روبيو... نجل مهاجرين كوبيين دفعه «الحلم الأميركي» إلى القمة

نشر في 08-02-2016 | 00:01
آخر تحديث 08-02-2016 | 00:01
يثير السناتور عن فلوريدا، ماركو روبيو، إعجاب الناخبين بعد تحقيقه المرتبة الثالثة في الانتخابات التمهيدية في ولاية أيوا، مع أن خصومه يصفونه بأنه «أوباما جمهوري» بسبب عمره الذي يبلغ 44 عاما ووسامته وموهبته الخطابية.

ولد روبيو في ميامي في 28 مايو 1971، من والدين كوبيين هاجرا قبل ولادته بـ15 عاما هربا من الفقر والعوز. وبعد وصول فيدل كاسترو الى الحكم في 1959، قررت عائلته ألا تعود الى الجزيرة التي لم يعرفها ماركو روبيو قط.

وهو يدأب على رواية هذه القصة العائلية في خطاباته، معربا عن اقتناعه بأنه يجسد «الحلم الأميركي» لأجيال المنفيين الذين اتوا يبحثون عن حياة افضل في اميركا.

وفي أبريل 2015، أقدم على خطوة رمزية تمثلت بإعلان ترشيحه من «فريدوم تاور» في ميامي التي عبرها عدد من المنفيين الكوبيين في الستينيات.

وفتنت السياسة روبيو، وهو نجل نادل في احد الفنادق وعاملة تنظيف، الذي تأثر كثيرا بجده الكوبي المدمن لتدخين السيجار، وبات من انصار تيد كينيدي ثم وقع في سحر رونالد ريغان.

وفي طفولته، كان ماركو روبيو يقول لجده الكوبي المنفي انه سيتمكن في احد الايام من اطاحة فيدل كاسترو ويصبح رئيسا لكوبا.

وبعد سنتين فقط من حصوله على الاجازة في الحقوق، انتخب في 1998 في المجلس البلدي لويست ميامي. وبعد سنة، أصبح في مجلس نواب فلوريدا الذي ترأسه من 2006 الى 2008، في حين كان جيب بوش الذي يكبره بـ18 عاما، حاكما للولاية.

واكتشفه الاميركيون في 2010 لدى انتخابه المدوي في مجلس الشيوخ.

وهو من الاشخاص الذين يقال لهم في شبابهم انه سيصبح في احد الايام اول رئيس من أصول اميركية لاتينية.

وتتوافر لديه صفات تبهر مؤيديه: الوجه الجميل رغم بداية الصلع، وسرعة البديهة والابتسامة الملائكية والموهبة الخطابية التي تتعثر احيانا بتدفق المفردات.

وهو يكسر الصورة النمطية للمحافظ التقليدي: فهو يذهب الى القداس مع زوجته جانيت وابنائه الاربعة، لكنه يستمع منذ مراهقته الى اغاني الراب. ويتقن اللغتين الانكليزية والاسبانية، وهذا مكسب للحزب الجمهوري الذي تخلى عنه الناخبون من اصول اميركية لاتينية.

ولدى وصوله الى واشنطن، اعتقد المحافظون الذين صدمهم انتخاب باراك اوباما، انهم عثروا على منقذهم.

ودفعه جيب بوش الى الترشح لمنصب نائب الرئيس في 2012.  لكن شعبيته تراجعت في 2013، عندما ايد اصلاحا طموحا لكنه تعرض للفشل حول قوانين الهجرة، وكان سيؤدي الى ترتيب اوضاع ملايين الاشخاص المقيمين بصورة غير قانونية.

ومنذ ذلك الحين، يحاول السناتور اصلاح هذا الخلل وركز جهوده على موضوع الهجرة بحيث باتت اهتمامات المحافظين تشمل جميع المواضيع ولاسيما الشؤون الخارجية.

ويناضل ماركو روبيو المعروف بتأييد سياسة التدخل، من اجل حضور قوي للولايات المتحدة في العالم. وأيد التدخل في ليبيا ثم دعا الى تسليح المتمردين السوريين المعتدلين. وكان سيؤيد التدخل في كوسوفو في 1999.

ويقود «المقاومة» في مجلس الشيوخ ضد التقارب الذي بدأه باراك اوباما مع جزيرة أجداده.

(دي موين ــــ أ ف ب)

back to top