدريجاً.

كيف تحولت تلك الحركة الواعدة والمثالية التي اعتبرت مزرعة {كيبوتز} اليهودية رمزاً لها إلى دولة يعتبرها بعض الأوساط ظالمة وترمز إليها مستوطنات مشكوك بشرعيتها؟ وكيف عجزت الحركة التي أرادت تطبيع الوجود اليهودي والتقرب من شعوب العالم الأخرى عن الهرب من الأحياء اليهودية العنصرية واضطرت في النهاية إلى بناء حي يهودي أكبر حجماً؟

طابع جنوني

يبدأ فيلم Colliding Dreams بالتشديد على الطابع الجنوني الذي يحمله الحلم باسترجاع الوطن بالنسبة إلى اليهود المشتتين في العالم بدءاً من القرن التاسع عشر. قال حاييم وايزمان، أول رئيس لإسرائيل: {لا داعي ليكون الصهيوني مجنوناً. لكنه سلوك مفيد}. تأثر يهود أوروبا بأصحاب النظريات من أمثال ليون بينسكر وثيودور هيرزل وبدأوا يعودون إلى أراضي إسرائيل السابقة بعد أن انهار حلمهم بعيش حياة هادئة في أوروبا عبر الاندماج في محيطهم وجعل العالم الواسع يتقبّلهم.

حصلت أول موجة من الهجرة اليهودية غداة المذابح في عام 1881، ثم بدأت الموجة الثانية بعد فشل الثورة الروسية في عام 1905. يبدو أن البريطانيين عرضوا أرض أوغندا على يهود أوروبا بدل فلسطين، لكن ما كان أي بلد ليحلّ مكان الوطن اليهودي الأصلي، كما يزعمون.

لكن كان شعب آخر يعيش في ذلك الوطن. في هذا السياق، كتب صهيوني قديم إلى زملائه في أوروبا بأسلوب مُشفّر: {الفتاة جميلة لكنها مخطوبة}.

زاد إحباط اليهود غداة المحرقة وشعروا بعد الحرب العالمية الثانية بأنهم لا يستطيعون الذهاب إلى أي مكان آخر. لكن تنظر المتحدثة باسم {منظمة التحرير الفلسطينية}، حنان عشراوي، إلى الوضع بطريقة مختلفة: قد يبدو مشروع إسرائيل ناجحاً ظاهرياً لكنه فاشل في جوهره لأنه {يرتكز على إنكار وجود الفلسطينيين كبشرٍ لهم حقوق}.

تقسيم فلسطين

بلغت الأحداث مرحلة حرجة في عام 1947، فاندلعت حرب أهلية بعد أن صوتت الأمم المتحدة على قرار تقسيم فلسطين. يستكشف الفيلم مسألة شائكة عن حقيقة طرد الفلسطينيين أو مغادرتهم البلد بكل بساطة. حين هدأت الأوضاع، أصبح 700 ألف فلسطيني مشرّدين وطالبت مصر والأردن باستعادة أراضيهما واستعملتا كلمة {النكبة} لوصف تلك المحنة.

يطرح فيلم Colliding Dreams نقطة مثيرة للاهتمام: بما أن تقسيم البلد لم يطرح مشكلة بالنسبة إلى الصهاينة العلمانيين، لم تُستعمَل تلك الكلمة على لسان الجميع منذ إنشاء الدولة وحتى عام 1967. ثم في عام 1967، أدت {حرب الأيام الستة} إلى وضع جميع مناطق فلسطين التاريخية تحت السيطرة الإسرائيلية، ما دفع الحاخام النافذ تسفي يهودا كوك إلى اعتبار الصهيونية جزءاً من خطة إلهية لمنح الحركة العلمانية السابقة طابعاً دينياً وإنقاذياً.

تضخّمت تلك المشاعر وأدت إلى نشوء مستوطنات دينية في الضفة الغربية بعد حرب {يوم كيبور} في عام 1973.

اعتبر الصهاينة غير المتديّنين الذين تحدثوا في الفيلم أن {الوضع يبدأ بالتراجع عند تحويل الدولة إلى حركة}، لكن زادت قوة الصهيونية الدينية أكثر من أي وقت مضى. فيما شعر الصهاينة العلمانيون بأن إنشاء دولة يهودية من حقهم، اعتبر الصهاينة المتدينون أن تلك الدولة واجب ديني، وأدت هذه القناعة في النهاية إلى اغتيال رئيس الوزراء إسحاق رابين.

يشمل Colliding Dreams أكثر من 30 شخصية فصيحة، إلى جانب مقابلات عشوائية مع {أشخاص من الشارع}، ويسرد هذه القصة المأساوية والجاذبة بأسلوب مباشر. مع اقتراب النهاية، يقول الكاتب المولود في الولايات المتحدة، هيليل هالكين، بكل صراحة: {إذا أفسدنا هذه الفرصة، يعني ذلك أننا لا نستحق متابعة النضال}.

back to top