My Golden Days... فيلم يضجّ بالحياة

نشر في 02-04-2016 | 00:00
آخر تحديث 02-04-2016 | 00:00
يشكّل فيلم My Golden Days (أيامي الذهبية) للمخرج الفرنسي أرنو ديسبليشين تتمّة لفيلمMy sex life or How I Got Into an Argument (حياتي الجنسية أو كيف تورطتُ في جدل) من عام 1996، لكنه يعرض في الوقت نفسه الأحداث التي تسبقه. لا يبدو بعض عناصر الفيلمين متناغماً، لكن يتمحور الاثنان حول مغامرات رومانسية جنونية ونقاط ضعف شخصية اسمها {بول ديدالوس}.

المخرج الفرنسي أرنو ديسبليشين معروف في دور السينما الفنية وفي المهرجانات حتى لو لم يكن اسمه مألوفاً في الولايات المتحدة، وله بصمته البارزة في مجال السينما الفرنسية المعاصرة. تتّسم أفلامه المميزة بحيوية لا تنضب وتتنقّل بين لحظات درامية قوية ولقطات كوميدية خفيفة، مع نفحة من العبثية وجوانب حسية جاذبة، وترتبط هذه العوامل كلها بجو فكاهي وأسلوب رسمي حر.

فيما يتعلّق بفيلم My Golden Days، يحمل مراجع عن الإغريق القدامى وقصائد ويليام ييتس فضلاً عن موسيقى البانك والهيب هوب. باختصار، يصنع ديسبليشين أفلاماً انسيابية تضجّ بالحياة.

يشهد الفيلم الجديد تعاوناً بين ديسبليشين والممثل ماتيو أمالريك (يعرفه الجمهور الأميركي من أدواره في فيلمَي The Grand Budapest Hotel (فندق بودابست الكبير) وQuantum of Solace (قدر من العزاء)). ترشّح My Golden Days المؤثر لإحدى عشرة جائزة من جوائز {سيزار} الفرنسية في الشهر الماضي، وفاز ديسبليشين بجائزة تكريمية على عمله. لكن يجب ألا يظنّ أحد أن شخصية بول تعكس نسخة متخفّية من شخص ديسبليشين. قال ديسبليشين (55 عاماً) خلال اتصال هاتفي حديث من منزله في باريس: {أخشى أنّ حياتي مملة أكثر من شخصياتي بكثير. أنا مملّ جداً في الحياة الواقعية}. صحيح أن عنوان الفيلم باللغة الفرنسية يعني {ثلاث ذكريات من شبابي}، لكن يجمع العمل فعلياً أربع قصص في واحدة: قصة بول الصغير الذي يحمي شقيقه وشقيقته الأصغر سناً من والدتهم المضطربة نفسياً، وقصة بول المراهق الذي يذهب في رحلة مدرسية إلى روسيا ويقدم مساعدة سرية إلى المعارضين ويمنح جواز سفره إلى شاب سيحمل هويته في العالم. لكن يركز أكبر جزء من الفيلم على بول في مرحلة الجامعة خلال الثمانينيات وعلى بداية علاقته التي ستستمرّ لسنوات مع امرأة اسمها إستير (طُرحت هذه العلاقة للمرة الأولى في فيلمMy Sex Life). يعرض الفيلم أيضاً قصة معاصرة عن بول الراشد الذي يؤدي دوره أمالريك، أولاً في طاجيكستان ثم في باريس حيث تطارده ذكريات إستير رغم مرور تلك السنوات كلها.

ثنائي لافت

استوحى ديسبليشين أسلوب عمله في البداية من ويس أندرسون الذي قرر اختيار ممثلين شباب في فيلم Moonrise Kingdom (مملكة بزوغ القمر)، وبدأ يبحث عن قصة يمكن أن يختار لها هذا النوع من الممثلين: {فكرتُ بأن التركيبة ستكون غامضة جداً: أي ثنائي يمكن أن يكون مثالياً وكارثياً في الوقت نفسه؟ ظننتُ أنني سأتشوق لمشاهدة بداية قصة حبهما. كيف حصل اللقاء؟ هل من عامل سحري في لقائهما؟ بدا لي الوضع مثالياً وأصبح ذلك الثنائي محور المشروع. لكني آمل ألا يضطر المشاهدون إلى رؤية فيلم My Sex Life كي يشاهدوا My Golden Days. اختار الممثل كوينتن دولمير بدور المراهق بول والممثلة لو روي ليكولينيه بدور إستير، وسيكون الفيلم أول عمل يظهران فيه على الشاشة. نصح ديسبليشين دولمير وروي ليكولينيه بعدم مشاهدة فيلمMy Sex Life لأنه لم يشأ أن يحاولا تقليد أمالريك أو إيمانويل ديفوس التي أدت دور إستير في الفيلم السابق. كما أنه لم يعقد أي لقاء بين أمالريك ودولمير قبل الفيلم.

التدرّب قبل التصوير

عموماً، يفضّل ديسبليشين عدم التدرّب مع الممثلين قبل التصوير. لكن أدرك ديسبليشين أن نجمَيه الشابَين لم يقفا يوماً أمام الكاميرا، فتعمّق في قراءة السيناريو معهما وبحث عن سطور كانت صعبة عليهما أو مراجع لم يفهماها بالكامل. ثم طلب منهما العمل على المشاهد في محيط عاطفي مستوحى من أفلام أخرى مثل Bird (العصفور) أو All the Real Girls (جميع الفتيات الحقيقيات). قال ديسبليشين: {كنت أستوحي المشاهد كلها لكن من دون التدرب على السيناريو الفعلي معهما}.

أضاف ديسبليشين: {أطلب من الممثلين أن يتصرفوا بحرية في موقع التصوير. حين أكتب السيناريو، لا أتوقع طريقة تصويره. لذا أحاول أن أفاجئ نفسي في موقع التصوير، وأحاول أن أفاجئ فريق العمل والممثلين أيضاً. لذا أستعمل أدوات متعددة مثل تقسيم الشاشة وتلاحق المشاهد لمحاولة إيجاد الطريقة المناسبة للتعبير عن المشاعر التي أريد تقاسمها مع الجمهور. يمكنني أن أقول إن التحرر جزء من واجبات المخرج}.

يمزح أمالريك دوماً ويلوم المخرج علناً لأنه السبب في دخوله إلى مجال التمثيل. فيردّ ديسبليشين ضاحكاً: {أنا مذنب وفخور بذلك}.

لم ينتهِ التعاون بين الثنائي على الأرجح، فهما يتوقان على ما يبدو إلى العمل معاً مجدداً، حتى لو قررا في الوقت الراهن تعليق حكايات بول ديدالوس.

تذكّر ديسبليشين: {بعد عرض الفيلم، قال لي ماتيو في إحدى المناسبات: {ها قد انتهينا من بول ديدالوس. لكن حين نتقدم في السن، بعد عمر الخامسة والسبعين، سنصنع فيلماً مشتركاً آخر بيننا مثلما أصدر المخرج بيرغمان فيلمه الأخير  Saraband (السربندة)}.

back to top