صباح الخالد: لن نقبل المساس بالسعودية من أي كان

نشر في 01-03-2016 | 00:01
آخر تحديث 01-03-2016 | 00:01
No Image Caption
«نقدم كل ما نستطيع لمحاربة الإرهاب... و اتفاقية العبور لا تمس سيادتنا»
• شتولتنبرغ: الكويت شريك مثالي لـ«الناتو» بفضل موقعها الجغرافي وجهودها في محاربة «داعش»
قال وزير الخارجية إن اتفاقية العبور مهمة لتفعيل العلاقات، وستسهم في توطيد الأمن والسلم العالميين، وتسهيل سير العمليات التي تجرى في المنطقة.

أكد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد رفض الكويت التام لأي إساءة موجهة إلى المملكة العربية السعودية من أي كان، مشيرا إلى اتخاذ الإجراءات المطلوبة والمتبعة في مؤسسات البلاد.

جاء ذلك في المؤتمر الصحافي المشترك للشيخ صباح الخالد مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس شتولتنبرغ، رداً على سؤال حول بعض التصريحات غير اللائقة بحق المملكة. وتطرق إلى بلوغ العلاقات الكويتية- السعودية اوج "مكانتها وقوتها"، مؤكداً أن المملكة تمثل "العمق الاستراتيجي لدولة الكويت، ولن نقبل تماما المس بها من أي كان".

وقال الشيخ صباح الخالد إن العلاقات الكويتية- السعودية تنطلق من ان المملكة "عمقنا الاستراتيجي، وسنقوم بكل ما هو مطلوب منا عبر الإجراءات المتبعة في دولة الكويت كدولة مؤسسات"، مضيفا ان كل ما يتخذ من خطوات تعزيز وتعميق لهذه العلاقة القوية والمتينة بين البلدين الشقيقين في كل ظرف وزمان ومكان.

وبسؤاله حول المساعدات الكويتية للبنان اكد استمرارها للشعب الشقيق "من دون منّ ولا أذى"، مستدركا بالقول ان على لبنان "ان يكون في اجواء محيطه العربي وهمومه ومشاكله".

وأضاف أن الكويت والسعودية وكل دول مجلس التعاون الخليجي تعمل على قدر المستطاع لمساعدة لبنان، ليكون في محيطه العربي، لاسيما انه من الدول المؤسسة لجامعة الدول العربية "وعليه التضامن مع أشقائه العرب".

وقال النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، الشيخ صباح الخالد، إن الكويت تقدم كل ما تستطيع أن تقدمه لمحاربة هذا الفكر المدمر والجماعات الإرهابية بما فيها ما يسمى بـ "داعش".

ووصف الخالد، خلال رده على أسئلة الصحافيين، في مؤتمر صحافي عقب توقيع اتفاقية العبور مع حلف شمال الأطلسي، بحضور الأمين العام لـ "الناتو"، الاتفاقية المبرمة بأنها في غاية الأهمية، وتؤكد تفعيل العلاقات على أسس المبادئ المتفق عليها، وستسهم في توطيد الأمن والسلم العالميين، وتسهيل سير العمليات التي تجرى في المنطقة للأفراد والمشاركين، مبينا أن هذه الاتفاقية لا تمس سيادة الكويت وأراضيها واستقلالها السياسي.

وحول ما إذا ما كانت الكويت ستقطع مساعدتها عن لبنان، قال إن مساعدات الكويت مستمرة للشعب الشقيق من دون منّ ولا أذى، ولكن مطلوب من لبنان أن يكون في أجواء محيطه العربي وهمومه ومشكلاته، والكويت والسعودية وكل دول مجلس التعاون تعمل قدر المستطاع لمساعدة لبنان ليكون في محيطه العربي، وهو مؤسس في الجامعة العربية، وعليه التضامن مع أشقائه العرب والتضامن معهم.

محادثات ثنائية

واجتمع الخالد بديوان عام الوزارة امس مع الأمين العام لحلف شمال الاطلسي (الناتو) ينس شتولتنبرغ، بحضور رئيس جهاز الأمن الوطني الشيخ ثامر العلي.

وتم خلال الاجتماع استعراض كل المستجدات على الصعيدين الإقليمي والدولي والقضايا محل الاهتمام المشترك.

وجدد الخالد، خلال الاجتماع، تأكيده دعم دولة الكويت لجميع أوجه التعاون مع دول حلف شمال الأطلسي والمستمرة في النمو منذ انضمام الكويت إلى مبادرة إسطنبول للتعاون عام 2004.

من جانبه، أشاد الأمين العام لحلف "الناتو" بالدعم الذي تقدمه الكويت لدول الحلف والدور المهم والبناء الذي تضطلع به إقليميا ودوليا في تعزيز عناصر الاستقرار والأمن في المنطقة.

كما أثنى على دور الكويت الريادي على الصعيد الإنساني وسعيها الدائم إلى رفع المعاناة عن كاهل الشعوب المستضعفة والمتضررة وإيصالها المساعدات الإنسانية بأشكالها كافة إلى المنكوبين حول العالم، مؤكدا المكانة المرموقة لدولة الكويت في ترسيخ قيم السلم والأمن الدوليين في المنطقة.

