كارين ليوبيك فيستر: أزرع الذكريات في البذور

• لماذا تزرعين البيانات في النباتات؟

- استأت من مساحة القرص في كمبيوتري، فبدأت أتساءل: ماذا لو أمكنني تخزين البيانات في الحمض النووي؟ يشكل الحمض النووي مخزوناً ضخماً يمكن حفظ البيانات فيه. من الممكن لغرام تخزين 1018x450 بايتاً. وهكذا من الممكن تخزين الأرشيف كله في العالم في علبة واحدة من البذور.

• ما كان التحدي الأول الذي صادفك؟

- عملت وزملائي على زراعة برنامج كمبيوتر بسيط يُدعى Hello World في حمض نبتة التبغ.

• كيف تضعين شفرة الكمبيوتر في الحمض النووي؟

- تحتاج أولاً إلى نظام تشفير. يتألف البرنامج الإلكتروني من تسلسل معين من الرقمين 0 و1. هكذا حوّلنا هذه إلى أربعة أحرف الحمض النووي (A، G، C، T). فاعتبرنا أن A توازي 00، C 10، G 01، وT 11. ثم صنّعنا تسلسل الحمض النووي الناتج. ونقلنا الحمض النووي الاصطناعي إلى بكتيريا وحفزنا الأخيرة لتصيب أوراق نبتة تبغ. وهكذا نقلت البكتيريا الحمض النووي الاصطناعي إلى النبتة.

• ماذا يحدث للبيانات عندما توضع داخل نبتة؟

- أخذنا جزءاً من الأوراق المصابة، زرعناها، وحصلنا على نبتة تبغ كاملة. وبما أن هذه العملية تُعتبر استنساخاً، حملت أوراق النبتة الجديدة وبذورها كافة شفرة برنامج Hello World في حمضها النووي.

• كيف تسترجعين البيانات؟

- ليست عملية صعبة. تستخلص الحمض النووي وتعد تسلسله باستخدام الأساليب التقليدية. نجحنا في إعادة بناء البرنامج بدقة كاملة، مستخدمين بذور نبتة التبغ، فظهرت الرسالة Hello World على شاشة كمبيوترنا.

صحيح أن هذا النوع من استخلاص البيانات يؤدي إلى تلف بعض مواد الأوراق، لكن هذه التكنولوجيا اليدوية تشهد تطوراً مستمراً، ما سيتيح لنا ذات يوم قراءة حمض الورقة النووي مباشرة من دون أن نلحق بها الضرر.

• إذاً، هل نتمكّن ذات يوم من تصفح ويكيبيديا انطلاقاً من ورقة؟

- نعم بالتأكيد، إن توافر لنا الجهاز البيني الملائم، مع أنك في هذه الحالة لن تتمكّن من تحرير أي مواد لأنك تستطيع الاطلاع على البيانات المخزنة في الحمض النووي من دون تعديلها. لهذا السبب، تُعتبر هذه وسيلة فاعلة لحفظ الأرشيف.

• كم تدوم البيانات المخزنة في البذور؟

من الممكن داخل خزائن البذور العالمية تجميدها لتدوم آلاف السنين. ما من حدود لهذه العملية، حتى إنها تحتفظ بقدرتها على الإنبات.

• ما المستقبل الذي تتوقعين لهذه التكنولوجيا؟

- تخيل أنك تسير في منتزه يكون في الواقع مكتبة حيث تحمل كل نبتة، زهرة، وشجيرة معلومات مخزنة. تجلس على المقعد، تلمس قارئ الحمض النووي اليدوي، فتقرأ ورقة وتستمع إلى أغاني فرق رولينغ ستونز مباشرة منها، أو تختار رواية أو تشاهد فيلماً وثائقياً وسط كل هذا الخضار.

قد تزودك شجرة بسيطة بالبيانات التثقيفية كافة التي يحتاج إليها كل شخص حول العالم. هذا هو طموحي.

* سام وانغ