عبث في «التطبيقي»

نشر في 23-04-2016
آخر تحديث 23-04-2016 | 00:00
 أحمد الخياط القيادة هي تحمُّل المسؤولية المطلقة عن سلامة المؤسسة وازدهارها والسعي إلى تغييرها للأفضل, القيادة الحقيقية ليست مسألة مقام أو نفوذ أو منزلة رفيعة، ولكنها تحمل للمسؤولية...

فهل قياداتنا في الهيئة العامة للتطبيقي تتحمل مسؤولياتها المطلقة وتسعى إلى الأفضل؟ أم أنها مقيدة من البيروقراطية لاتخاذ القرارات، واتخذت تلك المناصب لمكاسب اجتماعية وواجهات فقط، بينما الأمور تسير من سيئ إلى أسوأ بعلم جميع منتسبي الهيئة؟

كل إنسان ممكن أن يكون مديراً، لكن لا يمكن للجميع أن يكونوا قادة، فالظلم والمزاجية في اتخاذ القرارات أصبحا أمراً مضحكاً واستفزازياً، وكأن الهيئة ليس بها قوانين ولوائح تنظم العمل، فنجد فمثلاً أن هناك استحداثاً لمناصب ليست ضمن الهيكل التنظيمي للهيئة، وأصحاب هذه المناصب يتمتعون بعلاوات إشرافية وإجازة تفرغ عملي، أليست هذه مخالفات وعبثاً بالقانون؟ وأيضا إعطاء من يريد استكمال شروط التفرغ منصباً ليستكمل المدة الناقصة، فضلاً عما تثيره من علامات استفهام الموافقة للبعض على الخروج في إجازة التفرغ عدة مرات!

هذه بعض من التصرفات القليلة التي يظلم فيها البعض بسبب المزاجية والطائفية، وما خفي كان أعظم، وبالنسبة للجداول الوهمية ألا يوجد من يحاسب، فالمسؤول هو المحاسب أمام الله سبحانه وتعالى، وهو شريك في هذه الجريمة، ومن المستحيل مقابلة المسؤول أو أخذ موعد لمقابلته إلا يوم الاثنين المجيد، بمصاحبة أحد أعضاء مجلس الأمة... هذا واقع "التطبيقي".

وإضافة إلى ذلك هناك العديد من القضايا العالقة في ظل غياب المحاسبة والمسؤولية، فلا حسيب ولا رقيب، بدليل ما يحدث من عبث بمستقبل الطلبة في المعاهد والكليات، حيث فصل الطلبة وحرمانهم من الدراسة، فمن العبث أن يطبق القانون على فئة دون الأخرى، وقرارات الفصل يجب أن تطبق حسب القوانين واللوائح في الهيئة، لا على حسب الأهواء والانتماءات.

وقد امتد مسلسل العبث إلى نتائج الطلبة، حيث يتم التدخل في النتائج وتزييفها، فالنجاح ليس لمن يجتاز الاختبار ويحصل على الدرجات فقط، بل هناك من يحصل عليه بدون وجه حق.

أيضا هناك موضوع مهم وشائك وهو الجداول الوهمية لأعضاء هيئة التدريب والتدريس داخل المعاهد، والأنصبة المزيفة من أجل الحصول على مستحقات "الإضافي" المادية، وبعلم الجهات المسؤولة.

وهناك الميزانيات، وما أدراك ما الميزانيات؟ إذ لم تعد أنشطة المعاهد وفعالياتها ومبانيها كالسابق بسبب قلة الميزانية، فزمن الرفاهية في "التطبيقى" ذهب وولى منذ زمن بعيد، حيث كانت الهيئة في السابق واجهة ثقافية وعلمية في الكويت، بما كان فيها من فعاليات ومسابقات وأنشطة ثقافية وعلمية ورياضية نفتقدها حالياً، كما نفتقد تلك المنارة الثقافية العالية، فأصبحت الهيئة بلا قيادة مسؤولة ترتقي بها إلى الأفضل، بل حولتها قيادتها من جنة غناء إلى صحراء قاحلة تفتقد كل ما هو جميل.

اتقوا الله في مستقبل أجيالنا وفي مصدر للعلم والمعرفة يشمل معظم خريجي الثانوية العامة، فالمناصب ليست دائمة، فعمِّروا الهيئة ولا تفسدوا فيها، فالأمور لم تعد تحتمل أكثر.

***

 كل ما تضمنه هذا المقال لدي إثباتات وبراهين عليه، فلست ممن يتهم دون دلائل، وسأذكر جميع التجاوزات والمشاكل في المقال المقبل إن شاء الله.

back to top