بعد المدرسة... جدول متناغم يحاكي حواسهم

نشر في 02-04-2016 | 00:00
آخر تحديث 02-04-2016 | 00:00
No Image Caption
يكون جدول الأولاد بعد دوام المدرسة أداة ممتازة لتمكينهم من إتمام واجباتهم، مثل الفروض المنزلية ومختلف النشاطات مع العائلة والأصدقاء، فضلاً عن العناصر الضرورية لنموهم مثل الأكل والنوم. قد يضمن الجدول الذي يتماشى مع الحاسة الطاغية لدى ابنك تمضية فترة هادئة بعد الظهر بدل مواجهة جو من القلق والمشاكل. وقد يسمح أيضاً للأولاد بإتمام فروضهم بفاعلية بدل القيام بها عشوائياً أو الامتناع عن إتمامها.

لا يستطيع جميع الأولاد أن يرجعوا إلى المنزل ويدرسوا فوراً. يحتاج البعض إلى وقتٍ للاسترخاء، لكن لا ينجز البعض الآخر فروضهم إلا فور عودتهم. من خلال تحديد الحاسة الطاغية لدى أولادك، ستدركين أفضل طريقة لتنظيم جدولهم بعد الظهر.

البصر

يجب أن يعود الطفل الذي تطغى لديه حاسة البصر إلى المنزل ويسترخي ويقوم بنشاط غير بصري لفترة. يعني ذلك ألا يشاهد التلفزيون بعد دوام المدرسة مباشرةً لأن هذا النشاط قد يحفّزه بشكل مفرط. يمكنك أن تعطيه وجبة خفيفة وتدعيه يلعب قليلاً قبل أن تطلبي منه البدء بفروضه المنزلية. سيحتاج إلى فهم نظام العمل قبل أن يبدأ الدرس في جو مريح. جهّزي له منطقة خاصة بالفروض المنزلية وتأكدي من وضع كل ما يحتاج إليه في متناول يده (كتب، أقلام، دفاتر...). بهذه الطريقة، لن يضيّع الوقت لتنظيم المكان بدل الدرس. اجلبي له قرطاسية جميلة وأقلاماً مميزة لمساعدته على التركيز.

السمع

يحتاج الطفل الذي تطغى لديه حاسة السمع إلى موجز عن جدول العمل قبل أن يبدأ فروضه المنزلية، لذا خصصي بعض الوقت كي تسأليه عما حصل معه في المدرسة كل يوم. قد يحب أيضاً أن يتكلّم عن فروضه معك كي يرسّخ المهمّة في عقله ويستوعب ما يجب فعله. يحلّل هذا الطفل المعلومات عبر تكرارها بصوت مرتفع، لذا لا تتوقعي منه أن يجلس بهدوء ويكتب فروضه. إذا احتاج إلى حفظ المعلومات، حاولي إيجاد بعض القوافي السهلة أو سجّلي المعلومات الضرورية ودعيه يسمعها أثناء اللعب.

اللمس

يحتاج الطفل الذي تطغى لديه حاسة اللمس إلى متابعة التحرّك. لا تتوقعي منه أن يأتي من المدرسة إلى المنزل ويبدأ فروضه المنزلية فوراً. سيحتاج إلى تفريغ  طاقته، عبر الركض في المكان أو رمي الكرة، قبل أن يجلس ويركّز. دعيه يتناول وجبة خفيفة ويلعب قليلاً قبل أن يبدأ الدرس. لا يكفّ هذا الطفل عن التحرك حين يحاول استيعاب معلومة معينة. لا يُعتبر الطفل في هذه الحالة مشاكساً بل يحتاج بكل بساطة إلى التحرك كي يحفظ المعلومات في ذاكرته! إذا حاول حفظ تهجئة الكلمات أو جدول الضرب، يمكنه الاستفادة من لعبة جسدية. اقترحي عليه أن يقفز تزامناً مع تهجئة كل كلمة أو يرمي الكرة مقابل كل مسألة رياضية (5x6(. هكذا يتذكّر المعلومة ويستمتع بوقته في آن.

الذوق

سيرغب الطفل الذي تطغى لديه حاسة الذوق والشم في التواصل عاطفياً مع منزله فور وصوله، ما قد يمنعه من إتمام فروضه المنزلية. ربما يجد صعوبة في خوض هذه العملية الانتقالية من المنزل إلى المدرسة. وربما يرفض إتمام فروضه إذا انغمس في جو المنزل لأن الدرس يفرض عليه العودة إلى جو المدرسة. حاولي تشجيع هذا النوع من الأولاد على إنهاء فروضهم في أسرع وقت ممكن. يمكنك تخصيص فترة لتناول وجبة سريعة قبل بدء العمل جدياً، ثم خصصي الفترة اللاحقة لتمضية وقت مميز مع العائلة أو الأصدقاء. إذا تعقّد الوضع، حاولي إقناعهم بالبقاء في المدرسة لإتمام فروضهم أو اصطحبيهم إلى مكتبة أو مقهى قبل العودة إلى المنزل. يحبّ هذا الطفل التواصل العاطفي خلال الدرس، لذا يمكنك جلب معاملاتك معك كي يشعر بأنكما تقومان بنشاط مشترك.

عموماً، يؤثر توقيت النشاط على نجاحه وقد يتأثر مستواه بدرجة كبيرة حين تحددين التوقيت المناسب للدرس واللعب مع الأصدقاء أو تمضية الوقت مع العائلة. وعندما تدركين الحاسة الطاغية لدى الأولاد وتطوّرينها، يمكنك أن تضعي جدولاً لمساعدتهم بدل إعاقة قدرتهم على الاستفادة من فترة بعد الظهر والمساء بأفضل طريقة ممكنة.

back to top