كلمات رثاء من رفاق درب الراحل الكبير
استذكر عودة الضاحي الدجيلي، الذي رافقه منذ 40 عاما، وعرفه كشاعر وكاتب صحافي، وتقلد عدة مناصب منها رئيس تحرير، وكتب الأغاني الكثيرة لمطربين، وأشهر أغنية "يا طيور الطايرة" التي غناها سعدون جابر، وأغنية "مغربين" لياس خضر، وأيضا كتب للراحل فؤاد سالم "صابرين"، و"البيت العراقيين".وله إنجازات أيضا ومنها أنه كتب العديد من الأغاني الوطنية والمسلسلات، وكان الدجيلي أحد أعضاء الحزب الشيوعي العراقي، وسجن مع مظفر النواب، واشتد النظام عليه واستطاع أن يخرج، وعمل بمؤسسة البرنامج المشتركة. وتابع الضاحي أنه أثناء الغزو العراقي الغاشم الذي اجتاح دولة الكويت خرج الدجيلي، وذهب إلى السعودية، وأسس إذاعة المعارضة مع فؤاد سالم في جدة. وأشار الضاحي إلى أن إحدى بناته ولدت في سجن "الكوت"، ويعد من المناضلين العراقيين.
من جانبه، عبر أسامة الجمالي عن حزنه بوفاة زهير الدجيلي، وقال إنه قدم حصيلة ثرية في مشواره للفن والأدب من أشعار وأغان، ولفت الجمالي إلى أن لديه أغاني جميلة جدا ومسرحيات هادفة، أما الشيء الثاني فقال إن الدجيلي سعى لجلب المحبة والمودة لأبناء وطنه، فكان يحاول أن يكون جسرا للإنسانية في المنطقة، لكن توفي ولم يتحقق حلمه بالكامل.وأضاف أن المرض الذي ألم به لم يؤثر على تفاؤله وكفاحه، حيث وقفت بجانبه طوال فترة عمله وإنجازاته زوجته "أم علي" فكونوا فريقا فعالا. وختم الجمالي قولة إن الدجيلي هو صديق وعمله نادرة. من جانبه، قال عبدالمحسن مظفر عبر تلك الكلمات: أخونا زهير الدجيلي هو مثقف، أديب، وشاعر، وكاتب مسرحي معروف جدا، وله دور بارز في كثير من الأنشطة الثقافية في الكويت، ومن بين إسهاماته الثقافية المميزة: "افتح يا سمسم"، و"سلامتك"،" زمان الإسكافي" و"ديوان السبيل" لتلفزيون والإذاعة الكويتية، وكان يرأس جمعية الصداقة الكويتية - العراقية التي أنشأت مباشرة بعد التحرير، وتضم نخبة من الكويتيين والعراقيين، حيث كان له دور كبير في توطين العلاقات بين العراق والكويت، وأنشأ من أجل ذلك صحيفة إلكترونية بعنوان "الجيران" ساهم فيها بشكل مباشر، والعديد من الكتاب الكويتيين والعراقيين وإخواننا العرب. وأضاف مظفر معلقا: أخونا "بوعلي" من مواليد 1937، وكان من الكتاب البارزين في جريدة القبس في ما يتعلق بشأن العراقي.أما فيصل خاجة فقال: رحيل قامة بحجم زهير الدجيلي من شأنه أن يترك فراغا كبيرا في الساحة الأدبية بقدر حجم هذا الإنسان الاستثنائي بإبداعاته المتنوعة وشخصيته مرهفة الإحساس، عند الحديث عن زهير تمتنع الكلمات عن الإتيان بما يستحقه، فهو من قام بتطويعها وترويضها عبر مسيرته الممتدة والحافلة التي قضى جلها في السعي لأن ينشر الوعي والحب عبر مئات الأعمال.عند الحديث عن زهير لا يفوتنا أن نشير إلى أنه كان نموذجا نموذجيا للنضال، بعد أن تم اختطاف هذا المصطلح من قبل الساسة ورافعي الشعارات، فقد كان نضاله منصبا في محاولة نشر القيم الإيجابية عبر وسائل وقنوات عديدة لا تتسع السطور لحصرها "أعمال درامية، وكتابة صحافية، وشعر".إلى اللحظة الأخيرة من حياته كان ناثرا للحب، ناشرا للبهجة، لم يستكن إلى الراحة إلى أن قررت هي أن تستكين إليه، لروحه السكينة، ولنا ولأهله ومحبيه صادق العزاء.