همسات على ورق: براغماتية عمالقة الكتابة

نشر في 23-01-2016
آخر تحديث 23-01-2016 | 00:00
 حمدة فزاع العنزي سمعنا عن الديمقراطية والدكتاتورية والمثالية والماركسية وغيرها من المدارس السياسية، ومنها على وجه التحديد البراغماتية التي نادى بها مؤسسها الأول "ديوي" حيث اعتمد المنهج الأخلاقي والقيم الدينية، بحيث لا تنفصل مع سبل ووسائل تحقيقها...

تعد البراغماتية من الفلسفات التي تتبعها الدول الكبرى، حيث حُوِّرت للمصالح والرغبات التي يسعى الساسة والكبار في المجتمع إلى تحقيقها متخذين السياسة ذريعة لتحقيق مآرب أخرى، لكننا هنا سنتطرق إلى البراغماتية الكتابية وكُتاب الشيخوخة الذين يسعى بعضهم إلى تحقيق مصالحه باتباع سياسة البقاء للأقوى مغمضا جفنيه عن المبدأ والهدف من وجوده ككاتب له تأثير ذي حدين على المتابعين له من الجنسين.

غلبت هذه الفلسفة الحياتية في مجال عمل بعض الكتاب وأصحاب الكلمات المؤثرة في طبقات المجتمع بشكل غير أخلاقي بعكس الغرض منها، مما يتعارض مع تأسيس هذه المدرسة الفلسفية التي تنادي باحترام الأخلاق والدين مع الاندماج السياسي والاقتصادي وغيرها من المجالات الأخرى.

بعض العار رأيناه من بعض الكتاب الكبار سناً، وللأسف الشديد ليس فكراً، حين تعصف بالساحة المحلية أو العربية أو العالمية الزوابع الطائفية التي ينجرف بها الشباب وصغار السن ليصبحوا من الطعوم التي تتعايش عليها الفتن، ونرى دور الكتاب من خلال صفحاتهم ومدوناتهم طبالين يقرعون دفوفهم مع كل قارع، لا يراعون خطورة الكلمات التي تنبعث منهم، ومن نتانة أقلامهم، ضاربين عرض الحائط بمكون من مكونات الشعب لمجرد أنهم لابد لهم أن يدلوا بدلوهم في القضايا المعاصرة والمواكبة للحدث، حتى وإن كان في هذه المشاركات ضرب للوحدة واللحمة الوطنية بين أبناء الشعب والوطن... فلم يتخذوا أقلامهم مظلة لجمع طاقات الفكر الشبابي تحتها بما يخدم الوطن واستقراره ضد العواصف التي تحيط بكل المجتمعات، لم يتخذوا من أقلامهم منابر نصح وترويض لنفوس تشحن في لحظات ضد من يخالفها الرأي، متناسين أننا جميعا في سفينة واحدة لا يستطيع أي منا مغادرتها، وإلا فسيهلك الجميع.

لذا يا أصحاب المنابر الكتابية الذين أكل عليهم الدهر وشرب، ومنهم يسعى إلى مصالحه الشخصية والتطلع إلى الشهرة على حساب شرف وأخلاقيات الكتابة، الذين يضربون تارة في اليمين وأخرى في اليسار، وثالثة على ألسن مع المعارضة ورابعة وخامسة وسادسة.... إلى متى أمواجكم العاتية يا كتاب بلادي؟ إن لم تمتلكوا الخير فلتصمتوا... خيرا لكم وللوطن.

back to top