الأزمات تحاصر البرلمان... والسيسي يختتم جولته الآسيوية

نشر في 05-03-2016 | 00:01
آخر تحديث 05-03-2016 | 00:01
No Image Caption
● مراقبون يحذرون من حلّ مجلس النواب

● إحباط هجوم على «كرم القواديس» ومقتل 16 «تكفيرياً» في يومين
توقع نواب برلمانيون لـ"الجريدة"، أمس، أن يتم الانتهاء من اللائحة الداخلية لمجلس النواب، منتصف الأسبوع الجاري، في حين حاصرت الأزمات البرلمان، مع بدء جهات رقابية في الاستعلام عن بعض النواب لتورطهم في قضايا استيلاء على أراضٍ مملوكة للدولة، وآخرين حصلوا على شهادات من الخارج تبين أنها غير معتمدة ومزورة.

وسط أجواء مشحونة، يواصل البرلمان المصري عقد جلساته العامة غدا، ومناقشة اللائحة الداخلية المنظمة لعمل المجلس، تمهيدا لإقرارها، في حين تحاصر الأزمات المجلس، إذ واصلت أزمة الإطاحة بالنائب توفيق عكاشة الأربعاء الماضي، تداعياتها، خشية تكرار وقائع إسقاط العضوية عن عدد من النواب، في وقت عاب البعض على المجلس استغراقه عدة أسابيع في مناقشة اللائحة الداخلية ما عطل قدرته على إصدار التشريعات.

 ولم يحدد البرلمان موعدا بعد للانتهاء من لائحته الداخلية، إلا أن النائب أحمد الطنطاوي، توقع لـ"الجريدة"، أن يتم الانتهاء من مناقشة وإقرار اللائحة الداخلية يوم الاثنين أو الثلاثاء المقبلين، طبقاً لجدول الأعمال، إذا ما سارت الأمور بشكل طبيعي ولم يستجد شيء جديد.

وأضاف الطنطاوي: "طبقاً لجدول الأعمال كان المفترض أن يتم الانتهاء من اللائحة الأربعاء الماضي، لكن أزمة النائب عكاشة أربكت الأمور كلها".

بدوره، أكد النائب هيثم الحريري، أنه سيتم الانتهاء من مناقشة جميع بنود لائحة البرلمان غدا، على أن يتم إقرارها إما في نفس الجلسة، أو في جلسة اليوم التالي، مشيرا إلى أن "هناك 6 مواد كانت محل خلاف سيتم نظرها وحسمها غدا، لإنهاء العمل على اللائحة التي عطلت قدرة البرلمان على ممارسة دوره التشريعي".

أزمات البرلمان لم تتوقف عند اللائحة بل تعدتها إلى تضييق الخناق على بعض النواب، إذ كشف مصدر أمني لـ"الجريدة" أن "الجهات الرقابية بدأت تحرياتها حول عدد من أعضاء البرلمان، الذين حصلوا على أراض من الدولة دون وجه حق، تمهيدا لسحب الأراضي منهم"، بينما يواجه البرلمان أزمة من نوع آخر، بعدما تبين أن هناك بعض النواب حصلوا على شهادات من الخارج غير معتمدة ومزورة، ما يعرضهم لخطر سحب العضوية، خاصة أن الجهات الرقابية بدأت في إعداد قائمة بأسماء هؤلاء النواب.

مخاوف الحلّ    

في السياق، أوضح عدد من الخبراء السياسيين أن ما يحدث داخل البرلمان يرجع إلى عدم نضوج النواب سياسيا، مؤكدين أنه في حالة استمرار البرلمان بهذا الشكل فسيحل قريبا، ويحكم عليه أنه الأسوأ في تاريخ مصر، وقال عميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة الإسكندرية، قدري إسماعيل، إن "القرارات التي اتخذها مجلس النواب في الفترة الأخيرة شابها التسرع، فالنواب لا يدركون حجم المخاطر المحدقة بنا وبهم".

