حلول لانقطاع النفس أثناء النوم

نشر في 05-02-2016 | 00:01
آخر تحديث 05-02-2016 | 00:01
No Image Caption
تساهم الأجهزة التي تعالج مشاكل التنفس أثناء النوم في خفض ضغط الدم والحد من الضرر الذي يتعرض له القلب.
يشكّل النوم العميق الهانئ حلماً بالنسبة إلى مَن يعانون انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم.

يواجه الملايين حول العالم هذه المشكلة، التي يسد خلالها اللسان أو أنسجة الحلق مجاري الهواء مؤقتاً أثناء النوم.

فيؤدي هذا التوقف القصير في عملية التنفس (يُدعى انقطاع النفس) إلى شخير قوي أو شعور بالاختناق. وقد تتكرر هذه الحالة أحياناً أكثر من 30 مرة في الساعة.

تسبب النوبات المتكررة من انقطاع النفس أثناء النوم عادةً النعاس خلال النهار وتزيد خطر الإصابة بمشاكل قلبية وعائية.

تذكر الدكتورة سوزان ريدلاين، بروفسورة في قسم بيتر س. فاريل لطب النوم في كلية الطب في جامعة هارفارد: “يؤدي الإجهاد الليلي الناجم عن انقطاع النفس إلى ارتفاع متكرر في ضغط الدم، ما يلحق الضرر ببطانة الأوعية الدموية ويحدث خللاً في معدلات الإنسولين، الغلوكوز، والدهون”.

وقد تسبب هذه التبدلات انسداد الشرايين وتراجع فاعلية عضلة القلب. كذلك يرتبط انقطاع النفس أثناء النوم باضطراب نظم القلب المعروف بالرجفان الأذيني.

ضغط مجرى الهواء الإيجابي

يُعتبر ضغط مجرى الهواء الإيجابي المتواصل (CPAP) العلاج الأفضل لانقطاع النفس أثناء النوم. ويشمل هذا العلاج ارتداء قناع على الوجه يتصل بآلة صغيرة عبر أنبوب خفيف الوزن. فتزود الآلة الفم والأنف بدفق من الهواء المضغوط، ما يحول دون انسداد مجاري الهواء.

لكنّ كثيرين ممن يلجأون إلى هذا العلاج يجدونه مزعجاً وغريباً، فلا يلتزمون به. وفي محاولة للتغلب على هذه العقبات، ازدادت آلة ضغط مجرى الهواء الإيجابي تطوراً بمرور الوقت. في حالة مَن يواجهون صعوبة في الزفر أثناء وضع القناع، يستطيع المريض استعمال جهاز لضغط مجرى الهواء الإيجابي ثنائي المستوى. فيضخ الجهاز الهواء بضغط أكبر أثناء الشهيق وينتقل إلى ضغط أدنى أثناء الزفير، ما يسهل عليك التنفس. أما جهاز AutoPAP، فيشمل تحسينات إضافية، منها جهاز ضبط داخلي يعدّل الضغط صعوداً أو نزولاً كي يقدم للمريض أدنى حد ممكن من الضغط. إليك بعض النصائح الإضافية التي تسهل عليك استخدام هذه الأجهزة:

• احصل على الجهاز من اختصاصي في النوم يستطيع أن يدربك على استخدامه.

• إن كان القناع يسبب لك تهيج البشرة، استخدم كريمات مرطبة خاصة بمن يستعملون جهاز ضغط مجرى الهواء الإيجابي.

• إن كان الجهاز يسبب لك تهيج الأنف، فاستخدم وسادة الأنف، التي توضع على المنخرين وتخفف الضغط عن جسر الأنف.

• إذا عانيت انسداد الأنف، فقد يصف لك الطبيب رذاذاً للأنف أو قد ينصحك بالخضوع لجراحة لتصحيح هذه المشكلة.

• إن كنت تتنفس من فمك ليلاً، تحتاج إلى قناع كامل يغطي الأنف والفم، فضلاً عن أن رباط الذقن قد يعود عليك بفائدة.

أجهزة للفم والأنف

قد ينال مَن يعانون حالة بسيطة من انقطاع النفس أثناء النوم أو يعجزون عن استعمال جهاز ضغط مجرى الهواء الإيجابي بعض الفوائد من الاستعانة بجهاز للأسنان شبيه بما يستعمله الرياضيون ليحموا أسنانهم. يفتح هذا الجهاز مجرى الهواء بدفع الفك السفلي قليلاً نحو الأمام والأسفل. صحيح أن هذا الجهاز غير فاعل في حالة مَن يعانون انقطاع نفس حاداً أثناء النوم، إلا أنه يساهم في علاج مشكلة التنفس هذه ويخفض ضغط الدم عند استعماله بشكل متواصل فترة من الزمن، وفق الدكتورة ريدلاين.

تشمل الأجهزة المتوافرة الأخرى Provent الذي يضم سدادتي أنف تولدان الضغط عند زفر الهواء، وWinx الذي يشد اللسان إلى الأمام لإبقاء مجرى الهواء مفتوحاً. لكن الأطباء لا يملكون معلومات كافية عن تأثيرات هذين الجهازين الطويلة الأمد.

تحفيز مجرى الهواء العلوي

تُعالِج آلة Inspire الحاصلة على موافقة إدارة الأغذية والأدوية الأميركية عام 2014 هذه الحالة بتقنية جديدة تُعرف بتحفيز العصب تحت اللسان. تتألف هذه الوحدة من مولد يُزرع في أعلى الصدر، على غرار الناظمة القلبية الاصطناعية (pacemaker). ويتصل سلك داخلي بعصب تحت اللسان. فيراقب الجهاز باستمرار نفسك أثناء النوم ويحفز بخفة مجاري الهواء العلوية بغية إزالة اللسان وغيره من أنسجة من هذه المجاري إن عانيت انقطاع النفس. ولكن بما أن هذا العلاج يتطلب جراحة بسيطة، يُخصَّص راهناً لمن لا يجنون الفوائد من جهاز ضغط مجرى الهواء الإيجابي المتواصل. إلا أن الدكتورة ريدلاين توضح أن الأبحاث الأولى تبدو واعدة، سواء من ناحية حل مشكلة انقطاع النفس أثناء النوم أو من ناحية تحسين نوعية حياة المريض. نتيجة لذلك، قد يزداد استعمال هذا العلاج في المستقبل القريب.

back to top