أذن من طين وأخرى من عجين

نشر في 12-03-2016
آخر تحديث 12-03-2016 | 00:01
 يوسف سليمان شعيب التخبط الموجود في كثير من وزارات الدولة أصبح أمرا عاديا (حتى الأعمى يشوفه)، ولكن أن يصل ذلك التخبط إلى مستقبل الأجيال ومناهج التدريس، فهذا الذي لا يمكن أن يمر مرور الكرام، ولا أن نقف أمامه مكتوفي الأيدي، وعلى قمة هرم وزارة التربية أن يكون جاداً في اتخاذ كل التدابير التي تكفل القضاء على ذلك التخبط "المعشش" في الوزارة منذ عقود.

كلامنا هذا لم يأت من فراغ، بل عليه أدلة كثيرة لا يسع المقال ذكرها، ولكننا سنعرض أمراً خطيراً جداً كدليل على التخبط غير المسموح به في وزارة تعنى بمستقبل أجيال الوطن.

ولقد ذكرنا في مقال سابق تحت عنوان: "كبش فداء" أمورا حذرنا من وقوعها، وها نحن نلمسها في أيامنا هذه، ولقد قلنا إنه لا يجوز أن يتم تشكيل لجنة من موجه ومعلمين يكلفون إعداد كتاب جديد دون أن يكون معهم فريق متكامل من عدة جهات، ولكن أصحاب القرار في التربية يعاملون ناصحيهم بأسلوب "أذن من طين وأذن من عجين"، متناسين أن هذا الأسلوب سيوقعهم في معضلات كثيرة ستكشف ضعفهم وقلة حيلتهم مما سيدفعهم إلى البحث عن كبش فداء.

فمن الآن ننصح الكل، وعلى رأسهم الوزير، بإيقاف تأليف الكتب والمناهج الجديدة التي أثقلتها الخطابات والكتب المتأخرة، مما أدى إلى ضياع وقت وجهد بذلا في سبيل إعداد كتب جديدة، والمصيبة أن كل من له علاقة بتأليف الكتب في وزارة التربية يريد أن يكون هو فقط من يقوم بصنع وتأليف الكتاب، فالتوجيه والمعلمون يرون أنهم الأحق بتأليف الكتاب لقربهم من الميدان واحتكاكهم المباشر مع من سيتلقى ذلك الكتاب وما فيه من معلومات، وإدارة المناهج ترى أن لها الأحقية بتأليفه، لأن لها نظرة إخراجية وتصميمية للكتاب، ولها اهتمام كبير بهذا المعيار الإخراجي.

وإدارات أخرى تركت الأمر والحبل على الغارب، دون أي توجيه منها أو تعليمات لمن كلفوا بتأليف الكتاب، وبعد أن يقع الفاس بالراس ستظهر الإدارات معترفة بخطئه، لا لشيء، فقط لكي تعيد تأليفه، ومن ثم تضع اسمها على الكتاب تحت مسمى "المؤلف"، وتحت هذا الأمر نضع مليون خط، فهذا هو هدف الجميع، وضع الأسماء على صدر الكتاب، دون الاهتمام والحرص على جودة ونوعية المعلومات وقوتها، ومدى مستوى إدراك وفهم الطالب لها، ناسين الجهد الذي بذل من قبل اللجنة المكلفة على مدى أشهر.

وهنا نقول: لينظر الجميع إلى النهاية، فنهاية الأمر طالب كويتي سيتلقى ما في الكتاب، وأسرة ستقاتل من أجل أن يفقه ابنها ما في هذا الكتاب.

وهذا نداء لوزارة التربية... ابعدوا مستقبل الأجيال عن عراككم وتناطحكم، وكونوا متعاونين في خدمة الأجيال وأبناء الوطن، وضعوا لهم ما يفيدهم لمواكبة التطور والعلوم الحديثة، مبتعدين عن الصراع في وضع الأسماء على الكتب.

وما أنا لكم إلا ناصح أمين.

back to top