صراع الجبابرة

نشر في 05-03-2016
آخر تحديث 05-03-2016 | 00:01
 يوسف سليمان شعيب انتهى شهر الاحتفالات، نسأل الله أن يديم الأفراح والأمن والأمان على بلادنا الحبيبة وشعبها الطيب وسائر بلاد المسلمين، وها قد عدنا لحياتنا المعتادة، وعدنا إلى أعمالنا والتزاماتنا اليومية، وعدنا إلى ما تركناه قبل الإجازة، عدنا لنفكر بالغد ماذا سيكون، وكيف سيكون، ولمن سيكون.

فمنا من سافر وزار الأماكن العديدة (السياحية والترفيهية والتراثية)، وشاهد ما يتمنى أن يراه في كويتنا الحبيبة، فالإمكانات في بلادنا أكبر وأقوى من بعض البلدان، فلماذا لا نراها عندنا؟

مطارات أعدت وصممت ونفذت بشكل عالمي يستمتع بها كل زائر، والخدمات والمرفقات معدة على أحدث طراز، تسهل الخدمة على كل من يستخدمها.

أماكن للراحة لمن ينتظرون موعد السفر، ومطاعم ومقاهٍ متنوعة، والبوابات كثيرة تصل إلى ٢٠٠ بوابة في بعض المطارات، وذلك لكبر حجم المطار، ومكاتب المنافذ والجوازات في بعض المطارات لا تقل عن ٢٠ مكتبا، ومكاتب الطيران كثيرة في قاعة "المغادرون"، مما يسمح لشركة الطيران بفتح مكتبها قبل موعد الرحلة بـ٣ أو ٤ ساعات بكل أريحية.

هذه الخدمات ليس صعباً أن توجد عندنا، فالإمكانات والقدرات موجودة، ولكن لا يمكن تنفيذها بسبب صراع الجبابرة.

 وعند عودتنا للبلاد تكون القلوب والأرواح قد طغى عليها الشوق للكويت، ولكن نصدم بواقعنا المرير، وحال مطارنا التعيس الذي هو بمنزلة الواجهة الأولى للبلاد في نظر الزائرين.

ويبدر إلى الأذهان ذلك السؤال المحير: لماذا لا يوجد في بلادنا مثل ما رأينا في البلاد الأخرى، هل هو عجز في المال، أو عدم رؤية للتطوير والتعمير، أو قلة فكر وإبداع؟

نقولها وكلنا حسرة وشعور بالمرارة المؤلمة، بلادي عروس الخليج، قد أقسم أبناؤك أن يتركوك في ذاكرة التاريخ، لنقول للأجيال: لقد كانت الكويت منارة وعروساً يشار إليها بالبنان، وكانت مقصد كل إنسان، ولكن اليوم صراع الجبابرة جعلها في دهاليز الزمان، لتبقى في الماضي وفي بؤرة النسيان. وما أنا لكم إلا ناصح أمين.

back to top