«اسمع كتاب» وافتح لقلبك ألف باب... مبادرة جديدة لنشر القراءة

نشر في 18-02-2016 | 00:01
آخر تحديث 18-02-2016 | 00:01
«اسمع الكتاب وافتح لقلبك ألف باب»... شعار رفعته مبادرة «اسمع كتاب» التي أسسها الكاتب المصري خالد الفحام، وتهدف إلى تحويل الكتب المقروءة إلى كتب مسموعة من خلال تطبيق للهواتف الذكية يحمل اسم المبادرة.
يؤكد الكاتب المصري خالد الفحام أن مبادرة «اسمع الكتاب وافتح لقلبك ألف باب» جاءت في توقيت تعاني فيه القراءة الورقية أزمة كبيرة، في ظل هيمنة أشكال أخرى من وسائط المعرفة غير التقليدية على مصادر المعرفة، فلم يعد الكتاب الورقي مصدر المعرفة الوحيد، وأصبح الحصول على المعلومات لجيل كامل يعتمد على وسائل التواصل الاجتماعي، فما هي إلا كبسة زر حتى تنفتح أمامه البوابة المسحورة من بيانات ومعلومات وأخبار وكتب في المجالات كافة.

ويضيف: «أصبح بإمكانك الآن وأنت تمشي أو تمارس الرياضة، كذلك في أوقات الانتظار الطويلة في سيارتك أو في عيادة الطبيب أن تستمع لأكثر من 60 كتاباً صوتياً، والعدد في ازدياد. ومن أهم الكتب المسجلة صوتياً أخيراً: «ممرات للفقد»، رواية للناقدة الدكتورة هويدا صالح بصوت ملك بدوي، كتاب {رجل الحواديت}، نصوص نثرية للصحافية آمال عويضة وبصوتها أيضاً، رواية {ونسة} للكاتبة سامية بكري بصوت آلاء الخولي، {إضاءة} مجموعة قصصية للقاص محمود الجعيدي بصوت شيماء درديري، {زقزوق يحب الحق}، قصة للأطفال للكاتبة الصحافية نجلاء محفوظ بصوت شيماء الجيزي، «شباك خجل}، شعر عامية للشاعر المسرحي ميسرة صلاح الدين بصوت صبري زكي ونورهان علاء، {البنت البردانة في قلبي}، شعر عامية لسماح صادق بصوت نجلاء محمد، {استيجماتيزم}، مجموعة مقالات للكاتب الساخر ماجد سمير، بصوت أحمد عز الدين.

تجربة قديمة

ويذكر الفحام أن تجربة الكتاب المسموع بدأت في التسعينيات، حين ظهرت أولاً على شكل شرائط كاسيت، وقد تحوّلت أعداد كبيرة من الكتب والروايات العالمية وبعض الكتب العربية التي لاقت صدى في هذا الوقت إلى كتب مسموعة من خلال شرائط الكاسيت، سجلها بعض الفنانين المشهورين آنذاك، وبعد ظهور وانتشار الإنترنت ومع التقدم المطرد في تطبيقات الصوت وتكنولوجيا الأندرويد والهواتف الذكية، أعاد الكتاب المسموع تعريف معنى القراءة، وظلّت الأخيرة لقرون طويلة تعتمد على التدوين والكلمة المطبوعة، فأصبحت وسيلة من وسائل المعرفة، وانتشرت على الإنترنت راهناً مكتبات عالمية وعربية كثيرة تتيح لزوارها عدداً واسعاً من الكتب المسموعة بصيغة  mp3 ويمكن الاستماع إليها في الأوقات كافة، سواء عن طريق الكمبيوتر أو الهواتف. هذه الكتب يمكن الاستماع إليها أو تنزيلها بمقابل مادي، كذلك ثمة كثير من الكتب يمكن تحميلها مجاناً.

ويرى خالد أن مبادرة {اسمع كتاب} تجربة مكلفة وتحتاج إلى إمكانات خاصة كأستوديو صوتي مجهز، وثمة من يقوم أيضاً بالتسجيل من المنزل، ويتم اختيار قارئين لهم إمكانات صوتية تجذب المستمعين، كذلك يجب أن يتمتعوا بميزة إتقان اللغة العربية والإلقاء الجيد، بالإضافة إلى إخراج الكتاب بطريقة درامية مصحوباً بموسيقى مؤلفة خصيصاً له حفاظاً على حقوق الملكية الفكرية، و{راعينا اختيار كتب متنوعة تخاطب التوجهات الفكرية كافة، كتبها شباب متحمسون جداً للتجربة}.

