نباتات تبث رائحة كريهة عند لمسها

نشر في 13-01-2016 | 00:01
آخر تحديث 13-01-2016 | 00:01
No Image Caption
قالت رابي موساه من جامعة ألباني في نيويورك مندهشة: «يا للهول! يبدو أن أحداً أطلق الغازات هنا»! هكذا كانت ردة فعلها حين اكتشفت آلية دفاعية كانت مجهولة سابقاً في النباتات: إنها الجذور التي تطلق رائحة كريهة حين تشعر بلمسة تهددها.
تتعدد النباتات المعروفة بروائحها النتنة ويعلم الباحثون منذ عقود أن روائح الكبريت المزعجة تنبعث حين تتحرك التربة حول جذور بعض النباتات، منها أنواع من فصيلة الميموزا. حتى الآن، يقال إن هذه الروائح تنبعث بطريقة جامدة نتيجة تضرر الأنسجة، كما يحصل عند سحق ورق الغار أو تقطيع البصل بسكين.

لكن لاحظت موساه أن جذور بعض الأجناس تطلق رائحتها المزعجة بشكل ناشط. قام فريقها بهذا الاكتشاف حين كان يزرع بذوراً من نبتة الميموزا بوديكا المعروفة بورقها الحساس الذي يلتف عند لمسه. فاكتشفوا أن جذور هذه النبتة حساسة تجاه اللمس وهي تطلق رائحة عند الاقتراب منها.

يبدو أن تلك الرائحة (خليط من مركّبات الكبريت) تنبعث من أكياس صغيرة تشبه كتل الشعر ويقلّ طولها عن نصف ميليمتر وتمتد على جذور النباتات التي تسقط بعد انبعاث الروائح.

حتى أصغر النباتات التي يقتصر ارتفاعها على بضعة سنتيمترات يمكن أن تملأ الغرفة برائحة كريهة. تتابع النباتات التي تنمو في ظروف معقّمة إنتاج رائحة الكبريت، ما يشير إلى أنها نتاج الجذور نفسها وليس الجراثيم المتصلة بها.

ربما تتعلق أكثر نتيجة مبهرة بالجذور التي تميز على ما يبدو بين أنواع مختلفة من اللمسات. توضح موساه: {يبدو تفاعل الرائحة انتقائياً}. تكون لمسة واحدة بالإصبع كافية دوماً كي تنبعث الرائحة لكن لا تتجاوب الجذور مطلقاً مع غرض زجاجي أو معدني. كذلك لا تتفاعل مع لمسة واحدة من التربة مع أن جرّ الجذور في التربة يطلق الرائحة.

لا تزال طريقة شعور النبتة بهذه الظواهر المختلفة مجهولة. تساعد هذه النزعة الانتقائية المزعومة النباتات على التمييز بين لمسة العوامل العدائية والأجسام غير الضارة.

إنه دليل إضافي على أن النباتات تجيد استشعار بيئتها والتفاعل معها أكثر مما يظن الكثيرون. يقول فرانتيسك بالوسكا من جامعة بون الألمانية: {ما زلنا نستخف بالنباتات كثيراً}.

لكن قد لا تستهدف الرائحة الحيوانات المفترسة بحسب قول أنطوني تروافاس من جامعة إيدنبورغ. بل إنها قد تعمل على إبعاد الجذور عن النباتات الأخرى التي تخترق أرضها: {لا أهمية للرائحة التي تنبعث منها بالنسبة إلينا}.

لا تنحصر هذه الظاهرة بفصيلة واحدة. اكتشفت موساه أن ستة أنواع أخرى من فصيلة ميموزا على الأقل تبث تلك الرائحة، وهي تخطط الآن لدراسة نباتات من فصيلة الأكاسيا القريبة منها. في النهاية، قد يتبين أن هذه الظاهرة شائعة على نطاق واسع بحسب رأي بالوسكا.

back to top