أزمة بين القاهرة وروما بعد العثور على جثة الطالب الإيطالي

نشر في 05-02-2016 | 00:03
آخر تحديث 05-02-2016 | 00:03
No Image Caption
النيابة تجد آثار تعذيب وإيطاليا تستدعي السفير المصري وتشارك في التحقيق وتقطع زيارة وفد اقتصادي
ألقت تداعيات العثور على جثة شاب إيطالي اختفى منذ 10 أيام في القاهرة، بظلال سلبية على العلاقات المصرية- الإيطالية أمس، واتخذت روما عدة إجراءات، منها استدعاء السفير المصري، وقطع وفد اقتصادي زيارته لمصر، على خلفية استيائها من المصير المأساوي الذي تعرض له الشاب بعد العثور على آثار تعذيب على جثته.

لاحت أزمة مفاجئة في مسار العلاقات المصرية- الإيطالية أمس، إثر العثور على جثة طالب إيطالي عليها آثار تعذيب، كان اختفى في ظروف غامضة من وسط القاهرة منذ 25 يناير الماضي، بالتزامن مع الذكرى الخامسة للثورة المصرية.

وقالت أجهزة الشرطة المصرية إنها بدأت تحقيقاً لمعرفة ملابسات وفاة جوليو ريجيني (28 عامًا)، بعد العثور على آثار تعديات على جثته، ما يرجح شبهة حادث جنائي أدى إلى وفاة المبتعث الإيطالي.

وفي أول رد فعل، عقد السفير الإيطالي بالقاهرة، ماتسيريو ماساري، اجتماعا طارئا بمقر السفارة لمتابعة تداعيات الواقعة، فيما قالت وزارة الخارجية الإيطالية في بيان لها أمس، إنها استدعت بشكل عاجل السفير المصري في روما، عمرو كمال حلمي، للتعبير عن القلق إزاء "وفاة مواطن إيطالي في ملابسات مريبة بالقاهرة"، وحث السلطات المصرية على إجراء تحقيق مشترك، وقالت روما إنها تتوقع "أقصى درجات التعاون"، بينما أعرب السفير المصري عن خالص تعازيه.

تحركات روما لم تتوقف عند خطوة استدعاء السفير، بل تخطتها إلى مستوى يكشف مدى الغضب الإيطالي، إذ قطعت وزيرة التنمية الاقتصادية الإيطالية، فيدريكا جويدي، زيارتها لمصر التي بدأت أمس الأول، وغادرت القاهرة لظروف طارئة، أمس، وقالت وكالة الأنباء الإيطالية الرسمية (انسا)، إن الوفد المكون من الشركات الكبرى الذي رافق الوزيرة، سيضطر إلى مغادرة مصر، ولن يشارك في اللقاءات المقررة بمناسبة الزيارة الاقتصادية والتجارية.

المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية المصرية، أحمد أبوزيد، قال في بيان حصلت "الجريدة" على نسخة منه، إن "استدعاء الخارجية الإيطالية للسفير المصري بروما، كان لطلب مزيد من المعلومات والتفاصيل حول أسباب وفاة الطالب الإيطالي، وطلب التنسيق في إطار علاقات الصداقة والتعاون القائمة بين البلدين"، مؤكداً أن "وزير الخارجية سامح شكري، التقى نظيره الإيطالي باولو جينتلوني، على هامش المؤتمر الدولي للمانحين لسورية، في لندن، وتم الاتفاق على التعاون الكامل بين الجانبين في القضية".

وبينما استدعت الخارجية المصرية السفير الإيطالي للتنسيق بين الجانبين وإبداء استعداد القاهرة لكشف غموض الحادث، قال المحلل السياسي عبدالغفار شكر لـ"الجريدة"، إن "الحادث سيكون له تداعيات على مجمل العلاقات المصرية- الإيطالية، إذا ما لم تحسن القاهرة إدارة الموقف، مطالبا الأمن المصري باتخاذ الحكمة في القضايا ذات الطابع الدولي".

