كن الرجل الذي لا يمرض!

نشر في 23-01-2016 | 00:01
آخر تحديث 23-01-2016 | 00:01
No Image Caption
يواجه معظم الناس أعراض اللهاث والعطس في فترات من الشتاء، لكن يعرف كل واحد منا شخصاً لا يمرض مطلقاً! ما الذي يجعله محصناً على عكس غيره؟ قررنا اكتشاف الجواب والغوص في أحدث الأبحاث حول الإنفلونزا والزكام، فضلاً عن التأكد من الأفكار التقليدية والحكايات القديمة الشائعة عن هذا الموضوع. يأتي الاستكشاف في الوقت المناسب لأن أشهر ديسمبر ويناير وفبراير هي الأسوأ لالتقاط الزكام والإنفلونزا بسبب الهواء الجاف والبارد (تصبح الفيروسات في هذه الظروف مُعدِية أكثر من أي وقت آخر).
يلتقط الشخص العادي الزكام مرتين أو ثلاث مرات في السنة. لكن لا داعي لتكون شخصاً عادياً!

خلال الشتاء، نمضي معظم أيامنا في المساحات الداخلية بين زملاء العمل وركاب المواصلات العامة وأفراد العائلة ويضطر واحد منهم على الأقل إلى ملازمة الفراش في المنزل بداعي المرض. في كل موسم، يصاب 20% من الناس بالإنفلونزا ويرتفع احتمال أن نصاب جميعاً بالزكام مرة على الأقل. لكن يمكن التغلب على هذه الإحصاءات إذا طبقنا بعض النصائح. وإذا مرضتَ رغم جميع التدابير الوقائية، أو إذا كنت مريضاً أصلاً، ستساعدك نصائح الخبراء على الشعور بالتحسن سريعاً.

محاربة الجراثيم: خطة من 7 خطوات

النوم 7 ساعات على الأقل

وفق دراسة فنلندية حديثة، تبين أن الرجال الذين ينامون طوال سبع ساعات لا يضطرون إلى أخذ إجازات مرضية بقدر من ينامون لفترة أقل. يكفي ألا ينام الرجل جيداً كي تتراجع مستويات التستوستيرون وهرمون النمو وتضعف وظيفة خلايا الدم البيضاء وتشتدّ الالتهابات لديه، فيصبح أكثر عرضة للفيروسات. لكن ما هي مدة النوم التي يجب أن نضيفها إلى جدولنا؟ اكتشفت دراسة حديثة أن احتمال تعرّض الأشخاص الذين ينامون لأكثر من سبع ساعات للمرض يقتصر على 14% عند الاحتكاك بفيروس الزكام. لكن ترتفع نسبة الخطر بأربعة أضعاف عند النوم لست ساعات أو أقل.

               الفيتامين D

نعرف جميعاً أن استهلاك الفيتامين C يساهم في تبديد أول مؤشر على الزكام. لكن تبين أننا كنا مخطئين. يقول ويليام شافنر، خبير بالأمراض المُعدِية في جامعة فاندربيلت: {يمكن أن نأكل رقائق الثلج ونشعر بالتحسن بعد يومين. هكذا يقوم جهاز المناعة بوظيفته}. في أفضل الأحوال، تبدو الأدلة مختلطة في ما يخص أهمية أخذ الفيتامين C والإشنسا وحتى الزنك. لكن تقول إيفانجيلين لوزييه من قسم الطب التكاملي في جامعة ديوك إن العنصر الذي يحسن المناعة هو الفيتامين D. يساهم هذا العنصر المغذي في تخفيف نسبة البروتينات الالتهابية وزيادة البروتينات المضادة للميكروبات. لا يمكن الحصول على كمية كافية منه عبر الغذاء وحده، لذا يمكن أخذ ألفي وحدة دولية يومياً.

               وصفة صينية

في الصين، يؤكد الناس على أن جذور نبتة القتاد تحمي من الزكام. يظن أطباء كثيرون أنهم قد يكونون محقين لأن جذور النبتة تكون تكيفية وتساعد الجسم على حماية نفسه من مسببات الإجهاد الجسدي مثل الفيروسات. تقول لوزييه: {يحفز هذا العنصر جهاز المناعة}. يمكن شراؤه من الصيدليات ويجب أخذه يومياً لتجنب المرض. لكن احرص على قراءة الغلاف لأن قوة مفعوله تختلف من منتج إلى آخر.

