ولدك البالغ 12 عاماً... ادعميه و{روّضي» تمرّده

نشر في 23-04-2016 | 00:01
آخر تحديث 23-04-2016 | 00:01
No Image Caption
وقفت إلى جانب طفلك لعشر سنوات كاملة وها هو يُقدم اليوم على مرحلة المراهقة. ما الذي تتوقّعينه في السنة الأخيرة قبل المراهقة؟ وكيف تساعدين ابنك على عيشها؟
ينمو ابنك جسديّاً بسرعة كبيرة وقد يكتسب أربعة سنتمترات من الطول في غضون سنة، ويظهر الشعر في جسمه وتتغيّر نبرة صوته. غالباً ما تظهر طفرات النمو لدى الفتيات أسرع من الفتيان (قبل سنة تقريباً)، وهو العمر المثالي لبدء الدورة الشهرية.

تجعل تأثيرات النمو السريع ومتطلبّات المدرسة المتزايدة طفلك بحاجة إلى النوم أكثر فأكثر، تسع أو عشر ساعات في الليلة، لذا تجدين نفسك مضطرة إلى جعله يخلد إلى الفراش في وقت مبكر، كي يتمكّن من الاستيقاظ في الصباح الباكر.

يصبح طفلك حسّاساً وشديد التأثّر أحياناً لأنّه يرغب في أن يكون حرّاً: ينتج هذا الشعور من تغيّرات هرمونية تطرأ عليه في مرحلة المراهقة. لذلك، تضعف ثقته بنفسه ويصبح مزاجه متقلّباً وسلوكه طفولياً، فيميل إلى التمرّد وتخطّي الحدود ومخالفة القوانين والانخراط في سلوك محفوف بالمخاطر. في هذه المرحلة بالذات، ينبغي عليك التحلّي بالصبر والتفهّم، خصوصاً عندما لا يعبّر ولدك عن مشاعره ويفضّل البقاء مع أصدقائه بدلاً من تمضية الوقت برفقة أهله.

في الواقع، يمكنه التعبير عما يخالجه من أحاسيس بصورة أفضل عندما يتكلّم مع أحد أفراد عائلته، خصوصاً أمّه، كذلك يمكنه التخلّص من مشاكل تعترض طريقه. في هذه الحالة، ربما تواجهين بعض التحديّات في جعله يثق بك وينوي التحدث إليك، إلا أن الحوار سيكون مربحاً فأنت تتوجّهين مباشرة إلى حسّه المنطقي ليدرك الفرق بين الجيّد والسيئ. كذلك يمكنك إشراكه في اتخاذ القرارات العائلية.

وسائل سهلة

من وسعك مواجهة التمرّد الذي يعيشه ولدك بطرائق سليمة:

أوّلاً، لا تبالغي في ردّ فعلك تجاه سلوكه الانفعالي، وحاولي أن تتفهمي مشاعره وأفكاره.

ثانياً، كوني صريحة معه بشأن المواضيع الحسّاسة كالجنس والممنوعات، ممّا يعطيه الاستقرار الذي يحتاج إليه لمقاومة أيّ ضغط سلبي يمارسه أصدقاؤه عليه.

ثالثاً، ابدي اهتماماً واسعاً لمسائله الدراسية وكافئيه على جهود يبذلها في سبيل النجاح، وتواصلي مع الأساتذة إذا اقتضى الأمر، ممّا يساعده على استعادة ثقته بنفسه وتقديره لذاته وتطوير مهاراته العلمية فيأبى الفشل.

يجب ألا يتجاهل الأهل الضغط الذي يمارسه أصدقاء ولدهم عليه في هذا العمر. لا بدّ من التعرّف جيّداً إلى زملائه في المدرسة كي تعرفي متى ينبغي عليك التدخّل لتوجيهه نحو الطريق الصحيح.

تحدّثي إليه عن السلوك المحفوف بالمخاطر الذي قد يواجهه وارسمي له استراتيجيات تخوّله التعامل مع الحالات الخطيرة، كتمضية معظم الوقت على الإنترنت أو تعرّضه للضغط كي يتناول الممنوعات... سيعرف عندئذ أنّك بجانبه فيتمسّك أكثر فأكثر بالمبادئ التي نشأ عليها.

إنّه الوقت المثالي لتعزيز أفكاره حول نمط الحياة الصحّي وصورة الجسد الإيجابية، بما في ذلك أنماط الطعام والنوم. ولا بدّ من توعيته إلى أنّ التغيّرات الجسدية التي يمرّ بها طبيعيّة جدّاً.

في النهاية، دعمك وتوجيهك لولدك يساعدانه في المضي قدماً في الطريق الصحيح على الصعيد العاطفي أو الجسدي أو العلمي أو الاجتماعي، والتنعمّ بمستقبل مشرق.

back to top