حضر الاجتماع مساعد وزير الخارجية لشؤون مكتب النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية السفير الشيخ د. أحمد ناصر المحمد، ورئيس قطاع المعلومات والمشاريع الأمنية بالتكليف لدى جهاز الأمن الوطني الشيخ فواز المشعل، وعدد من كبار مسؤولي الوزارة.

 دور أساسي

وأعرب الخالد في كلمته خلال المؤتمر الصحافي عن سعادته بتتويج العمل المشترك بين الكويت ومنظمة حلف شمال الاطلسي باستضافة المركز الاقليمي ومبادرة اسطنبول للتعاون NATO - ICI) Rrgional Center)، مؤكدا أن هذا المركز سيكون له دور أساسي في تحقيق أهداف مبادرة اسطنبول للتعاون، من خلال تعزيز التعاون الثنائي بين دول الحلف ودول المبادرة، وذلك ضمن مجالات التحليل الاستراتيجي والعسكري والطوارئ المدنية والدبلوماسية.

وأكد أن الكويت وقعت اتفاقية العبور بينها ودول حلف شمال الأطلسي (الناتو) لتسهيل مرور قوات التحلف عبر أراضيها، مما يساهم في تدعيم القدرات في مواجهة التحديات الأمنية، واصفا هذا الاتفاق "بلبنة أخرى تضاف الى الشراكة بين الكويت و(الناتو)".

وأشار الى انضمام الكويت الى مبادرة اسطنبول للتعاون في 2004 وعلى مدى الـ 12 عاما الماضية، حيث شهدت تعاونا مثمرا بين الطرفين في كافة أوجه العمل المشترك الذي تنوع ليشمل تبادل الخبرات والتدريب والتعاون في المجالات الأمنية والعسكرية، إضافة للأكاديمية.

شريك ملتزم

من جانبه، وجه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي الناتو، ينس شتولتنبيرغ، الشكر للكويت على تعاونها المستمر في جهود مكافحة الارهاب ودعم القضايا الانسانية.

وأكد أن الكويت شريك ملتزم، وقد أصبحت في ٢٠٠٤ أول دولة تنضم لمبادرة اسطنبول، وأول دولة استضافت مؤتمر الناتو في المنطقة لمناقشة القضايا الأمنية والتعاون المشترك لبحث القضايا المشتركة، مشيرا إلى توقيع اتفاقية عبور القوات والمعدات التي سيكون لها دور كبير في مواجهة التحديات، في ظل انتشار الإرهاب والأسلحة البالستية والتنظيمات الارهابية والمتطرفة، مؤكدا أن الكويت أظهرت تعاونها في محاربة "داعش"، وتعاطفا في التعامل الإنساني لمساعدة المحتاجين من متضرري الحروب والكوارث.

وشدد على أهمية العمل المشترك، وأن الكويت شريك مثالي للناتو، بفضل موقعها الجغرافي المتميز وجهودها في محاربة "داعش"، مشيرا إلى أن اتفاقية عبور القوات والأسلحة إنجاز آخر تحققه الكويت، حيث تسهل عبور قوات "الناتو" لإنهاء مهمتها في أفغانستان، كما تساهم في تسهيل مهام "الناتو" في اطار جهوده لمكافحة الارهاب، متمنيا أن تشهد دول أخرى توقيع اتفاقيات مماثلة مستقبلا.

نقطة مركزية

وأعلن أنه سيقوم بزيارة موقع مركز مبادرة اسطنبول، الذي سيصبح نقطة مركزية للتعاون ليس مع الكويت فحسب، بل مع دول الخليج خاصة السعودية وعمان وغيرها.

وفي رده على أسئلة الصحافيين حول دور الناتو في حال إخفاق الهدنة بسورية، أكد أن المؤشرات حتى الآن إيجابية، مبينا وجود بعض الانتهاكات، داعيا إلى احترام الهدنة من جميع الأطراف بهدف التوصل إلى حل سلمي، مؤكدا أن "الناتو" يهدف إلى دعم الجهود السياسية ووقف القتال الذي تسبب في خسائر فادحة وقتل كثير من الأبرياء، مضيفا أن للناتو دورا مهما في ذلك، حيث إن جميع دول الناتو أعضاء في التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب، ومشددا على أن "الناتو" يقف بجانب تركيا ويدعمها وقدم لها طائرات مراقبة لدعم جهودها في محاربة الإرهاب.

وعن الاتفاقية، قال إنها ليست قاصرة على مكافحة الإرهاب في أفغانستان، لكنها تسمح بمكافحته في أي مكان آخر، مشددا على أن الحرب ضد "داعش" ليست مواجهة بين الغرب والإسلام، بل ضد الإرهاب والتطرف، ولذلك يحرص "الناتو" على دعم الحكومات في الدول العربية لتمكينها من مواجهة خطر الارهاب.

وحول عمليات القصف الروسية في سورية، قال إننا لاحظنا استمرار العمليات التي لا تستهدف "داعش" فقط، وإنما المعارضة أيضا، مشيرا إلى أهمية التنسيق مع روسيا.

وحول ليبيا أعرب عن قلق "الناتو" من وجود "داعش"، داعيا إلى دعم حكومة وحدة وطنية تساهم في استقرار البلاد وإيقاف العنف.

back to top