                غسل اليدين فترة أطول

تلتصق الفيروسات التي ينتجها السعال والعطس وحركة تفريغ الأنف على الأسطح الصلبة مثل الهواتف الذكية وآلات الوزن والأبواب الدوّارة حيث يمكن أن تبقى حية ومُعدية لساعات. تنتقل الجراثيم من اليد إلى الفم والأنف والعين حين نلمس وجهنا مئات المرات في اليوم. بحسب رأي بيل هاناج، أستاذ في علم الأوبئة في جامعة هارفارد، يقضي أفضل تدبير دفاعي بفرك اليدين بالصابون والماء قبل الأكل أو عند مغادرة النادي الرياضي أو التواجد مع الأولاد. لكن لا يجب أن نغسل اليدين سريعاً، فلا بد من فركهما لعشرين ثانية بماء ساخنة لإزالة الجراثيم (تعطي معقمات اليد مفعولها بسرعة).

                تخصيص يوم للتعافي

أثبتت الدراسات أن الأشخاص الذين اعتادوا على ممارسة التمارين لا يصابون بالزكام بقدر قليلي الحركة. لكنها معلومة صحيحة لدرجة معينة. فقد تؤدي التمارين المكثفة التي تسبب ألماً في العضلات أو تستنزف طاقة الجسم إلى التقاط المرض بحسب قول راندي هورويتز، مدير قسم الطب في مركز الطب التكاملي في جامعة أريزونا. بعد أي تمرين متعِب، يستعمل الجسم طاقته لإعادة بناء العضلات والقيام بأشكال أخرى من العمليات التصحيحية. يوضح هورويتز: {يطلق جهاز المناعة أول محاولة في العادة}. لتجنب المرض وتحقيق النتائج المنشودة، يجب أن تخصص يوماً أو يومين في الأسبوع للتعافي.

                 لا للسكريات بعد الظهر

قد ينشغل جهاز المناعة بالتعامل مع السكاكر والمشروبات الغازية والوجبات السريعة التي تعزز الالتهابات، فلا يتسنى له أن يكافح الفيروسات. يقول هورويتز: «تعتاد الخلايا على كبح الالتهابات لدرجة أنها تصبح عملية مألوفة بالنسبة إلى الجسم. لكن حين نحتاج إلى رد فعل قوي ضد الالتهاب لأجل محاربة مسببات المرض، لا يعود الجسم جاهزاً بالشكل المناسب».

                 تجنب العلاجات الرائجة

تدعي أعداد هائلة من المنتجات والمكملات المعلّبة (فاكهة مجففة ومكسرات، بروتينات مخفوقة) أنها تقوي المناعة. لكن يؤكد بروس باريت، طبيب أسرة وباحث في مجال الطب البديل، على أنها مجرد حملات تسويقية. لا يمكن أن تنجح أي مأكولات أو مغذيات دقيقة في الوقاية من الأمراض وحدها: «يتعلق أهم عنصر بنمط النظام الغذائي العام». لذا لا بد من التركيز طبعاً على تناول الفاكهة والخضراوات الطازجة واللحوم عالية الجودة والحبوب الكاملة مقابل تخفيف السكريات والمأكولات المصنعة والمعلبة قدر الإمكان.

ما العمل بعد الإصابة بالمرض؟

• لا تهرع إلى الطبيب!

لا يمكن أن يصف الطبيب أي علاج يسمح بالشفاء من الزكام لأنه مرض فيروسي ولا تكون المضادات الحيوية فاعلة إلا ضد الالتهابات الجرثومية. مع ذلك، يميل كثيرون إلى وصف المضادات الحيوية في مطلق الأحوال بحسب قول جيفري ليندر، اختصاصي في الطب الباطني في مستشفى بريغهام للنساء في بوسطن: {نُدخِل مادة كيماوية إلى جسمنا مع أنها لن تقدم لنا أي منفعة، بل يرتفع احتمال أن تضرّنا}. تشمل الآثار الجانبية للمضادات الحيوية: الإسهال والطفح الجلدي وزيادة مقاومة الجسم لجرعات الدواء مستقبلاً.

• لا ترفض العلاجات الطبيعية!