وأشار إسماعيل إلى أن استقالة النائب المعين سري صيام، وهو قامة قضائية رفيعة، يؤكد وجود خلل في العملية الإدارية داخل البرلمان، والوضع الحالي أثبت صحة قراره الذي اتخذه خلال الأيام الماضية، وأشار إلى أن البرلمان يفتقر إلى النظام.

من جانبه، قال أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأميركية، مصطفى كامل السيد، إن "مجلس النواب بطيء للغاية واستغرق وقتا طويلا فى التصويت على لائحته الداخلية، وذلك على الرغم من تسرعه في إقرار وتمرير أكثر من 300 قانون صدرت في غيابه خلال 15 يوما فقط، ولم تحظ بأي نقاش جدي رغم أهميتها، ما يكشف حجم التخبط".

ترقب قبطي

وفي حال إقرار البرلمان للائحته، فسيكون من أوائل التشريعات المنظورة أمامه تلك المتعلقة بقانون الأحوال الشخصية للأقباط، والذي يترقبه مئات الآلاف من المسيحيين المصريين، إذ كشف رئيس اللجنة الإعلامية لمجلس كنائس مصر الأب رفيق جريش، أمس، أنه ربما يناقش بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، البابا تواضروس الثاني، المسائل المتعلقة بقانون الأحوال الشخصية الموحد، خلال لقائه برؤساء الطوائف في منتصف مارس الجاري، بمناسبة الاحتفال بمرور ثلاث سنوات على تدشين مجلس الكنائس.

يأتي ذلك، في حين ساد القبول الحذر أوساط الأقباط أمس، إثر إقرار المجمع المقدس للكنيسة الأرثوذكسية، جميع بنود مشروع لائحة قانون الأحوال الشخصية الجديد، خلال السيمنار الذي استمر أربعة أيام واختتم الأربعاء الماضي، بدير الأنبا بيشوي بوادي النطرون، وتعد الموافقة على بنود المشروع خطوة أساسية تمهيدا لعرضه على البرلمان لإقراره.

وتخطى المجمع المقدس للكنيسة الأرثوذكسية إحدى أهم النقاط الخلافية بعد إقرار مادة "الهجر" بالقانون، والتي تعد توسعا كبيرا في أسباب بطلان الزواج، وأوضحت مصادر كنسية لـ"الجريدة"، أن مادة "الهجر" حددت مدته بين الزوجين بـ5 سنوات، تكون كافية لبطلان الزواج والتطليق، مع احتفاظ الكنيسة بحقها في إصدار تراخيص الزواج الثاني.

اختتام جولة

إلى ذلك، أنهى الرئيس عبدالفتاح السيسي أمس، جولة آسيوية شملت كازاخستان واليابان وكوريا الجنوبية، شملت توقيع عدة اتفاقيات اقتصادية وتدعيم أواصر العلاقات مع هذه الدول على الصعد كافة، عبر لقاء كبار المسؤولين في الدول الثلاث، مختتما زيارة لكوريا الجنوبية المحطة الأخيرة في الجولة، أمس، بالتوجه إلى المنطقة الاقتصادية الحرة "إنشون".

في سياق آخر، يبدأ الرئيس العراقي فؤاد معصوم، زيارة رسمية إلى القاهرة غدا، يلتقي خلالها نظيره المصري. وتعد زيارة معصوم للقاهرة الأولى منذ توليه رئاسة العراق يوليو 2014.

إحباط هجوم

وفي سيناء، أعلن مصدر أمني مصري نجاح قوات الجيش أمس في إحباط مخطط إرهابي للهجوم على بعض الوحدات العسكرية بمنطقة "كرم القواديس"، جنوب الشيخ زويد شمالي سيناء، ما أسفر عن مقتل 4 من المهاجمين وإصابة 6 آخرين.

وقال المصدر، إن "قوات الجيش المدعومة بغطاء جوي، تمكنت أمس الأول، من رصد تحرك جديد لعناصر تنظيم أنصار بيت المقدس، جنوب مدينة رفح شمالي سيناء، والقضاء على 12 تكفيريا مسلحا، فضلا عن تدمير عدد كبير من السيارات والبؤر الإرهابية".

back to top