النجوم... بين الدراما المحلية والدراما المشتركة

نشر في 16-01-2016 | 00:00
آخر تحديث 16-01-2016 | 00:00
No Image Caption
تتنوع الأعمال التي يشارك فيها أكثر من فنان من جنسيات عربية مختلفة، وتنتشر على الفضائيات بشكل كبير، مع ذلك تتراوح ردود الفعل حولها بين مؤيد ورافض. الأول يبرر تأييده باكتساب جماهيرية واسعة والثاني يبرر رفضه بعدم المنطق في أن يتكلم ممثلون لهجات مختلفة في مسلسل واحد. «الجريدة»  استطلعت آراء نجوم الدراما حول رأيهم في الأعمال العربية المشتركة، ومدى مقارنتها بالمحلية.

القصة والمجهود الأهم

فاطمة الطباخ

«الأعمال العربية المشتركة تحقق انتشاراً واسعاً على مستوى العالم العربي، وهي سرقة بالمعنى المجازي لجمهور النجوم الآخرين، ومن يقف أمامك يتبادل معك هذا الدور» تشير الممثلة ومقدمة البرامج فاطمة الطباخ، مؤكدة أن المشاركة في عمل عربي مشترك أمر جميل، وهو ما حدث منذ سنوات حينما شاركت في برنامج عربي منوع حقق لها شهرة عربياً، وسطع نجمها بطريقة معكوسة من الوطن العربي إلى المحلي.

تضيف: «ثمة اعتقاد بأن الانتشار يجب أن ينطلق من الأعمال المحلية، لكنه يعتمد بشكل رئيس على الفرصة وقيمة العمل، فإذا سنحت لك من الخارج يجب عدم رفضها لأنك لست معروفاً محلياً، فربما تكوّن قاعدة جماهيرية على نطاق أوسع».

تتابع: «يعتمد تحقيق الانتشار عربياً في مجال الدراما على مقدرة الفرد في بذل مجهود أكبر ولديه طاقة، إضافة إلى معرفته أساسيات المهنة، لأنك ستتعاون مع أناس «فطاحلة» في المجال، فتنهل من خبراتهم».

توضح أن ثمة قنوات فضائية تبذل ما بوسعها لتجمع بين ممثلي الوطن العربي من الخليج إلى المحيط، فيشاهد الجمهور جنسيات عربية عدة في العمل الواحد، وهي تجربة مميزة وفريدة، لكن المشكلة ليست في استقطاب ممثلين وممثلات من لبنان وسورية ومصر والأردن والخليج في عمل مشترك، بل أن يجمعهم نص محبوك والحفاظ على هوية كل بلد، كي يحقق المسلسل النجاح».

عصام الكاظمي

«يطمح كل فنان، في بداياته، إلى أن يشارك في الأعمال المحلية ليتعرف إلى فناني بلده ويكوّن شبكة من العلاقات الفنية تكون رصيداً له في المستقبل»، يوضح الفنان عصام الكاظمي، معتبراً أن الأعمال المحلية تحقق له انتشاراً على مستوى بلده لأنها أقرب إلى البيئة التي ينطلق منها.

يضيف: «في مرتبة أكبر تأتي الأعمال المشتركة التي تحقق انتشارا على مستوى إقليمي وعربي، سواء كانت مسلسلات أو أفلاماً اجتماعية أو تاريخية، على غرار «الرسالة» و»عمر المختار» أو مشاركات الفنان السوري جمال سليمان في المسلسلات المصرية التي حققت له انتشارا على مستوى مصر والوطن العربي».

يتابع: «ثمة فنانون يطمحون إلى مستوى أعلى يحملهم إلى العالمية على غرار عمر الشريف الذي شارك في أفلام عالمية أبرزها «لورانس العرب»، والفنان السوري غسان مسعود الذي شارك في الفيلم العالمي «مملكة السماء» في دور صلاح الدين الأيوبي. وبالتأكيد كلما اتسعت دائرة مشاركات الفنان إقليمياً وعالمياً، كلما حققت له انتشارا وخبرة أكبر تضاف إلى رصيد مسيرته الفنية».

