الصدر يشبِّه العبادي بالقذافي و«فريق النجف» أمام حرج شديد

نشر في 06-03-2016 | 00:10
آخر تحديث 06-03-2016 | 00:10
No Image Caption
منذ أسبوعين فقط، لم يكن أحد في العراق وخارجه، يتوقع أن تُسمَع من زعيم التيار الصدري، السيد مقتدى الصدر، كلمة بكل هذه «الثورية» يوم الجمعة، وصلت إلى درجة تساوي القطيعة مع رئيس الحكومة حيدر العبادي، وجرى بثها في لحظة اصطفاف عشرات الآلاف من أتباعه المحتجين أمام بوابات المنطقة الخضراء في بغداد، حيث مقر الحكومة والسفارات المهمة.

ويدور خلاف داخل البيت الشيعي على تعديل وزاري وشيك يعرف بمشروع حكومة التكنوقراط، لكن الخلاف على معايير تشكيلها بلغ حداً بالغ الحرج كما يبدو.

وكان العبادي منزعجاً جداً من جراء دعوة الصدر أتباعه إلى التظاهر أمام مقر الحكومة، خصوصاً أنه وعد بأن تكون التظاهرات المقبلة داخل هذه المنطقة الحساسة، وإذا تحقق ذلك فسيكون بمثابة «انقلاب صدري» يطيح بالحكومة عبر شكل من أشكال العنف.

كما أن مظاهر العنف لم تكن غائبة رغم سلمية التظاهرات، ففي ليل الخميس- الجمعة، شعر العبادي بقلق شديد فطلب من أجهزة الأمن إلغاء ترخيص التظاهرة، ما دفع مسؤولين «صدريين» بارزين إلى الذهاب مع عشرات من حماياتهم المدججين بالسلاح لمناقشة الأمر مع قوات الأمن في نفس الحي الذي تقع فيه المنطقة الحكومية، ما بدا أشبه باستعراض عسكري، حسبما تداولته وسائل الإعلام العراقية، خاصة أن بعض الحمايات كانت تتسلح بقاذفات «آر بي جي» وهو أمر غير مألوف.

وانتهى الأمر باستسلام الحكومة لرغبة الصدر، وجرى تنظيم أول تظاهرة كبيرة منذ 2003، أمام المنطقة شديدة التحصين، وجاءت كلمة الصدر صادمة، ربما لأقرب حلفائه، فقد علق على خطاب العبادي الذي حذر فيه المتظاهرين من اللجوء إلى العنف، بأنه «يشبه خطابات القذافي».

  وأعاد الصدر تأكيد مطلبه بتغيير شامل للوزراء، قائلاً، إن ممثلي «الأحزاب الفاشلة» التي تحكم البلاد منذ 2003 غير قادرين على إنقاذ البلاد، ولا بد من وجوه جديدة. وهذا يعني توجيه ضربة، حتى، إلى الأحزاب الحليفة للصدر.

والواضح الآن أن زعيم التيار دخل مرحلة ثورية خارج حسابات السياسة، لكنها بهدف تقييد طموحات العبادي وحزب الدعوة، وكذلك إثبات أن الشارع ملك للنجف، لكن طلبات الصدر الإضافية لا يمكن تنفيذها كلها.

وكان عمار الحكيم زعيم المجلس الأعلى، والصدر يقولان للعبادي حتى الأسبوع الماضي، إنهما جاهزان لحكومة التكنوقراط، لكن الصدر يريد ضمانات بعدم تحول وزراء الحكومة إلى مجرد خبراء ينقادون سياسياً للعبادي، وهو الخاضع جزئياً لحزب الدعوة جناح نوري المالكي.

ولذلك يشترط الصدريون لجنة تختار هي الوزراء، لإخراج العبادي من نفوذ حزب الدعوة وإبقائه قريباً من البيوتات الدينية الملتفة حول المرجع الديني علي السيستاني.

أما لهجة الصدر اليوم فقد تعني ضرورة استبعاد العبادي نفسه.

ويدرك المراقبون أن جناح السيستاني ومعه الحكيم، يتفهمان مطالب الصدر، لكنهما يعجزان عن الاندفاع مثله، ولذلك ينتظر الجميع الآن وساطة نجفية لتهدئة الأمور.

back to top