بثينة العيسى: حرية التعبير غير مكتملة

نشر في 14-01-2016 | 00:01
آخر تحديث 14-01-2016 | 00:01
No Image Caption
«رواية خرائط التيه جاءت مصادفة ولم أخطط لها»
أكدت الكاتبة بثينة العيسى أن حرية التعبير غير مكتملة في حال حظر الكتابة في تابوهات الجنس والسياسة والدين، وذلك خلال استضافتها في ندوة للحديث عن روايتها الممنوعة «خرائط التيه».

في البداية، تحدث مقدم الأمسية محمد العتابي عن الرواية، معتبراً أن العيسى اخترقت جدار الروائية المحلية إلى فضاء الرواية العربية، لأنها تؤمن بضرورة تحديث الرواية وتكوين الكاتب المستقل.

من جانبها، تحدثت العيسى عن فكرة الرواية وقالت: «خرائط التيه لها قصة، والموضوع لم يكن في ذهني أبدا، ووجدت نفسي كأني اكتشفته مصادفة. وحينما شرعت بالكتابة رسمت ثلاثة خطوط، وهي خط الأب، والأم، والابن، وكتبت ثلاثة أسطر تساعدني في الولوج إلى العمل، لافتة إلى ضرورة إيضاح فكرة التمييز بين الحالة النفسية والحالة الفكرية، وكذلك كيف نميز بين المعتقد والحالة العاطفية؟

رقابة «الإعلام»

وتحدثت العيسى عن أسباب منع رقابة الإعلام روايتها من التداول في الكويت، مبينة أن روايتها منعت لأنها تخدش الآداب العامة، وفقاً لما قالته اللجنة الرقابية، وتابعت: «منطق الرقيب في الكويت يستند على أن للكاتب مساحة 90 في المئة من الحرية يستطيع فيها الكاتب ترجمة مشاعره وأحاسيسه، وفقاً لهذا المنطلق، ويرى أن المساحة المتبقية وهي 10 في المئة الممنوعة أو المحظورة التي لا يفضل الاقتراب منها، بينما أنا أعتقد أن 90 في المئة ليس لها معنى من دون 10 في المئة، وإذ لم نكن قادرين على أن نخوض بهذه التابوهات (الجنس والسياسة والدين)، فنحن لا نكتب شيئا، وكأن فضاء حريتنا لدينا منقوص».

عصابات التسول

وفي ما يتعلق بتسليطها الضوء على تجارة الأعضاء ضمن العمل الروائي، تقول العيسى: «كنت أبحث عن أكشن، وفي بادئ الأمر لاحت إليّ فكرة التركيز على عصابات التسول، وهذا يحدث منذ التسعينيات؛ أطفال يختطفون وتقطع أيديهم ويستخدمون في التسول، ولكن أحسست أنها لن تتناسب مع شخصية الرواية، لأن هيئته لا تسمح بأن تأخذ الرواية أحداثا طويلة، ولكن أنا أريد التركيز على التسلسل في الأحداث. ثم تبادر إلى ذهني تجارة الأعضاء بشيء لم يتناوله أحد من قبل.

 وأشارت إلى أنها قامت بالبحث بداية في «غوغل» عن تجارة الأعضاء في السعودية، ولكن لا يوجد شيء، لذلك اضطرت إلى أن تخرج الشخصية خارج مكة، وبحثت عن أماكن جرائم المتاجرة في الأعضاء ووجدتها في العراق، وكذلك منتشرة بشدة في شمال سيناء، ولاحظت أن الأفارقة الذين يعتبرون البضاعة المثالية لسوق «تجارة الأعضاء» هم أنفسهم متركزين في جنوب المملكة العربية السعودية، وهناك اختراق لهذه المنطقة، فهم يهربون ويتسللون من إثيوبيا، وإريتريا، ويذهبون عن طريق اليمن برا إلى المملكة، أو يأخذون البحر الأحمر ويصعدون إلى شمال سيناء، وصولا إلى مناطق أخرى، مشيرة أن خط الهجرة أصبح واضحا استطاعت أن تربط المناطق ببعضها، وبهذه الطريقة اكتملت الخريطة.

back to top