فيصل العميري

«أفضل المشاركة في الدراما التلفزيونية العربية المشتركة»، يوضح الفنان والمخرج فيصل العميري عازياً ذلك إلى التقارب الفكري والنضج الفني اللذين يتحققان من خلال مشاركته كوكبة من النجوم العرب، عوضاً عن توجهه نحو الدراما التاريخية باللغة العربية الفصحى.  يضيف أنه لا يمانع حتى في التمثيل بلهجات عربية مختلفة، كونه اطلاعاً جديداً واستكشافاً لقدراته كممثل في إجادة هذه اللكنات العربية، لافتاً إلى أن الدراما التلفزيونية المحلية أخذت حيزاً على مستوى الوطن العربي، وحققت نسبة مشاهدة عالية بسبب زخم الإنتاج الخليجي. يتابع أن المشاركة في الأعمال المشتركة العربية تحقق له انتشاراً أكبر، وبفضلها استطاع بناء قاعدة جماهيرية، أما الدراما المحلية، فتعتمد على وفرة النصوص الجيدة، لكن المعاناة مستمرة لندرتها. يشير إلى وجود مخرجين ومخرجات من جيل الشباب يعالجون بعض النصوص لتخرج نقية وصالحة ومرتبة، «بيد أن ذلك ليس هو المطلوب بل الأهم الموضوع والقصة، ربما هذا النقص بسبب الرقابة التي يبدو أنها تخشى افساح المجال لكل ما هب ودب، لأن ثمة من يكتب في اتجاه خاطئ يسيء إلى بلده، لذا أرفض المشاركة والانتشار في مثل هذه الأعمال على حساب سمعة بلدي». يؤكد أنه بعد خبرة 17 عاماً في المجال الفني، سواء على صعيد المسرح أو التلفزيون أو السينما، لا بد من أن يبحث عن عمل مميز، حتى لو تأخر عن الظهور، في سبيل التوقف عند المحطة الأهم، إن كانت دراما محلية أو خليجية. لا يقدم شروطاً لقبول أي عمل محبوك جيداً يرتقي بالذائقة الجماهيرية، ولا يهمه مسألة ترتيب اسمه في الكادر، أما الأجر فهو يريد ما يستحقه ويقدر موهبته وحرفيته في التمثيل، أما طلبه فيكمن في الالتزام بساعات تصوير العمل الذي يعكس احترام المهنة.

لا تعارض

زينة مكي

“رغم انشعالي الدائم وعدم قدرتي على مشاهدة الأعمال الدرامية التي تعرض على الشاشة، فإن العمل اللبناني والعربي المشترك يتمتع كل منهما بجمهوره الخاص” تؤكد زينة مكي لافتة إلى أن الإنتاجات الضخمة في الأعمال العربية المختلطة تجذب المشاهدين، مثلما ينجذب جمهور معيّن إلى قصص محلية صرف”.

حول رأيها بالأعمال العربية المختلطة تضيف: “رفعت مستوى الممثلين المحليين بفضل إنتاجها الضخم الذي يؤثر بشكل طبيعي على أدائهم  ويجعلهم مرتاحين أكثر في العمل. شخصياً، أحب الأعمال المحلية الصرف كوننا نستخدم فيها كل الطاقات المتوافرة”.

تتابع أنها تتمنى المشاركة في ثنائية تمثيلية مع أحمد حلمي وأحمد عزّ وقصي الخولي، وتفضّل أن تكون الثنائيات مقتصرة أو محدودة سواء في فيلم أو مسلسل لإيفائها حقها، إذ يحفظها الجمهور ويتعاطف معها بعد الغوص أكثر في تفاصيل الأحداث، بدل أن ينقسم اهتمامه بين ثنائيات عدّة وقصص متشعبة.