وفق دراسة جرت في عام 2004 ونُشرت في «مجلة المكملات الغذائية»، يمكن أن يقصّر شراب البلسان (علاج يُستعمل لشفاء الأمراض منذ قرون) أعراض الإنفلونزا بأربعة أيام. في ما يخص الأدوية التقليدية، تقدم مزيلات الاحتقان مثل «سودافيد» راحة مؤقتة لكنها لا تسرع عملية الشفاء وقد تزيد ضربات القلب وضغط الدم أو تسبب الأرق. حذار من رذاذ الأنف مثل «أفرين» لأنه قد يتطلب جرعة أكبر بكثير لإعطاء الأثر نفسه، وحين توقف استعماله سيزيد الاحتقان لديك.

• لا تشدّ على أنفك لتفريغه!

يقول شافنر: {تدفع هذه الحركة الفيروس نحو الجيوب الأنفية وهو آخر ما تريده}. لذا يجب أن تضغط بإصبعك على واحدة من فتحتَي الأنف وتنفخ الفتحة الأخرى بهدوء ثم تنتقل إلى الجهة الثانية. تمنع هذه الحركة التهاب الممرات الأنفية. أثناء الاستحمام، افتح الماء الساخنة كي يفتح البخار الممرات الأنفية: {املء كفّيك بالماء وتنشّق البخار من أنفك. هكذا تصعد الرطوبة الساخنة وتصفّي الأنف}. أو يمكنك ترطيب الممرات الأنفية عبر جهاز ريّ الأنف المليء بماء ساخنة مع ملعقة صغيرة من الملح. استعمله مرتين في اليوم.

• اشرب سوائل ساخنة!

لا شك في أنك تدرك أهمية شرب السوائل في فترة المرض لأنك تتعرق أكثر من العادة (ترفع الفيروسات حرارة الجسم) وتخسر السوائل بسبب سيلان الأنف أو العطس المتواصل. لكن يمكن أن تصبح هذه المشروبات كلها أكثر فاعلية إذا كانت ساخنة. قد تساعدك خلطات الشاي بالأعشاب أو الماء الساخنة مع الليمون أو الزنجبيل على إراحة الأغشية المخاطية المضطربة في الأنف والحلق والأمعاء.

• أهمية النوم

تتطلب محاربة الفيروسات طاقة أيضية مدهشة. يقول الأطباء إن كل ساعة إضافية تخصصها للنوم بدل إجهاد نفسك تسرّع عملية التعافي.

• حساء الدجاج مفيد

تدعم العلوم الصلبة هذا العلاج التقليدي للزكام والإنفلونزا. يوفر حساء الدجاج السوائل والشوارد اللازمة لتحسين مستوى ترطيب الجسم. وبما أنه مصنوع بشكل أساسي من المرق ويشمل الأرز أو النودلز، ستحصل على سعرات حرارية يسهل امتصاصها وحرقها من دون إجهاد الأمعاء. حتى اللحوم ستفيدك لأن الدجاج ومرقه غنيان بحمض الكارنوزين الأميني الذي يخفف الالتهابات ويكبح فيروس الإنفلونزا. تتمتع الأعشاب الطازجة والتوابل بقوة علاجية أكبر. توضح لوزييه: {قد يساعد الثوم الجسم على تفكيك المخاط، بينما يخفف الزنجبيل الغثيان إذا كنت مصاباً بالإنفلونزا}. حتى أن وعاء الحساء الساخن قد يصبح أكثر فاعلية إذا حضّرته لك والدتك (أو زوجتك). تشير الأبحاث إلى أن المريض يتحسن بوتيرة أسرع حين يشعر بحب المحيطين به.

• لا يفوت الأوان على اللقاح

كان لقاح الإنفلونزا في عام 2014 فاشلاً واقتصرت فاعليته على 23% لأن الخبراء لم يتوقعوا أن يتحول فيروس {إتش 3 إن 2} المُعدي، لذا لم يكن اللقاح مناسباً جداً. لكن يشمل لقاح هذه السنة السلالة المتحولة وهو مختلف عن الذي سبقه. يقول خبير الأمراض المعدية ويليام شافنر: {جمعنا بيانات مسبقة ويبدو أن فيروسات الإنفلونزا التي حددناها هي تلك الموجودة في اللقاح. لذا من المتوقع أن يكون فاعلاً جداً}. في مطلق الأحوال، تنتشر سلالات عدة في كل موسم ويحمي لقاح الإنفلونزا دوماً من عدد منها ويضمن تخفيف الأعراض بعد الإصابة بالمرض. لكنه قد يحتاج إلى أسبوعين قبل أن يعطي مفعوله، لذا من الأفضل أخذه في أبكر وقت ممكن.

back to top