إيران... المشكلة والحل!

نشر في 16-01-2016
آخر تحديث 16-01-2016 | 00:01
 محمد خلف الجنفاوي الموقف مع المملكة العربية السعودية موقف مصير ولا يحتاج إلى مزايدة من هنا وهناك، فالكويت تشارك عسكرياً بإعادة الأمل في حرب اليمن بطلب من الشرعية اليمنية، وأيضاً استدعت سفيرها، والسعودية ليست عمقاً استراتيجياً للكويت بل للخليج قاطبة.

الأزمة الإيرانية مع السعودية لها جذور من الموقف في سورية واليمن ولبنان، وقبلها العراق، أي ان التكوين السياسي كمجلس التعاون يحتاج إلى تنوع لكي لا تنقطع خطوط التواصل، فهذه هي السياسة منذ الثورة التي أسقطت الحكم الحديدي المدجج بالباسيج الحرس الخاص.

لم تعد هنالك ثورة حقيقية غيّرت حياة المواطن، سواء على الصعيد الاقتصادي أو السياسي، بل على العكس في ظل انحسار الأنظمة المغلقة نجد استمرار المعاناة على الصعيدين،  وهذا شأن داخلي لا دخل لنا به، بل تبيان لأي نموذج مغر يحتذى!

 مرت العلاقة بين الكويت وإيران بمد وجزر ومصالح واصطفاف، لعل جذوتها الحرب المدمرة بين العراق وإيران، واصطفاف الكويت مع العراق، وكانت النتيجة دماراً للمنطقة، وفي النهاية غزا العراق الكويت بحجج واهية أثبت الزمن أنها أكاذيب، ودمرت دولة العراق، فأثناء حرب تحرير الكويت هرب صدام طائراته إلى إيران! وهنا لابد أن تنتهج الكويت سياسة الجسر السياسي لتقريب المسافات والحياد الإيجابي لا حرق الجسور، وفي النهاية غير مسموح نشوب حرب أخرى مدمرة للجميع، وأولهم إيران، فالمنطقة مليئة بالحرائق التي وقودها الديكتاتورية والطائفية، وتصدير المشاكل الداخلية بدلا من التصدي لها وحلها لمصلحة حريات وتنمية شعوبها.

في الغزو العراقي وقفت إيران بالحياد وأدانت الغزو، والفرق في سياسة التأثير والنفوذ بين المصالح والتأثير يكون بالصناعة والتجارة والثقافة إلخ...، وليس بنشر اللغة الخشبية واجترار ماض لن يعود، بل أخذ العبر والمعرفة وتجنب الوقوع في نفس الأخطاء.     

حق لإيران أو أي دولة يكون لها مصالحها وخياراتها الوطنية وخط سياستها الرد، ولكن ليس على حساب مصالح وسياسات الآخرين، التي تتقاطع هنا وهنالك، ولو كانت متوافقة في مكان آخر، ولكن ليس سياسة حافة الهاوية لأمور ربما تكون داخلية أو تصديراً ليس ثورة أصبحت معدومة، بل أسئلة كبيرة ما الفائدة أو العائد السياسي للفرد أو الدولة، لأن كل شيء أصبح واضحاً في عالم أصبح ليس قرية بل جهازا بسيطا ينقل كل شيء بلا فلاتر!!

الغرب عموماً بعد الاتفاق النووي له مصالحه، وربما "سايكس بيكو جديد" وهذا طبيعي من مصلحته أن تعيش هذه المنطقة توتراً سياسياً بدل التفرغ لأسئلة كبرى كالتنمية والحريات، وأين الثروات الهائلة، وأين صرفت، وكيف صرفت؟ وهنا لا لوم إلا لمن لم يبحث عن مصالحه!

السياسة ليست ما يطلبه المغردون!

 في بلدان لا تعترف بالرأي الآخر أو الحريات أو حقوق سياسية، فالمواطنون ليس لهم أي تأثير عملي من ناحية السياسات الداخلية، فكيف بالخارجية، وهنا في الغالب لا الكل، أما في دول جربت الحروب كما في أوروبا، فمثل هذا التأجيج يحرك الجميع وإيقاف متطرفي السياسة في بلدانهم، فهم في النهاية من يدفع تكاليف الحروب الباهظة.

دور الكويت السابق قبل التقوقع الركون للماضي بل المبادرة ومعرفة أين خطوط النجاح لا بالتعلق بالأوهام من الشعارات الجوفاء.

ودرس الغزو العراقي مازال شاخصاً، ونعيش تداعياته إلى الآن وربما لزمن قادم، ففي التصعيد الكل خاسر، ولا يوجد رابح وأولاهم إيران!

{{حيث تكون الحرية يكون الوطن}}.

back to top