سارة أبي كنعان

“تقضي مصلحتي في أداء أدوار في الأعمال المحلية بمقدار الأعمال العربية، إذ لا يمكن تحقيق الانتشار في الخارج فيما لا يعرفني أهل بلدي” توضح سارة أبي كنعان لافتة إلى ضرورة إرضاء شعبها أولا قبل إرضاء الغير.

تضيف ان الممثلين اللبنانيين يخدمون الدراما العربية المشتركة من نواح عدة “لو لم يشكل الممثلون اللبنانيون إضافة نوعيّة لما عُرضت عليهم الأدوار في الدراما العربية، ثانياً تتوافر في الدراما المحلية أجيال عدّة من الممثلين الجيّدين لذا يستفيدون من هذا التنوّع في أعمالهم وهذا ما نلاحظه، فضلا عن أن نسبة الممثلين اللبنانيين أكثر من نسبة الممثلين العرب الآخرين”.

كنعان التي خبرت الدراما اللبنانية المصرية كما اللبنانية السورية، لا تفضّل واحدة على أخرى، كونها احتكت بعزّت أبو عوف وأحمد خليل وحسن الردّاد، وعاشت في مصر لفترة، كذلك احتكت بسلافة معمار ومنى واصف وديما الجندي ، “في الحالين لم أشعر بغربة أو بفارق بل على العكس كان  ثمة انسجام بيننا”.

آيا طيبا

“ما تحققه الدراما اللبنانية راهناً يضعها في موقع قوّة مقارنة مع الإنتاجات العربية”، تشير آيا طيبا مؤكدة أن الممثل اللبناني ليس في موقف ضعف بل العكس، “لأننا استفدنا كلبنانيين من الإنتاجات العربية المشتركة التي ساهمت في انتشار الممثل اللبناني في العالم العربي كله”.

تعزو ذلك إلى ذكاء بعض المنتجين في تسويق العمل اللبناني الصرف عبر الأعمال العربية المشتركة، “والدليل الرسائل التي تلقيتها من معجبين في المغرب والجزائر ودول عربية أخرى بعد مشاركتي في مسلسل “علاقات خاصّة”.

 وعما إذا كان الممثل يعود بسهولة إلى الأعمال المحلية بعدما ذاق طعم النجاح العربي تضيف: “طبعاً، فمهما نجحت على الصعيد العربي، ورغم أنه يمكن للبنانيين متابعتي في أي عمل عربي مشترك، تبقى المشاركة في عمل محلي صرف بمثابة عودة إلى الجذور”.

حول المشاركة في عمل درامي خليجي أو إيراني قالت: “صحيح أنني لم أتلق عروضاً بعد، إنما يجذبني الدور الجميل أينما كان شرط مشاركتي باللهجة الأم”.

ترحيب واحتفاء

يعتبر محمود الجندي أن الفن لا يعترف بجنسية أو لهجة، وما دامت للممثل قدرة على أداء دور ما بطريقة مناسبة فعليه أن يشارك في العمل، على غرار تجربته قبل سنوات في مسلسل “آخر أيام الحب” مع النجمة السورية سولاف فواخرجي، والفنان ياسر جلال، وتدور الأحداث بين مصر وسورية، رغم أنه لم يلجأ إلى تغيير لهجته فإنه لم يجد مشكلة في المشاركة في عمل غير محلي.

يضيف: “من الناحية الواقعية، من الممكن للفنان المصري، أن يشارك في أعمال عالمية، لكن التمثيل في عمل عربي يدورخارج مصر، يحمل صعوبة على مستوى النص، إذ يصعب تقبل أن يتكلم فنان مصري بلهجة مغايرة،  لا سيما أن الجمهور اعتاد طريقة كلام معينة من المصريين المميزين بلهجتهم”.

في ما يتعلق بالمقارنة بين جماهيرية العمل المحلي أو العربي المشترك، يتابع: “لا يمكن اعتبار العمل جماهيرياً اعتماداً على جهة إنتاجه أو مكان أحداثه”، داعياً إلى أن يكون المعيار هو النص ومدى تفاعل الجمهور معه، وهو ما تظهره إحصاءات المشاهدة ونسبة الإعلانات المرافقة للعرض، وعدد القنوات التي تعرض المسلسل.

