أفضل 10 كتب عن أخبار الحروب

نشر في 01-03-2016 | 00:01
آخر تحديث 01-03-2016 | 00:01
من جورج أورويل إلى جون ريد، دوّن هؤلاء المراسلون المشهورون كتابات مميزة وقفت شاهداً على أسوأ صراعات البشرية. عندما زرت سراييفو المحاصرة أول مرة، حملت معي نسخة من كتاب مارثا غيلهورن The Face of War (وجه الحرب)، فضلاً عن مصباح جيب. في الليل، كنت ألجأ إلى دفء كيس نومي في فندق Holiday Inn الذي يلفه الصقيع، أروح أحصي القذائف المنطلقة من التلال المجاورة، وأتخيل أنني لم أكن وحيدة بقدر ما كنت حقاً. قصدَت غيلهورن، تلك السيدة القوية والجميلة، هذا المكان أيضاً، قارئةً بصوتها العميق والرخيم. كان لكل الكتب الواردة أدناه تأثير عميق فيّ بطريقة أو بأخرى خلال العقدين اللذين أمضيتهما في تغطية الأحداث من مناطق صراع عدة، كان آخرها سوريا التي تشكّل موضوع كتابي الجديد. عندما كنت طالبة دراسات عليا أتخصص في الأدب المقارَن، كنت أهوى تشيكوف وتورغينيف، وما زلتُ ألجأ إلى أسلوبهما في التعبير حين أواجه صعوبة في نقل أفكاري. ولكن إليك أبرع مَن نجحوا في نقل الحقائق وسرد الوقائع التي وقفوا شاهداً عليها.
The Histories (التواريخ) لهيرودوت:

احتجتُ إلى سنوات لأنهي هذا الكتاب، إلا أن روايات الحروب اليونانية-الفارسية لا تُنسى. تشكّل هذه روايات الرحالة العظيم الأول عن الحروب، السياسات، الجغرافيا، علم الاجتماع... وملوك مصر.

Ten Days that Shook the World (عشرة أيام هزت العالم) لجون ريد:

عاش ريد، مراسل مجلة Masses، في حقبة مميزة. فكان في روسيا خلال ثورة أكتوبر عام 1917. لذلك، حظي بفرصة لا مثيل لها للتحدث إلى القادة البلاشفة. وهكذا كان المراقب السرّي لهذه التطورات كلّها. ولكن من المحزن أنّه مات بعيد إنهائه كتابه، فكان المواطن الأميركي الوحيد الذي دُفن في الكرملين.

The Sorrow of War (حزن الحرب) لباو نينه:

بعد سقوط سايغون بنحو 20 سنة، قصدتُ عام 1995 مشروعاً سكانياً قاتماً في هانوي لألتقي هذا الكاتب الموهوب والمتعب. كان نينه أحد الجنود الأولاد خلال حرب فيتنام. وبحلول نهاية هذه الحرب، كان معظم هؤلاء الجنود قد لقوا حتفهم.

عشقتُ أسلوبه في الكتابة، شغفه الجامح، وحزنه الهادئ واليائس. ولا أنسى مطلقاً صورته، فيما هممت بمغادرة شقته الوسخة: كان ثملاً قليلاً في الحادية عشرة صباحاً. وراح يضحك لأتفه الأمور. وبدا عليه الحنين إلى الأيام الخوالي واضحاً، بعد أن بات مشوهاً على نحو عميق لا يمكن إصلاحه نتيجة عبث الحرب بعقله.

The Last Time I Saw Paris (آخر مرة رأيت فيها باريس) لإليوت بول:

عاش هذا المراسل الأميركي في باريس قبل زمن الحروب في شارع لا هوشيت وصوّر حياة الناس العاديين اليومية، من بائع الثلج وفتاة الهوى إلى الجزار والخباز. وظل في هذا الشارع إلى أن أُرسل قاطنوه بعيداً الواحد تلو الآخر. بعد الحرب، عاد هذا المراسل ليرى أطياف الحي الذي كان يقيم فيه. يشكّل هذا الكتاب جوهرة منسية ومذكّر قيماً يُظهر لنا أن الحروب تمحو الحياة اليومية، التي لا تعود مطلقاً إلى سابق عهدها رغم انتهاء القتال.

The Things They Carried (الأشياء التي حملوها) لتيم أوبرين:

صحيح أن هذه رواية، إلا أنني لطالما صنفتها مع كتب أخبار الحروب لأنها تحكي قصة فصيلة من الجنود الأميركيين في فيتنام مستوحاة من تجارب الكاتب الخاصة في فرقة المشاة الثالثة والعشرين. كانت هذه أول رواية أطالعها عن حرب فيتنام، فضلاً عن The Fire in the Lake (النار في البحيرة) لفرانسيس “فرانكي} فيتزجيرالد، فأثّرت فيّ بعمق.

Hiroshima (هيروشيما) لجون هيرسي:

يحمل هذا الكتاب قمة التعاطف، وحشية الحرب، وفظائعها وصولاً إلى أسسها المجردة. فيروي قصصَ هذا الكتاب، الذي يضاهي Heart of Darkness (قلب الظلام) روعةً، ستة ناجين. وكنت في الخامسة عشرة من عمري حين طالعته، فبدّل حياتي.

Black Lamb and Grey Falcon (الخروف الأسود والصقر الرمادي) لريبيكا ويست:

بين الحربين العالميتين، قامت هذه الكاتبة المدافعة عن حقوق المرأة برحلة إلى يوغوسلافيا. وعلى غراري، وقعت أسيرة سحر منطقة البلقان. صحيح أن وصفها لهذا البلد قبل أن يتجزأ إلى مليون قطعة معقّد عموماً، إلا أنه يستحق كل ما تخصصه له من وقت وطاقة. فهذا العمل مبدع بكل معنى الكلمة.

The Face of War (وجه الحرب) لمارثا غيلهورن:

لا أعتقد أن غيلهورن كانت مراسلة كريمة أو لطيفة في الميدان. إلا أن رواياتها وعينها الثاقبة، التي لا تغفل عن أي تفصيل، رائعتان. صحيح أنها كرهت ربطها المتكرِّر بهيمنغواي، إلا أنها قدّمت بعض أهم أعمالها خلال سفرها برفقته.

The Hidden War: A Russian Journalist’s Account of the Soviet War in Afghanistan (الحرب الخفية: رواية صحافي روسي عن الحرب السوفياتية في أفغانستان) لأرتيوم بوروفيك:

حملتُ هذا الكتاب معي أيضاً، إنما إلى الشيشان هذه المرة، وطالعته مراراً. فقد نجح هذا الكاتب الحساس والمميز في تصوير أقسى درجات الحزن في الحرب وعودة الموتى لمطاردتك بعد أن تكون قد غادرت ساحة القتال بوقت طويل. لقي هذا الكاتب حتفه بطريقة غامضة في تحطم طائرة روسية. فقد كان رجلاً تخطى الحدود في ما عرفه، كتبه، ورواه.

Homage to Catalonia (تكريماً لكاتالونيا) لجورج أورويل:

كان أورويل مصمماً على تصوير الحقيقة كما رأها. وسمحت له تجاربه كجندي شاب خلال الحرب الأهلية الإسبانية على جبهة أراغون عام 1936 بتصوير كلّ ما تولّده الحرب من شعور بالسأم، الانزعاج، والبؤس. وهكذا، يمثل هذا الكتاب نظرةً عن كثب إلى عقلية الثوار الحالمين والأدب السياسي في ذروته.

back to top