البرشا يعيش أسوأ أحواله... والإرهاق نال من نجوم الفريق

تلقت جماهير برشلونة صدمة كبيرة بعدما واصل الفريق مسلسل كبواته بهزيمة ثالثة على التوالي في الدوري، والرابعة للفريق في آخر خمس مباريات خاضها بمختلف البطولات، وذلك بعد الهزيمة امام فالنسيا امس الاول 2-1، في المرحلة الثالثة والثلاثين من المسابقة، وهي المرة الأولى التي يخسر فيها برشلونة ثلاث مباريات متتالية في الدوري المحلي منذ 13 عاما.

وضاعفت الهزيمة الأخيرة من محنة برشلونة بعد الخروج من دور الثمانية لدوري أبطال أوروبا بالهزيمة أمام أتلتيكو مدريد منتصف الأسبوع الماضي.

وتجمد رصيد برشلونة عند 76 نقطة في صدارة جدول المسابقة بفارق الأهداف فقط أمام أتلتيكو مدريد، وبفارق نقطة واحدة أمام ريال مدريد، ليشتعل الصراع على لقب المسابقة، وذلك بعد ان كان البرشا يبتعد بفارق كبير عن اقرب منافسيه قبل عدة اسابيع.

وأثيرت العديد من علامات الاستفهام والتساؤلات حول أداء النادي الكتالوني في الفتره الماضية، حيث لم يقدم الفريق الأداء المتوقع في اخر اربع مباريات خاضها في الدوري المحلي ودوري ابطال اوروبا.

وأرجع بعض النقاد أسباب هذا التراجع الكبير الى أسلوب المدرب لويس انريكي، واعتماده على خطة ثابتة وكذلك عدم استخدام اسلوب المداورة بين لاعبي الفريق، الامر الذي أدى الى ارهاق معظم نجوم الفريق، كذلك أصبح من السهل لدى الخصوم التصدي لطريقة المدرب انريكي الذي لا يملك حلولاً تكتيكية، لتصبح نتائج الفريق مرهونة بجاهزية وأداء اللاعبين.

إنريكي لا يجد إجابة

الغريب في الموضوع أن المدرب انريكي لم يجد الاجابة الواضحة حول اسباب تراجع نتائج الفريق، حيث قال بعد الهزيمة الماضية امام فالنسيا: «هذه المباريات صعبة للغاية، الفريق قدم مباراة رائعة ولكن افتقد إلى الحظ، تفوقنا بشكل كبير على فالنسيا في كل نواحي اللعب، ما عدا في الفاعلية داخل منطقة المرمى، ولكننا خلقنا العديد من الفرص».

وأضاف إنريكي: «هذه هي كرة القدم، رياضة غريبة الأطوار، الآن نواجه تحديا رائعا؛ إذا فزنا في المباريات الخمس المتبقية فسنصبح أبطالاً، أهنئ اللاعبين لمواجهتهم هذا المأزق بهذا الشكل، فسنواجه التحدي كما يفعل أي لاعب ينتمي إلى برشلونة، برأس مرفوعة».

ويرى أن الخسارة لم تكن مناسبة للأداء المتميز الذي قدمه فريقه خلال المباراة، حيث قال: «لقد قدمنا مباراة جيدة وسيطرنا على جميع نواحي اللعب، علينا أن نحقق الفوز باللعب والتنظيم الجيد، هذا هو الطريق، والآن علينا أن نكون أكثر قوة».

وأشار إلى أن الفوز في المباريات الخمس المتبقية سيكون ضروريا من أجل الفوز باللقب، وقال: «ولكن إذا كان هناك أي فريق في العالم يمكنه فعل ذلك فهو برشلونة، اليوم ليس من أجل انتقاد اللاعبين، إنه يوم الإشادة بهم».

ولم يقم المدرب الإسباني بإجراء أي تغيير في تشكيلة فريقه خلال المباراة الماضية، معللا ذلك بقوله: «كان الأمر ليكون غير عادل إذا أخرجت أحد اللاعبين».

فعلا، يبدو غريبا أن يصرح مدرب ناد كبير بحجم برشلونة، بمثل ما صرح به انريكي، حيث لم يجد ما يعلل به اسباب النتائج المتراجعة، ليضع عذره بمعاندة الحظ والتوفيق، فإذا كان انريكي لا يعرف حقا، أسباب ضعف أداء الفريق في الآونة الاخيرة فيبدو أن النادي الكتالوني في طريقه لاهداء لقب الليغا الى احد منافسيه (أتلتيكو أو الريال)، مع باقة ورد وصور تذكارية موقعة من النجوم الثلاثة ميسي ونيمار وسواريز.