الكاتبة مروة الخولي إحدى المشاركات بالقراءة في مبادرة {اسمع كتاب} تقول: {كنا نعتقد في السابق أن العين وحدها تعشق، إلى أن أثبت لنا الشاعر أن الأذن تعشق قبلها أحياناً. وتجربة الكِتاب المسموع وصلت إلى العالم العربي قبل فترة غير طويلة ولقيت رواجاً كبيراً في الأونة الأخيرة}، مشيرة إلى أن لتجربة الكتاب الصوتي مميزات عدة، فهي تخترق الحدود الجغرافية للكاتب والكتاب، وتصل إلى أكبر شريحة ممكنة من القراء. بل تعتقد أن الكتاب الصوتي قد يكون البديل لمأزق القراءة الذي تعيشه الأجيال الجديدة، وأن هذا النوع من المبادرات الثقافية جدير بالتشجيع، خصوصاً إذا كانت التجربة فكرية ثرية تتميّز بجودة الأداء ونقاوة الصوت وتوظيف التأثيرات الصوتية والموسيقية بطرق مبتكرة ومبهرة.

للخولي خمسة كتب منفذة بهذه الطريقة، وهي {الأحلام بين العلم والعقيدة} للمفكر العراقي علي الوردي، و{حيل الحياة} للدكتورة رحاب إبراهيم، ومجموعة قصص قصيرة بعنوان {أمين الملائكة} للكاتب السوري سعد وليد بريدي، ورواية {سفر الغرباء} للكاتب الشاب محمد ذهني، ومجموعة قصص قصيرة بعنوان {لو} للقاصة نسرين الباخشونجي.

تتحدّث الكاتبة منال عبدالحميد عن تجربتها في مجال الكتاب المسموع، قائلةً: «بداية، جاءت تجاربي مع النص المسموع من خلال فرق اشتهرت بتقديم قصص صوتية، وكانت تغلب على تلك النوعية من القصص المحولة إلى ملفات صوتية قصص الرعب المكتوبة باللهجة العامية، وقدمت خلال تلك المرحلة عدداً من قصص العامية مثل «الناعق» و{الدور الثالث»، و{الهنتيكة» ممثلة بأصوات عدد من هذة الفرق. ثم قررت أن أخوض التجربة بنفسي فسجلت عدداً من قصصي القصيرة بصوتي ورفعتها إما على موقع الفيسبوك أو على منصة «اقرأ لي» الشهيرة... في أواخر عام 2014 تعرفت إلى «اسمع كتاب» الذي أسسه ويشرف عليه الأستاذ خالد الفحام، والتطبيق تقوم فكرته على تحويل ما يتم قبوله من قصص وكتب وأعمال شعرية إلى نص مسموع، ويؤدي بعض المحترفين التسجيل الصوتي بجودة فائقة وحرفية عالية، ثم طرحه للبيع على منصة التطبيق المتاحة للهواتف الذكية والأندرويد. أعجبتني الفكرة ووجدت نفسي أتحمس لها، عرضت على القيمين رواية قصيرة من أعمالي تحمل اسم «تموز»، وهي عمل يدور في أجواء أسطورية، ويحوي معالجة حديثة لقصة «عشتار» و{تموز» الأسطورية القديمة... تمت الموافقة على العمل وبدأت الخطوات الإنتاجية. ولظروف ما تعطلت عملية تحويل العمل إلى نص صوتي، واستغرقت الأمور وقتاً أطول من اللازم، لكن من حسن الحظ تم التغلب على العقبات أخيراً وصدرت قصة «تموز» عن تطبيق «اسمع كتاب» في أواخر يناير الماضي.

رأي معاكس

على عكس الآراء السابقة، لا يميل الكاتب أشرف العشماوي إلى هذه التجربة ويقول: «رغم أن الكِتاب المسموع وصل إلى العالم العربي قبل فترة غير طويلة ولقي رواجاً كبيراً في المدة الأخيرة، وشخصياً ورغم امتلاكي كل ما يلزم من أدوات لاستهلاك هذا النوع من الكُتب، فإنني لم أغرم أبداً بالكتاب السمعي وبقي الكتاب الورقي الكلاسيكي المفضل لدي، إلا أنه لا يمكن إغفال أهمية الكتاب المسموع التي تجعل منه منافساً خطيراً للكتاب الورقي، كما يشكّل حلّاً سحرياً لفاقدي حاسة البصر، إذ أنّه يعوّض المُرافق الذي من دونه لا يمكن لهؤلاء الناس قراءة الكتب، وأذكر أن لي تجارب عدة في هذا المجال، فسبق أن قدمت بصوتي قصصاً قصيرة للمكفوفين، بالإضافة إلى روايتي «البارمان» و«زمن الضباع».

back to top