الوفاق تتسلم وزارتين... وتنال أوسع دعم أوروبي
في حين اجتمع البرلمان الليبي المنتخب المعترف به دوليا في مقره في مدينة طبرق شرق البلاد للمصادقة على حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج، تسلمت حكومة الوفاق الوطني الليبية أمس مقري وزارتين في طرابلس، وذلك للمرة الأولى منذ دخولها العاصمة وبدء عملها من قاعدتها البحرية، بحسب ما أعلن المكتب الإعلامي للحكومة في بيان.وقال البيان، إن وزير الدولة في حكومة الوفاق محمد عماري قام "ممثلا المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني (...) بتسلم مقري وزارة الشباب والرياضة ووزارة الشؤون الاجتماعية.ونقل البيان عن عماري قوله انه "تم تسلم هذين المقرين من اجل تهيئة المناخ امام مختلف مؤسسات الدولة للعمل في أسرع وقت ممكن".وهذه المرة الاولى التي تنتقل فيها حكومة الوفاق الوطني المدعومة من الامم المتحدة والمجتمع الدولي للعمل من مقرات رسمية في العاصمة الليبية منذ دخولها الى المدينة في نهاية مارس الماضي. وتتخذ الحكومة من قاعدة طرابلس البحرية مقرا لها.
دعم أوروبي وأعلن وزراء الاتحاد الاوروبي أمس انهم سيناقشون مشاريع اقتصادية وأمنية "ملموسة" دعما لحكومة الوفاق الوطني في ليبيا في مواجهة "داعش" وموجة المهاجرين الى أوروبا.وأوضحت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني للصحافيين ان وزراء الخارجية والدفاع في لوكسمبورغ سيناقشون هذا الدعم عبر دائرة تلفزيونية مغلقة مع السراج.هاموند إلى ذلك، اعتبر وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند في طرابلس أمس أن تدريب قوات ليبية داخل ليبيا أو في دولة مجاورة لها "اذا كانت الظروف ملائمة" سيحقق نجاحا أكبر من محاولة اقامته في دولة اوروبية. وجاءت تصريحات هاموند في مؤتمر صحافي خلال زيارته غير المعلنة للعاصمة الليبية والتي التقى خلالها رئيس حكومة الوفاق الوطني فايز السراج وأعضاء اخرين في الحكومة في قاعدة طرابلس البحرية.وتبدي دول الاتحاد الاوروبي والدول المجاورة لليبيا قلقها من سعي تنظيم "داعش" المتطرف الى التمدد في هذا البلد بعد سيطرته على مدينة سرت (450 كلم شرق طرابلس) وهجومه على موانئ النفط الرئيسية في شرق البلاد.وتتطلع أيضا دول الاتحاد الاوروبي، وعلى رأسها ايطاليا، الى تفعيل عملية مكافحة الهجرة غير الشرعية انطلاقا من ليبيا التي يبحر من سواحلها في الاسابيع الاخيرة آلاف المهاجرين سعيا للوصول الى السواحل الاوروبية التي تبعد حوالي 300 كلم فقط عن ليبيا.وكان وزير الخارجية الفرنسي جان- مارك ايرولت ونظيره الالماني فرانك فالتر شتاينماير اعلنا في طرابلس السبت الماضي، ان حكومة الوفاق تطلب اخضاع قوات تابعة لها لتدريب اوروبي في مسألة "مكافحة الارهاب".وقال هاموند أمس ان "مواجهة تنظيم الدولة الاسلامية ومكافحة الهجرة غير الشرعية أمران يقعان في نفس الأجندة، لكن على الشعب الليبي والحكومة الليبية ان يقررا كيفية استعادة بلدهم من غزاة داعش".وأكد الوزير البريطاني ان "المجتمع الدولي مستعد طبعا لدعمهم وتقديم المساعدة التقنية والتدريب".وتابع "أنا واثق بانه اذا كانت الظروف ملائمة لهذا البرنامج (التدريب) بأن ينفذ في ليبيا او في دولة مجاورة، فإنه سيكون اكثر نجاحا من محاولة تنفيذه في أوروبا".وتأتي زيارة هاموند للعاصمة الليبية في إطار سلسلة زيارات دبلوماسية تهدف إلى إظهار الدعم الاوروبي لعمل حكومة الوفاق الوطني.وزار طرابلس على مدى الاسبوع الماضي وزراء خارجية ايطاليا وفرنسا والمانيا، وكذلك سفراء فرنسا واسبانيا وبريطانيا، ما انهى قطيعة سياسية فرضها المجتمع الدولي على العاصمة اكثر من العام ونصف العام.وفي موازاة الاستعداد لتدريب قوات ليبية، اعلن هاموند ان بلاده ستقدم مبلغا بقيمة عشرة ملايين جنيه استرليني في اطار "دعم تقني للحكومة في هذه الفترة".وأوضح بيان صادر عن وزارة الخارجية البريطانية ان المبلغ يشمل 1.5 مليون جنيه استرليني لدعم جهود مكافحة الهجرة غير الشرعية، و1.8 مليون لدعم "نشاطات مواجهة الارهاب".وفي لندن، قالت متحدثة باسم رئيس الوزراء ديفيد كاميرون ان "ليبيا مهمة بالنسبة الى مصالحنا الاستراتيجية، ليس فقط من الناحية الامنية، وانما ايضا من موضوع الهجرة".في سياق متصل، قتل 26 عنصرا على الاقل من القوات الموالية للبرلمان المعترف به دوليا في شرق ليبيا في خمسة ايام من المعارك في مدينة بنغازي شرق البلاد، بحسب ما نقلت وكالة الانباء القريبة من البرلمان عن مصادر طبية وعسكرية.وتشهد مدينة بنغازي منذ نحو عامين معارك يومية بين القوات الموالية للبرلمان والجماعات المسلحة المعارضة التي تضم مجموعات متطرفة بينها تنظيم "داعش" قتل فيها المئات.