اعرف مساحتك!

نشر في 22-01-2016 | 00:01
آخر تحديث 22-01-2016 | 00:01
No Image Caption
قد تكون الأماكن المألوفة بالنسبة إلينا شبيهة بشخصيات في حياتنا: يمكن أن نخصص الوقت والطاقة لها كما نفعل مع أي صديق أو قريب. في كتاب {أماكن في القلب: الجغرافيا النفسية للحياة اليومية}، يوضح عالم النفس وعالم الأعصاب كولين إيلارد السبب الذي يجعل بعض البيئات يبث فينا الفرح أو الهدوء بينما تشعرنا بيئات أخرى بالضجر أو الانزعاج، والعامل الذي يمكن أن يغير علاقاتنا مع أقرب المساحات الشخصية إلينا قريباً.
قد نعتبر المنازل «أماكن عاطفية» وقد تشبه علاقاتنا بها تلك التي تجمعنا مع الناس. لكن إلى أي حد تكون متشابهة؟

يعطينا المنزل مجموعة من المشاعر (راحة، أمان، ملاذ). لطالما ظننتُ أن العلاقة الحميمة الناجحة تتسم بغياب الجدران: سنكون مكشوفين بالكامل. يمكن أن نقول أي شيء أو نفعل ونتقبّل كل شيء. أظنّ أن الناس يتوقون إلى هذا النوع من الحميمية ضمن مساحات منازلهم.

بماذا تختلف المنازل عما نسميه {مواقع الشهوة}؟

غالباً ما تُصمَّم أماكن مثل مراكز التسوق بهذه الطريقة، فيصعب علينا أن نحدد مكاننا نسبةً إلى العالم الخارجي. تقلّ النوافذ هناك وقد تنتج الممرات منحنيات متعرّجة تعزز الشعور بالارتباك، ما يجعلنا نستسلم للمساحة. هذا ما يجعلنا أكثر ميلاً إلى القيام بأمور لا تصبّ في مصلحتنا، مثل التهافت على الشراء بشكل متهور. في مساحة منزلك، تزداد قدرتك على التحكم بالوضع.

ماذا يحصل إذا كنا نفتقر إلى تلك السيطرة؟

سنحاول اكتسابها بجميع الطرق المثيرة للاهتمام. أمضيتُ بعض الوقت في دارافي، وهو أحد الأحياء الفقيرة الكبرى في مومباي. حتى في أصعب الظروف، يجد الناس طرقاً لفرض سيطرتهم على مساحتهم وجعلها ملكاً لهم، من خلال أملاك عائلية موروثة مثلاً أو صورة بسيطة.

ما هي العوامل الأخرى التي تفاجئنا بشأن علاقاتنا بالأماكن الحميمة؟

يبدو أننا نقيم روابط بين المساحات التي عشنا فيها سابقاً وأماكن إقامتنا الراهنة، عمداً أو سهواً. منذ بضع سنوات، دخلتُ إلى منزل وعلمتُ فوراً أنني أريد شراءه لكني لم أعرف السبب. بعد سنة، زرتُ المنازل التي عشتُ فيها سابقاً واكتشفتُ أن التصميم كان مشابهاً جداً في هذه الأماكن وقد أخافني هذا الاستنتاج كثيراً.

كيف يمكن أن تؤثر التكنولوجيا الجديدة على علاقتنا بالمنزل؟

يدور نقاش موسّع حول المنازل {المتجاوبة}. قد تحب منزلك فعلاً لكن هل من طرق كي يبادلك منزلك الحب؟ يقوم جهاز تنظيم الحرارة من إنتاج شركة Nest بقياس تحركاتك وعاداتك. لكن عند تجاوز وظيفة التحكم بالحرارة، يمكن أن نتخيل منزلاً يتعاطف معك حين تصبح حزيناً، أو يدعمك بالإضاءة المناسبة أو بكوب من الشاي المهدئ مثل أي رفيق محبّ. يبدو الجو مدهشاً على مستويات معينة.

ما هي السلبيات؟

من يحدد طريقة تجاوب المنزل معك حين تكون سعيداً أو حزيناً؟ يظن البعض أن الوضع مزعج جداً: {لا أريد أن يحميني منزلي من المشاعر التي تنتابني في العادة. حين أغضب، أريد أن أشعر بالغضب}. يمكن اعتبار الأمر أشبه بالتنازل عن السيطرة، ولا أحد يحب اختبار ذلك.

فرض قواعد في غرفتنا

تعكس المساحات التي نعيش فيها طبيعة حياتنا الداخلية. لذا غالباً ما يتوق الزوج أو الشريك الذي يفتقر إلى السيطرة على الموقع الذي يتواجد فيه إلى إيجاد مكان خاص به بحسب رأي سام غوسلينغ، عالم نفس في جامعة تكساس، أوستن. تؤكد هذه الأماكن هوياتنا الفردية: قد تعلّق مراهِقة ملصقات لنجوم الروك على باب غرفة نومها، أو يخزن والدها أدواته في قبو يشمل لافتات قديمة. يضيف غوسلينغ: {نرسم معالم الأماكن لتنظيم أفكارنا ومشاعرنا عبر مؤثرات بصرية ونغمات موسيقية ومؤشرات تعطينا الدفعة التي نحتاج إليها}.

back to top