آثار تعذيب

وكشفت تحقيقات نيابة حوادث جنوب الجيزة، أمس، بعض ملابسات الحادث، مؤكدة أنه تم العثور على جثة الطالب الإيطالي، في أول طريق مصر- إسكندرية الصحراوي، وأنه طالب بجامعة كامبريدج البريطانية، ووفد إلى مصر بغرض استكمال دراساته العليا في تخصص العلوم السياسية في الجامعة الأميركية بالقاهرة، واختفى منذ 25 يناير الماضي، ما دفع زملاءه للتقدم ببلاغ بتغيبه إلى قسم شرطة الدقي بالجيزة.

وأفادت النيابة المصرية، بأن جثة الإيطالي بها آثار كدمات، بمناطق الظهر، والقدمين، وكفوف اليد، إضافة إلى كدمة بالوجه جوار العين، وأنه يرتدي ملابس في النصف العلوي من جسده فقط، وليس معه أي أوراق يستدل منها على هويته، كما تبين أن الكدمات والسحجات عبارة عن جروح شرطية، يشتبه في كونها نتيجة تعرض الشاب لاعتداء بدني، وجار تشريح الجثة لمعرفة أسباب الوفاة.

وكشف مصدر أمني مسؤول لـ"الجريدة"، أن "وزير الداخلية مجدي عبدالغفار قرر تشكيل فريق أمني يضم قطاعات الوزارة المعنية تحت إشرافه شخصياً لمعرفة أسباب وفاة الطالب"، وأضاف المصدر: "يكثف الفريق الأمني تحرياته لمعرفة أسباب الحادث، وهل هو إرهابي أم جنائي"، وأشار إلى أن وفدا أمنيا إيطاليا سيشارك في التحقيقات مع الجانب المصري، على أن يصل إلى القاهرة صباح اليوم.

حطام الروسية    

على صعيد منفصل، وبينما أعلن وزير الصناعة والتجارة الروسي، دينيس مانتوروف، أمس، أن بلاده تتفاوض حاليا مع شركة مصر للطيران، على إمداد الأخيرة بـ40 طائرة ركاب سوخوي من طراز "إس إس جيه 100"، بدأت وزارة الطيران المصرية نقل حطام الطائرة الروسية التي سقطت في وسط سيناء نهاية أكتوبر الماضي، إلى أحد الهناجر الخاصة بمطار القاهرة الدولي لإجراء مزيد من الدراسة والفحص للحطام.

وأعلن وزير الطيران المدني، حسام كمال، أن لجنة التحقيق، التي تضم إلى جانب مصر ممثلين عن روسيا (دولة المشغل)، وايرلندا (دولة التسجيل)، وفرنسا (دولة التصميم)، وألمانيا (الدولة المصنعة)، مجتمعة حالياً لاستكمال عملية التحقيق والبدء في فحص الحطام بعد استكمال نقله.

 وأشار إلى أن اللجنة لم تتوصل بعد لأسباب الحادث، وبالتالي ستبقى كل الاحتمالات قائمة حول أسباب السقوط، سواء كان عطلا فنيا أو عملا تخريبيا، أدى إلى وفاة جميع ركابها الـ224.

خلية المعادي             

في الأثناء، وبعد سيطرة قوات الشرطة على الوضع الميداني في منطقة المعادي جنوب القاهرة، بعد اشتباكات مع خلية إرهابية استمرت نحو 8 ساعات، ما أسفر عن مقتل مسلحين اثنين، أمس الأول، قال رئيس قطاع جنوب القاهرة بوزارة الداخلية، اللواء هشام لطفي، أمس، إن المعلومات الأولية تؤكد أن "الإرهابيين" ينتميان إلى تنظيم "أجناد مصر"، مؤكداً أن "خلية المعادي ضالعة في اغتيال عدد من عناصر الشرطة في أحياء القاهرة الجنوبية".

وبينما أعلن مصدر أمني مسؤول ضبط أجهزة الأمن الوطني لـ"خلية إرهابية" بمحافظة الشرقية من 7 أفراد من أعضاء جماعة "الإخوان"، قتل ضابط ومجند من قوات الجيش، فيما أصيب مجند آخر بإصابات متوسطة في انقلاب مدرعة على الطريق الرئيسي جنوب مدينة العريش، نتيجة انفجار عبوة ناسفة على طريق القوات أمس.

back to top