الأسد يبدأ حصار حلب... وموسكو تتوقع تدخلاً تركياً

نشر في 05-02-2016 | 00:04
آخر تحديث 05-02-2016 | 00:04
No Image Caption
• عشرات الآلاف يفرون باتجاه الحدود التركية
• طهران ترفض وقفاً لإطلاق النار
بدأ النظام السوري، أمس، فعلياً حصاراً على مدينة حلب، ثاني مدن البلاد، بعد تحقيقه أكبر تقدم له في محافظة حلب منذ عام 2012.

جاء ذلك، في وقت حذرت موسكو من تدخل تركي.

غداة تعليق محادثات "جنيف 3"، وبعد التقدم الذي أحرزه في الأيام القليلة الماضية، يستعد الجيش السوري الموالي لنظام الرئيس بشار الأسد والميليشيات المحلية والأجنبية الموالية له لفرض حصار على مدينة حلب، ثاني مدن البلاد، والمقسمة إلى أحياء شرقية بيد المعارضة، وغربية بيد النظام.

وقال مصدر في الجيش السوري إن الجيش سيفرض طوقا كاملا على المقاتلين في حلب قريبا، فيما يواصل عملياته قرب المدينة، بعد أن قطع معظم خطوط الإمداد المهمة عن مقاتلي المعارضة من عند الحدود التركية.

دخول نبل والزهراء

ودخل الجيش السوري والمقاتلون الموالون له أمس بلدتي نبل والزهراء الشيعيتين في ريف حلب اللتين كانتا محاصرتين منذ حوالي ثلاث سنوات، بعد تحقيق تقدم نوعي وقطع طريق الإمداد الرئيسة على مقاتلي المعارضة في مدينة حلب.

وتحدثت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن "احتفالات حاشدة في ساحات بلدتي نبل والزهراء استقبالا لوحدات الجيش والقوات المسلحة وابتهاجا بفك الحصار عن البلدتين".

كما بث تلفزيون "المنار" التابع لحزب الله اللبناني الذي يقاتل إلى جانب قوات النظام في سورية، صورا قال إنها حصرية لقوات النظام والمقاتلين المتحالفين معها وهم يدخلون البلدتين.

ولوَّح مقاتلون وسكان بالأعلام السورية وأعلام حزب الله الصفراء، فيما ردد البعض هتافات موالية للنظام بينها "الله، سورية، بشار وبس"، في إشارة إلى الرئيس السوري بشار الأسد.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن المقاتلين الذين دخلوا نبل والزهراء من الجيش السوري ومقاتلي حزب الله والحرس الثوري الإيراني.

وكانت الفصائل المقاتلة والإسلامية، وبينها جبهة النصرة، ذراع تنظيم القاعدة في سورية، تحاصر منذ منتصف عام 2012 بلدتي نبل والزهراء، حيث يعيش 36 ألف نسمة.

ومكن هذا التقدم قوات النظام من قطع طريق الإمداد الرئيسة على مقاتلي المعارضة الموجودين في الأحياء الشرقية من مدينة حلب، وباتت تحاصر هؤلاء من كل الجهات، باستثناء منفذ صغير إلى شمال غرب المدينة صعب السلوك وخطر.

ويعد هذا التقدم، وفق مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبدالرحمن، "الأبرز لقوات النظام في محافظة حلب منذ عام 2012"، ومن شأنه أن "يهدد مناطق سيطرة الفصائل المقاتلة داخل مدينة حلب".

غارات روسية ونزوح

وفي مؤشر إلى بدء الحصار، قتل 21 مدنيا، بينهم 3 أطفال، أمس، من جراء ضربات نفذتها طائرات روسية حربية على احياء تحت سيطرة الفصائل المقاتلة المعارضة في مدينة حلب.

ونزح نحو أربعين الف شخص من بلدات في ريف حلب الشمالي في شمال سورية، منذ بدء قوات النظام السوري هجومها في المنطقة بغطاء جوي روسي، وفق ما أعلن المرصد السوري لحقوق الانسان أمس، مؤكدا أن النازحين "توجهوا نحو مناطق عفرين واعزاز قرب الحدود التركية وريف حلب الغربي".

ووفق المرصد، فإن "الالاف من النازحين الذين توجهوا إلى منطقة اعزاز موجودون في بساتين قرب الحدود التركية، بعدما لم يتمكنوا من اجتياز الحدود المقفلة". ويتواجد "النازحون إلى عفرين وريف حلب الغربي، وتحديدا إلى دارة عزة والاتارب، في العراء او داخل بيوت السكان".

وحذر رئيس الحكومة التركية أحمد داود أوغلو، أمس، بأنه ما بين 60 و70 ألف شخص في المخيمات بشمال حلب يتحركون باتجاه تركيا، مضيفا أن 300 ألف شخص يعيشون في حلب متأهبون للتحرك نحو الحدود.

تدخل تركي

وبعد اتهام رئيس الحكومة التركية أحمد داود أوغلو، أمس، موسكو بارتكاب جريمة حرب، كونها متحالفة مع الأسد، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس، أن لديها "اسبابا جدية" تحمل على الاعتقاد، بأن تركيا تعد "لتدخل عسكري" في سورية، مشيرة إلى منع انقرة طائرة استطلاع حربية روسية من التحليق فوق اراضيها.

وصرح المتحدث باسم الوزارة الجنرال ايغو كوناشينكوف في بيان: "لدينا اسباب جدية للاعتقاد بأن تركيا في مرحلة إعداد مكثفة لعملية عسكرية في أراضي دولة ذات سيادة هي سورية".

إلى ذلك، وصلت ثلاث طائرات شحن مروحية أميركية تحمل أسلحة خفيفة وذخيرة أمس إلى مطار رميلان، الذي أنشأه الاميركيون، وتتواجد فيه قوات أميركية، ويسيطر عليه الأكراد في منطقة القامشلي التابعة لمحافظة الحسكة شمال سورية على الحدود مع تركيا.

الى ذلك، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، أمس، إن أي وقف لإطلاق النار في سورية يجب ألا يتضمن وقف العمليات ضد الإرهابيين. ووفق طهران ودمشق فإن كل معارضي النظام الذين يحملون السلاح هم إرهابيون.

وقتل ضابط ايراني كبير يدعى محسن قاجاريان، ويشغل منصب قائد لواء «الإمام الرضا» الـ21 مدرع في هجوم لتنظيم «داعش» بمنطقة حلب، حسبما أعلنت وكالة فارس المقربة من الحرس الثوري.

الى ذلك، أعلنت المعارضة السورية، أمس، انها قتلت ضباطا روسيين رفيعي المستوى بصاروخ «تاو»، الأمر الذي نفته موسكو، واكتفت إعلان مقتل أحد جنودها، من دون توضيح الملابسات.

(دمشق، أنقرة، لندن، موسكو، أنقرة -أ ف ب، رويترز، د ب أ، سانا، روسيا اليوم)

back to top