بالعربي المشرمح: «فنكوش النقعة»!

نشر في 05-03-2016
آخر تحديث 05-03-2016 | 00:01
 محمد الرويحل "الفنكوش" اخترعه الفنان عادل إمام في فيلم "واحدة بواحدة" عام 1984، حيث كان يعمل في إحدى شركات الدعاية والإعلان التي أعلنت تدشين حملة ضخمة لمنتج جديد اسمه "الفنكوش"، فنجحت في الترويج له، وبات حديثَ الجماهير، إلى جانب المنتجين الذين يرغبون في الحصول على حق احتكاره، فضلاً عن المنافسين الذين يخشون بوار سلعهم التي ربما تكون من نوع "الفنكوش" نفسه، وأمام هذا الاهتمام الشعبي والتجاري غير المتوقع لسلعة "وهمية"، طالبت الغرفة التجارية بضرورة الإفصاح عن "الفنكوش"، فذهب يبحث عن أي اختراع يحمل لقب الفنكوش، فتمخض ذهنه ليلد الفنكوش المنتظر، فإذا به عبارة عن منشط جنسي بشكل "بونبون" وبطعم الخمر.

أما "فنكوش النقعة" الكويتي فهو مختلف تماماً عن "فنكوش" عادل إمام، ففنكوشنا جدير بالاسم، حيث حاول عدة مرات أن يجد قبولاً في المجتمع لكنه فشل، وحينها قرر أن يدشن حملة إعلامية واسعة ليسوق نفسه لعل وعسى أن يلقى القبول، لكنه لا يملك المال لتغطية هذه الحملة، فاضطر إلى البحث عن ممول، فإذا به يجد ضالته بالسفارة الواقعة في الدعية، والتي وافقت ولكن بشروط، ففرح فنكوش النقعة ووافق على شروطها التي من أهمها الطائفية وزرع الفتنة والسب والشتم لكل من يخالف سياسة إيرا ن وأذرعها في المنطقة، فتبنى التطاول على أشقائنا الخليجيين، ولاسيما السعودية والبحرين.

لقد نجح "فنكوش النقعة" في كسب تأييد مجموعة طائفية أوصلته إلى سدة البرلمان، فتحصن بالدستور والقانون، فزاد تطاوله على أشقائنا حتى بلغ به الأمر أن يطالب بضرب الشقيقة الكبرى السعودية جاحداً دورها في تحرير بلده وإيواء شعبه إبان الغزو العراقي الغاشم. "فنكوش النقعة" يتلون ويتشكل وفقاً لمصالح أسياده الذين قرروا له أن يصبح سياسياً ليخترق البرلمان ويصبح أكثر نشاطاً، بل أكثر فعالية في الساحة المحلية والإقليمية، فنجح حين استغل "فنكشته" الطائفية وشذوذه العرقي فتهاوت عليه وسائل الإعلام من كل صوب وحدب ليزداد شهرةً ولمعاناً، فصدق نفسه بأنه ذو قيمة ومعنى ليشتم ويسب كل من يخالف سياسة أسياده في طهران ودمشق والضاحية الجنوبية في لبنان، فأصبح بوقاً لهم يصرح بما يريدون ويدافع عن سياستهم الإرهابية في المنطقة العربية وعلى حساب وطنه وعلاقاته بأشقائه.

الكارثة ليست "فنكوش النقعة" فكلنا نعرف أنه مجرد أداة، ولكن الكارثة في صمت الدولة ممثلة في مجلسيها الحكومي والبرلماني، وهما يريان تطاوله على أقرب الدول لنا وعمقنا الاستراتيجي بل الاجتماعي وصلة الرحم والدم التي تجمعنا معها كالسعودية والبحرين، ونسيا دورها في تحرير الكويت، الأمر الذي جعل أغلبية المواطنين يستنكرون ويشجبون تصريحات "فنكوش النقعة" ويلقون باللوم على الحكومة ومجلسها.

يعني بالعربي المشرمح:

نحن لا نعتب على "فنكوش النقعة"، فكلنا يعرفه ويعرف توجهاته، بل هو مجرد "بونبون" يتسلون به و"كومبارس" يروج بضاعتهم الطائفية، ولكننا ككويتيين نعتب على الحكومة ومجلس الأمة، حيث يريان ويسمعان ما يقوم به ويصمتان، وكأن ما يقوم به يعجبهما.

back to top