زيادة الجماهيرية

ترحب نشوى مصطفى بالمشاركة في الأعمال العربية المشتركة، لا سيما الخليجية، معتبرة أن هذه النوعية تدلّ على زيادة جماهيرية الفنان إلى حد مشاركته في أعمال بخلاف الساحة المحلية، موضحة أن فنانين مصريين كثراً يحظون بفرصة المشاركة في عمل عربي ويتمتعون بجماهيرية واسعة في الدول المنتجة لتلك الأعمال.

على المستوى العملي تشير إلى أن قدرة الفنان تكمن  في أداء أي لهجة ما دام الدور يتطلب ذلك، وتعتبر أنه من الضروري أن يملك الفنان قدرة على العمل وسط فريق عمل متعدد الجنسيات لاختبار قدرته على الانتشار، ويتعامل مع أنماط مختلفة من الفنانين في مجالات متنوعة.

تضع حنان مطاوع لنفسها قبل غيرها المعيار الذي تحدد من خلاله إمكان مشاركتها في عمل عربي مشترك أو محلي، وهو عدم تكرار الدور وتقديم جديد يضيف إلى رصيدها الفني، مؤكدة ترحيبها بالمشاركة في أعمال عربية، فضلاً عن أنها لا تجد مشكلة في تغيير لهجتها، لكنها لا تعتبر ذلك هدفاً تسعى إليه، لافتة إلى أنها لن تقدم على خطوة تغيير لهجتها في التمثيل إذا لم يكن ثمة دافع قوي ومقنع من الناحية الفنية يشجعها على ذلك.

تضيف أن نجوماً كثراً في الوطن العربي سوريين أو خليجيين يشاركون في أعمال مصرية سواء بشخصياتهم المحلية أو في أدوار مصريين، وأدوا أدوارهم بمنتهى التمكن والبراعة، مشيرة إلى أن تغيير موقع التصوير أو جهة العمل لا يجب أن يشكل أزمة للفنان الحقيقي الواثق بقدراته وأدواته الفنية.

اعتزاز وتمرد

يتذكر محمد رياض، مشاركته في مسلسل «عمارة الأسرار» مع نجوم الدراما الخليجية، معرباً عن اعتزازه بالأعمال العربية المشتركة بشكل لا يقل بأي حال عن اعتزازه بالأعمال المحلية.

يضيف: «حرص الفنان على تقديم أدوار مختلفة يدفعه للمشاركة في أعمال متنوعة الفنانين وجهات الإنتاج، بهدف الوصول إلى شرائح الجمهور وترك  بصمة في الساحة الفنية. من هنا، عليه التمرد على أدواره القديمة ومفاجأة نفسه وجمهوره بما لديه من إمكانات واستفزازها بشكل دائم في ساحات فنية».

يبدي أحمد راتب اعتزازه بالمشاركة في مسلسل «فلتة زمانها» الذي صُوّر في أبوظبي العام الماضي، مع النجمة السورية سامية الجزائري، ويعتبر أنه إحدى التجارب التي شعر معها بسعادة.

يضيف أن القصة هي أهم  معيار يمكن الحكم عليه لتقييم الأعمال المشتركة، بالإضافة إلى مدى تأثير تعدد اللهجات على سياق العمل، وألا يكون الغرض مجرد وجاهة بمشاركة أكثر من ممثل.

يتابع أن تنوع وسائل الانتقال وسرعة أدوات الاتصالات وتعددها، كلها أمور عزّزت ضرورة المشاركة في أعمال متعددة الجنسيات وليس عربية مشتركة، معتبراً أن التعاون العربي فنياً خطوة تأخرت كثيراً بلا داع، لا سيما مع تكلم أبناء الوطن العربي بلهجة واحدة.

back to top