وحدة خليجية استراتيجية

نشر في 16-01-2016
آخر تحديث 16-01-2016 | 00:01
 أحمد الخياط تمتلك دول الخليج العربي، أهمية استراتيجية عالمية، من حيث الموقع الجغرافي المتميز، الذي يطل على مسطحات مائية مهمة في العالم، وموقعها وسط القارات جعلها ذات قيمة استراتيجية بين الدول، ولعلها الوحدة التي لا مثيل لها بين بلدان العالم أيضا، كما تمتلك دول الخليج أغنى حقول النفط العالمية، من حيث الإنتاج والاحتياطي، وبهذا تتحكم في أهم مصدر من مصادر الطاقة في العالم.

لكن، هل هذه القوة الاستراتيجية مستغلة من قبل دول الخليج؟ للأسف، لا. فهناك محاولات جادة من بعض دول الخليج العربي لتحقيق الوحدة الاستراتيجية الجادة التي تجعل دول المنطقة في الصدارة، لكنها تواجه العديد من المشاكل والصعوبات.

فالكل يعلم أن دول الخليج الست ذات تاريخ مشترك، ودين واحد، ومصير واحد، إلا أنه لم يتم تحقيق الوحدة الخليجية التي يطمح لها أبناء المنطقة.

فالمنطقة تشهد تطورات خطيرة على الصعيدين الأمني والقومي، ويجب أن يتم اتخاذ كافة الاحتياطات الأمنية لمواجهتها، والمحافظة على أمن واستقرار المنطقة.

تجمع دول الخليج العربي منظمة سياسية واحدة، هي مجلس التعاون الخليجي، التي قامت على العديد من الأهداف السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وعلى مدى أكثر من ثلاثين عاما لم تحقق هذه المنظمة الوحدة المطلوبة، فلماذا لا يتم الانتقال إلى مرحلة الاتحاد الخليجي، أسوة بالمجموعة الأوروبية، التي حققت العديد من الإنجازات؟

منذ زمن طويل ونحن نطمح إلى سوق خليجي مشترك، وعُملة خليجية موحدة، وجيش خليجي واحد، إلا أن ما تم تحقيقه شيء بسيط من طموحاتنا، كأبناء منطقة واحدة، فالأخطار تحيط بمنطقتنا ومستقبل أبنائنا، فالعديد من القضايا مازالت عالقة، مثل قضية اليمن والحرب ضد الحوثيين والملف النووي الإيراني وقضية اختلال الأمن داخل العراق، إضافة إلى العديد من المشاكل الاقتصادية، مثل تذبذب أسعار النفط وانهيارات أسواق المال الخليجية وخلافه.

على القادة الخليجيين توحيد الصف الخليجي، وإعادة بناء هذا البيت، الذي يحقق طموح وآمال أبناء المنطقة، فإمكانياتنا البشرية والمادية أكبر بكثير مما تم تحقيقه في دول الخليج العربي حتى الآن، فلماذا لا نحقق الوحدة الاقتصادية والمشاريع التي توحد طاقاتنا وشبابنا وخبراتنا، بدلا من اللجوء إلى دول أخرى؟

فمازالت الفرصة موجودة لتحقيق الوحدة الكاملة... حتى من الناحية العسكرية، لماذا لا تنتقل قوة درع الجزيرة إلى مرحلة حلف متكامل شبيه بحلف الناتو، وإعادة تجهيز هذه القوة لحماية أراضينا؟ فأبناء المنطقة أصحاب تاريخ عريق مشهود لهم بالشجاعة والقوة والسيادة، فالمنطقة مرَّت بالعديد من الأزمات، واستطاعت الصمود، والمواجهة والبناء والذود عن أراضيها منذ القدم.

فلنبدأ مرحلة جديدة بعيدة عن الخلافات الصغيرة إلى الطموحات الكبرى التي تحقق مستقبلا زاهرا وواضح المعالم لأبناء هذه المنطقة، ونتمنى أن يحقق قادتنا في الفترة المقبلة خطوات عملية جادة نحو تحقيق الوحدة الخليجية.

back to top