محسن أحمد: مرضي وظروف السينما سببا غيابي

نشر في 07-03-2016 | 00:01
آخر تحديث 07-03-2016 | 00:01
No Image Caption
يُصنف محسن أحمد نفسه على أنه مخرج هاو ومصوّر محترف، له تاريخ طويل في عالم التصوير والإخراج السينمائي، وفي ظل هذا التألق أصيب بجلطة أوقفت الجانب الأيمن من جسده عن العمل، فابتعد عن الساحة الفنية، حتى تم تكريمه أخيراً من مهرجان المركز الكاثوليكي المصري للسينما.

حول تأثير هذا الغياب عليه، وتقييمه أعماله كان لنا معه هذا الحوار:

هل كانت ظروف مرضك وحدها سبب غيابك؟

لا، فثمة أسباب أخرى متعلقة بصناعة السينما نفسها، إلى جانب أن ثمة نوعاً من أنواع التحفظ لدى الفنانين نحو المرض، إذ يسعون إلى إخفائه، لمواصلة عملهم لأن مهنتنا شاقة، لكن مع حالتي لم يكن الوضع كذلك، إذ تم الأمر في دار الأوبرا المصرية وأمام كل العاملين معي، فانكشف مرضي.

ما علاقة ذلك بالغياب؟

يعلم المحيطون بي جيداً أنني أعمل لساعات طويلة، وخشوا عليّ من تدهور حالتي إلى الأسوأ، ومن المجازفة بذلك، فلم يعد أحد يتواصل معي ليطلبني في عمل.

ما تأثير ذلك على حالتك النفسية؟

تأثير سلبي بالطبع لأنني أعتبر نفسي صاحب عمل شاق، وأعشق ذلك، ولا أعود إلى المنزل إلا بعد انتهاء ما يجب عليّ، بالتالي فإن إجازتي وراحتي تمثلان عقاباً لي، إلى جانب أن الأطباء في ألمانيا أخيراً أخبروني بأن تركيبة شخصيتي وحالتي ستتحسن عندما أعود إلى العمل. لكن رغم أنني كنت صاحب نجاح وفضل على كثيرين، لم يعد أحد يتواصل معي بشأن العمل.

لكنك صرّحت بأن عدم تواصلهم يرجع إلى خوفهم عليك؟

صحيح، لكن من ناحية أخرى إصابتي جلطة أثرت على الجانب الأيمن، والعلاج منها يتفاعل عندما أتحرك كما أشرت، فالحركة هي طريق شفائي.

بين قائمة المخرجين الطويلة الذين تعاونت معهم. أيهم ارتحت إلى العمل معه؟

قد يندهش البعض من أن هذا الشخص هو أكبرهم سناً، وبيننا بُعد زمني كبير، وهو الراحل صلاح أبو سيف، الذي كان نجله محمد من ضمن دفعتي في معهد السينما، فهو مدرسة في الفن، بل جامعة تعلمت فيها كيف أعيش الحياة، وأقود مكان العمل ببراعة وعبقرية، ومنتهى الهدوء والانضباط، ومن دون صوت عال.

ما العمل الذي تتذكر تفاصيل عملك فيه مع أبو سيف؟

فيلم «البداية»، الذي كان يتم تصويره على أطراف القاهرة، وتدور الكاميرات يومياً في السابعة صباحاً بالضبط، لذا كان الفريق يتجمع أمام فندق سياج بمنطقة الهرم، ويركب مواصلات في الخامسة صباحاً، ورغم أنني وقتها كنت أبلغ من العُمر 24 سنة، فإنني لم أتمكن يوماً من الوصول قبل أبو سيف، وهذه التجربة محفورة في ذاكرتي.

حزن واعتذار

ما الأعمال التي اعتذرت عن عدم المشاركة فيها؟

أفلام كثيرة رُشحت لتصويرها ولم أقدمها، ولم أحزن على ذلك، رغم أنها كانت ذات قيمة من بينها فيلم «اضحك الصورة تطلع حلوة»، ذلك نظراً إلى انشغالي بتصوير أغنية لبنانية، وسر عدم حزني، أن من قام بهذه المهمة أستاذي د. رمسيس مرزوق.

