شيطان أكبر علناً وأخ خفاءً

نشر في 30-01-2016
آخر تحديث 30-01-2016 | 00:01
 حمدة فزاع العنزي "شيطان أكبر" شعار يُنادَى به وتوجه كلماته لأميركا، فيراها البعض شيطاناً لأنها غير إسلامية أو لسلوكها وعداوتها للمسلمين والإسلام سابقاً، وحالياً تتبع ما يتبعه معها البعض في حياته اليومية وتعاملاته العامة والشخصية، وهي عبارة أطلقها القادة الإيرانيون لمواقف سياسية أو اقتصادية أو فكرية، ورددها الكثير ممن يؤمن أو يقتنع بأفكار هذه الأنظمة.

 سأتوقف قليلا عند الشيطان الأكبر، وأعوذ بجلال الله من شر الشيطان الإنسي قبل الشيطان الرجيم، حيث نجد في هذا الزمان أن بعض البشر فاقوا الشياطين "خباثة" وشيطنة، العياذ بالله منهم، فالإيمان بمقولة ما وترديدها دائماً على الألسن ومحاولة صبغ أعمالنا وسلوكياتنا بأن مقاطعة ومحاربة "الشيطان الأكبر" واجبة يغير تعامله مع المجتمعات المستضعفة، ويوقف سياسة دعم الصهاينة ومنهجية "فرّق تسد" بين المجتمعات العربية والإسلامية، وذلك من خلال إيضاح الاستياء من هذه التصرفات ورفضها.

لكن للأسف نجد الشيطان علناً هو أخ معشوق ممن ينادي بهذه العبارة، وعذراً أن يجرح البعض حديثي، ولكن لا أتوقع أن ننكر الواقع المؤلم والحقيقة المرة التي يتبعها من يسعى جاهدا إلى الوصول إلى أرض الشيطان الأكبر للدراسة والحصول على شهادات عليا، ويدفعون المبالغ الطائلة والكبيرة في تعليم أبنائهم في المدارس البريطانية والأميركية، وهم يقولون "شيطان أكبر"، ويقتنون المنتجات من لباس وأثاث وغيرها، ولا ننس السفر للراحة والاستجمام ومع ذلك هو "شيطان أكبر".

سؤالي: لمَ هذه الازدواجية في التفكير والتصريح والإضمار بالخفاء؟ ولماذا نتهجم على من يتكلم ويحاول أن يسير عدة خطوات بطيئة بطريق سلكه أصحاب الثروات المادية والمعنوية في المجتمع؟ هل الشيطنة مجرد كلمات أم هي أفعال تترجم؟ فإن كان ولا بد لهذه الأفعال من الترجمة فلنقف ضد جميع "الأمركة" ومعاداتها، كما تمت معاداة السامية ولا ننظر إليها بمنظور أعور، ونحلّ ما أحللنا ونحرّم ما حرّمنا متى نشاء وكيف نشاء.

أخيراً: هل ستبقى الولايات المتحدة الأميركية الشيطان الأكبر للجمهورية الإيرانية أم ستتحول إلى أخوّة مصلحية ومادية بحتة؟ حياتنا هي تصغير لعلاقات عملاقة.

back to top