تظاهرات تشكيلية متنوعة في القاهرة... «لغتنا» إطلالة للخط العربي و{بورتريه} لنجمات السينما

نشر في 10-04-2016
آخر تحديث 10-04-2016 | 00:01
شهدت القاهرة فعاليات تشكيلية عدة، من بينها معرض «لغتنا» للفنانين فدوى رمضان وفتحي حسن، في قاعة «الباب» بدار الأوبرا، وتعاطت لوحاتهما مع جماليات الخط العربي. كذلك احتفت غاليري «مصر» بلوحات الفنان حنفي محمود من «البورتريه المجسم» لنجمات السينما في الستينيات، وانطلق في متحف الفنون بالإسكندرية أحدث معارض الفنانة د. أمل نصر.
ضمّ معرض «لغتنا» لوحات مشحونة بمعانٍ ومشاعر متدفقة، وفق فكر الفنانين فدوى رمضان وفتحي حسن ورؤيتهما، وبدا لافتاً فيها الحوار الإبداعي حول القيمة الجمالية والدلالة اللغوية في لغة الضاد، وتكوينات تشكيلية وزخارف تمنح الرائي متعة بصرية، تمتزج خلالها الألوان بعبارات مستقاة من قاموس الحكم والأمثال الشعبية.   

لفت رئيس قطاع الفنون التشكيلية المصري د. خالد سرور إلى تناغم الحوار الفني في معرض «لغتنا»، وإلى توظيف جماليات الخط العربي، وتباين أساليب الفنانين فدوى رمضان وفتحي حسن ورؤيتهما، وطرحهما مجموعة من الأعمال المتميزة، فضلاً عن ملمح مهم في تجربتهما الفنية يتجلى فيه رغبة كليهما في التفرد، وارتياد فضاءات مغايرة وغير تقليدية.

لمسات جمالية

 

في سياق متصل، افتتح د. خالد سرور معرض «خزفيات» للفنان محمد سمير الجندي، في قاعة «اتجاه» بقصر الفنون بالقاهرة، ضم أعمالاً واعدة في فضاء التشكيل، بحضور فنانين ونقاد ومحبي الفنون الجميلة.  

أشار د. سرور إلى حرص قطاع الفنون على فتح نافذة لإبداع الفنانين الشباب، وأصحاب التجارب الفنية الحقيقية، ذلك في ثالث تجربة عرض لقاعة «اتجاه» واستضافتها المواهب في فنون الرسم والتصوير والخزف والنحت، وإثراء الحركة التشكيلية بتيارات ومدارس مختلفة، والتواصل بين الرواد والأجيال الجديدة.  

كذلك أشاد الحضور بأعمال الجندي، واستخدامه تقنية البريق المعدني، وإضفاء لمسة جمالية متوهجة على الأعمال المعروضة، وتناغمها مع خزفيات الذهب والفضة، وتشكيل الأعمال بطابع تجريدي، ومعالجة عصرية، ووثيقة الصلة بجذور هذا الفن التراثي.  

بدورها، احتفت غاليري مصر بمعرض الفنان حنفي محمود الذي ضم مجموعة من لوحات «البورتريه» لنجمات السينما في الستينيات، على غرار سعاد حسني وشادية ونادية لطفي، بحضور كوكبة من الفنانين والشخصيات العامة.

وأثنى مدير الغاليري الفنان محمد طلعت على تميز أعمال محمود، وارتكازه على تقنية العمل المُجسم {ثلاثي الأبعاد}، ومن خلال التلوين على {ليرز طبقات} ليعطي أسلوبه حساً بصرياً جمالياً، ناهيك بمنح الحضور طاقة شعورية، وتفاعل وجداني مع هذا العرض الفني المتميز.

أشار طلعت إلى خصوصية {بالتة} ألوان الفنان، وصياغاته التشكيلية المتكئة على سبر أغوار الذات، وتشخيص {البورتريه} وفق طاقة شعورية متحررة من الأنساق التقليدية لهذا الفن، بالإضافة إلى مخاطبة المتلقي عبر حوار وجداني، وإكساب اللوحة بعدها الزمني والمكاني، وإطلالة الوجوه بألق جمالي ينتمي إلى العصر الذهبي للفنون في الستينيات.

انطباعات ملونة

استضافت قاعة «حامد عويس» بمتحف الفنون الجميلة بالإسكندرية معرضاً للفنانة د. أمل نصر، ضمّ مجموعة من أحدث أعمالها التصويرية في رعاية د. خالد سرور. وقال الأخير إن أعمال نصر تمثل حالة من الوهج الذهني والوجداني، وتتشح بطابع رومانسي حالم، وتجسد قدراتها في صياغة سطح اللوحة، وإخضاعه لقواعد البناء التشكيلي المتكامل، واستدعاء خبرات وجدانية متراكمة، وقناعاتها المتسقة مع خصوصية الفضاء الساحلي، والموروث الثقافي المجتمعي.

أضاف أن لوحات المعرض مفعمة بالجمال البصري، وحضور المرأة بشكل لافت، والتناغم بين ملامح الوجوه المصرية والخلفيات الملونة، وهذا التكوين بالغ الثراء في صياغاته ومفرداته ورموزه.  حول أجواء معرضها، قالت أمل نصر: «أبحث في أعمالي عن تلك العطايا الجميلة أو ما يسميه بعض كُتاب الفن «اللقية»، وأبدأ بزخم من التأثيرات والانطباعات اللونية والخطية التلقائية، وأكتشف من خلالها مفرداتي الأثيرة، من دون تحضير ذهني مسبق، وينتقل العمل من الحالة العفوية الأولى بتدفقاتها الحرة، وشحناتها الانفعالية إلى مرحلة التنسيق في أشكال متكاملة،  وصور بصرية معادلة لانشغالاتي وحيرتي كإنسانة ومصورة».  

يذكر أن الفنانة أمل نصر إحدى أبرز التشكيليات المصريات في مجال «التصوير» وحاصلة على دكتوراه في فلسفة الفنون (2000)، لها معارض خاصة ومشاركات في فعاليات محلية ودولية، من بينها بينالي الإسكندرية لدول حوض المتوسط (1999)، مهرجان الكويت للإبداع التشكيلي (2012). كذلك نالت جوائز عدة، من بينها: جائزة الدولة للإبداع في التصوير (1998)، وجائزة الدولة التشجيعية في مجال النقد التشكيلي (2011).

back to top