لماذا اعتذرت أيضاً عن «المواطن مصري»؟

كنت أتمنى تقديمه، لكن انشغالي بتصوير فيلم «ناجي العلي» منعني من ذلك، خصوصاً أنني كنت المرشح الأول للتصوير. حتى إنني أجريت معاينات للتصوير، وطرحت الأمر على أبو سيف أيضاً لأنه من رشحني لكلا العملين، لكنه أبلغني أنني ما دمت التزمت بـ»ناجي العلي»، يصبح عليّ الاعتذار عن عدم المشاركة في «المواطن مصري»، وهو ما حدث.

لماذا شعرت بالحزن؟

لأن العمل مهم، وكنت أتمنى أن أكون ضمن فريق عمله. حتى إنني عندما سافرت لتصوير فيلمي، وجدت مجلة فن لبنانية صدرت في عددها تغطية لأول يوم تصوير لـ»المواطن مصري»، وبمجرد اطلاعي عليها بكيت، مع أن زميلي طارق التلمساني هو من قدمه، والذي أقدره طبعاً.

ما العمل الذي لا تنساه حتى الآن؟

«المطارد» الذي قام ببطولته كل من نور الشريف وسهير رمزي وعادل أدهم، وتطورت فيه كمصور، وكان عملاً شديد التميز. حتى أن مخرجه د. سمير سيف قال عن صورتي له إنني تمكنت من التعبير عن أجواء الفترة الزمنية من خلالها.

لماذا تقل تجاربك الإخراجية أمام أعمالك التصويرية الكثيرة؟

أصنف نفسي على أنني مخرج هاو، ومدير تصوير محترف، فالتصوير مهنتي التي لا أجد فيها أية معاناة. مثلاً، إذا كنت ارتبطت بموعد للتصوير غداً، فإنني جاهز بمعداتي، إنما في حالة الالتزام بتقديم فيلم فأنا بحاجة إلى التحضير لمدة شهرين لمراجعة تفاصيله جيداً، ويستغرق ذلك وقتاً طويلاً لأنني لست محترفاً فيه.

لماذا جاءت التجربتان الإخراجيتان لك في السينما مع الفنان هاني رمزي؟

هو اختارني لتقديم «السيد أبو العربي وصل»، و»الرجل الغامض بسلامته»، لا سيما أن صداقة شخصية تربطني به، وسعدت كثيراً بالتعاون معه، فهو فنان مطيع وهادئ ولا يتدخل في تفاصيل المخرج، ويلتزم بما يوجه إليه.

كيف تقيم أعمالك في تصوير الكليبات وإخراجها؟

الحقيقة أن تجاربي في هذا المجال إن تم تقييمها من ناحية الشكل ستتعرض لظلم شديد، فأنا من خلالها حققت نقلات نوعية في تاريخ مطربيها، وجاء شكل الكليب مختلفاً، وصورته معبرة عن موضوعه، مثلاً «تترجى فيّا» لإيهاب توفيق، «قولي أحبك» لكاظم الساهر، هذا يعني أن القائم عليها يفكر في تقديم فكرة، ولا يقلّد كليبات أجنبية لمايكل جاكسون ومادونا.

ما رأيك في الكليبات الحديثة؟

للأسف، جميعها منقولة تماماً من كليبات أجنبية، ونجد صانعيها ينقولون الحاسب الإلكتروني ويعرضون اللقطة من الكليب الأجنبي لتقديم مثلها في الكليب العربي، وهو أمر يؤثر على الوجدان والوعي، ويجبرنا على الإجابة عن سؤال أين دور الصانع نفسه، خصوصاً أن من الأفضل أن يستخدمها كمصباح يضيء له الطريق لمتابعة ما قدمه الآخرون، وتقديم ما هو أجود.

هل لديك خطط جديدة؟

في انتظار أن يتصل بي أحد بطلب للعمل، فمن الصعب على شخص مثلي كان المرشح الأول لتصوير أعمال عدة، ويفاضل بينها لاختيار الأفضل أن يفرض نفسه على صانع أو فنان ويطلب منه التعاون معه.

back to top