إرهاق ولامبالاة

كان من الواضح أن معظم عناصر برشلونة تشعر بالارهاق بسبب طول الموسم، حيث شارك الفريق في ثلاث بطولات محلية، اضافة الى دوري ابطال اوروبا، وكذلك الاستحقاقات الدولية للمنتخبات، حيث بدأت سلسلة النتائج السلبية تحديدا بعد عودة اللاعبين من المباريات الدولية التي خاضوها مع منتخباتهم، وكانت مباراة الكلاسيكو في 2 الجاري هي المواجهة الأولى بعد العودة من المباريات الدولية، وكان واضحا خلال تلك المباراة حالة الارهاق التي نالت من معظم نجوم الفريق، وعلى رأسهم ليونيل ميسي الذي شارك مع المنتخب الارجنتيني وعاد قبل يومين من موقعة الكلاسيكو، وكذلك الاوروغواياني سواريز، وباقي اعضاء النادي الكتالوني، إذ لم يحصل أحدهم على فترة كافية من الراحة قبل خسارة «الكلاسيكو»، والتي لحقتها مواجهتان في الليغا، وثالثة في دوري الابطال ايضا كانت الهزيمة عنوانها الوحيد.

غياب مواهب «لاماسيا»

لا يمكن إلقاء اللوم بالكامل على عامل الارهاق لتعليل النتائج السلبية للبلوغرانا، حيث احاطت العديد من الظروف بتلك الهالة السوداء حول النادي الكتالوني، حيث شهد الموسم الحالي غياباً تاماً لنجوم أكاديمية البرشا (لاماسيا) الذين طالما برز منهم في كل موسم لاعب او لاعبان على اقل تقدير في تشكيل الفريق.

بداية، قامت ادارة النادي ببيع عدد من مواهب «لاماسيا»، وإعارة عدد اخر، صحيح ان قوانين الاتحاد الدولي وكذلك الاوروبي الخاصة بـ»اللعب النظيف»، اثقلت كاهل معظم الاندية، لاسيما البرشا، الا ان المدرب انريكي كان من الممكن ان يستعين ببعض العناصر المميزه لتعويض الارهاق الذي نال من بعض نجوم الفريق، لكن يبدو ان المدرب الاسباني لا يملك الثقة والجرأة الكافية لإراحة اي نجم في التشكيل الاساسي، فلذلك نجد ان معظم عناصر التشكيل الاساسي خاضت مباريات الفريق بشكل مستمر في شتى البطولات المحلية والاوروبية.

ميسي والرجوع إلى خط الوسط

كان النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي عنصر الحسم لغالبية مباريات برشلونة في السنوات الماضي، وكان تحطيم الارقام القياسية وإحراز الاهداف مجرد تحصيل حاصل بالنسبة للبرغوث الذي كان هدفه الاول مساندة فريقه لحصد الانتصار تلو الاخر، الا ان مستوى ميسي تراجع نوعا ما، وكذلك صام عن التهديف في عدة مباريات، الأمر الذي أثار قلق جماهير النادي الكتالوني.

والسبب في هذا التراجع ليس غامضا بتاتا، حيث اضطر ليونيل إلى لعب اكثر من دور في كل مباراة من اجل استعادة توازن خط الوسط بعد ابتعاد تشافي هيرنانديز نجم البرشا السابق، وكذلك تراجع مستوى الرسام اندريس انييستا، اذ اصبح لزاما على ميسي السقوط في منتصف الملعب لبدء هجمات النادي الكتالوني، الامر الذي ابعده عن منطقة الجزاء لفترات طويلة، وبالتالي الاعتماد على البرازيلي نيمار وزميله الاوروغواياني سواريز.

ولا يمكن التقليل من نجومية نيمار أو سواريز، فالثنائي حقق ارقاماً رائعة وقدما مستوى مميزاً للغاية، الا ان ميسي عندما كان يلعب في المقدمة بشكل مستمر، لم يكن أي منافس يستطيع ايقاف المد الهجومي للبرشا، كذلك كان من الصعب على المنافس الخروج من منطقة جزائه بسبب الضغط الهائل الذي يشكله البرشا بقيادة «البرغوث».

ما الحل؟

في الحقيقة، يجب على البرشا تدارك موقفه بعد ان اشتعل السباق على لقب الليغا مع تبقي خمس مباريات فقط، كذلك سيقل الضغط على لاعبي برشلونة بعد الاقصاء من مسابقة دوري ابطال اوروبا، الامر الذي لا ينطبق على منافسيه أتلتيكو مدريد وريال مدريد اللذين سيكملان المشوار الأوروبي بمواجهة بايرن ميونيخ الالماني ومانشستر سيتي الانكليزي، كما يجب على المدرب انريكي محاولة تغيير التكتيك المتبع في كل مباراة، وإضافة عنصر المفاجأة في بعض المواجهات، أو على أقل تقدير في الشوط الثاني من المباريات التي يصعب حسم نتيجتها مبكرا.

 وختاما، سيكون مستحيلا على نجوم البرشا تقديم أفضل مستوياتهم في حال لم يحصلوا على الراحة فيما تبقى من الموسم.

لاعبو برشلونة الذين خاضو المباريات الاربعة الاخيره بالتشكيل الاساسي

1. بيكيه

2.بوسكيتس

3.ماسكيرانو

4.ميسي

5.نيمار