Point Break... ناجح في مشاهد الحركة

نشر في 12-01-2016 | 00:01
آخر تحديث 12-01-2016 | 00:01
No Image Caption
لا يشكل Point Break مجرد نُسخة ثانية من فيلم الشرطة وراكبي الأمواج الكلاسيكي لعام 1991، الذي مثل فيه كيانو ريفز وباتريك سوايزي. فقد أعاد القيمون على العمل تخيل القصة بالكامل، وضمنّوها الكثير من المجازفات البصرية المذهلة.
إن كنت تهوى الرياضات الخطرة، فستعشق Point Break. أما كنت تحب النصوص الجيدة، فلن يستهويك.

بغية إضفاء جمال وروعة بصريين على هذا العمل، اختار المخرج إريكسون كور (Invincible) التصوير في مواقع حقيقية، مثل جروف أنجيل فولز الشديدة الانحدار، بل اللجوء إلى الشاشات الخضراء.

ما كانت النتيجة؟ مذهلة! ولكن عندما تطل القصة برأسها محيره، تبدأ جودة الفيلم بالتراجع.

على غرار النسخة الأيطالية، جوني يوتاه (لوك براسي) رياضي سابق ينضم إلى مكتب التحقيقات الفدرالي. يبحث عن معنى ما في حياته بعد تعرضه لمأساة كبيرة. في النسخة الأصلية، يؤدي ريفز دور لاعب كرة قدم. أما براسي، فنجم سابق في سباقات الدراجات الخطرة.

نظراً إلى خلفيته، يُعتبر يوتاه العميل المناسب لتتبع مجموعة من اللصوص يعتمدون على الرياضات الخطرة، من القيادة بسرعة إلى التحليق بالمظلة، لارتكاب الجرائم. لكن ما يميز أعمال هذه العصابة الجريئة أنها لا تحتفظ بغنائمها لنفسها، بل تسير على خطى روبن هود وتقدمها للفقراء.

هنا يبدو الاختلاف واضحاً بين العمل الأصلي ونسخة Point Break الجديدة هذه.

لا ترتكب مجموعة اللصوص هذه الجرائم لتحقق مكاسب خاصة، بل لتكرم “الأرض” بعد أن تتم دورة “أوساكي ثمانية” الغامضة، وهي مجموعة من التحديات حددها معلم روحاني متوفٍّ. تتألف السلسلة من ثماني مهام من الرياضات الخطرة هدفها تكريم قوى الطبيعة. وإن أنهى الإنسان المهام  كلها، يبلغ أسمى درجات السعادة والسكينة، حسبما يُفترض.

يعني هذا، إذاً، أنهم إرهابيون بيئيون ينطلقون في مهمة روحانية يقودون “بودي” (إدغار راميريز)، الذي يكثر من كلام الفلسفة.

لعل الخطأ الأكبر الذي ارتكب بحق الفيلم ربطه بـPoint Break الأصلي. فلفيلم عام 1991 الكثير من المعجبين الأوفياء، فضلاً عن أن النسخة المحدثة تصطدم بعقبات كثيرة عند المقارنة بينهما. فمن العناصر البيئية إلى موجة الجريمة المتفشية حول العالم، يبتعد الفيلم أكثر فأكثر عن النسخة الأصلية.

نتيجة لذلك، يجب تقييم Point Break الجديد على حدة. ولعل أبرز نقاط قوته المجاذفات، التي تخطف الأنفاس وتقدّم مشاهد أفضل بكثير مما نراه في الأفلام الوثائقية عن الرياضات الخطرة.

في المقابل، شتان ما بين برايسي وكيانو. وإن قارنت بين الفيلمين، فلا شك في أن برايسي يخسر لأن كيانو قدّم دوراً مميزاً لا يُنسى في العمل. أما إذا تأملنا في أداء برايسي على حدة، فنلاحظ أنه أضفى عليه دفئاً وسحراً والتزاماً تلائم النسخة الجديدة.

ولكن بغض النظر عن براعة برايسي، يعجز الفيلم عن تخطي عقبة السيناريو البالغ التعقيد الذي كتبه كورت فيمر. ففي الفيلم الأصلي، من السهل الاسترخاء والاستمتاع بأعمال الحركة لأن الحبكة بسيطة. لكن Point Break الجديد يبدو معقداً جداً مع كل هذه الصراعات للتوصل إلى التنوير الروحي والجسدي، الحاجة إلى تكريم الكوكب الذي هزموه في سعيهم، وتحدي السلطة التي يمثلها عميل شاب من مكتب التحقيقات الفدرالي.

ما كان يجب إثقال قصة Point Break بكل هذه المعمعة عن معنى الحياة. كان يكفي إظهار جمال العالم ومهارات مَن حققوا المستحيل.

نتيجة لذلك، تكون أفضل طريقة لمشاهدة فيلم Point Break الجديد عدم محاولة تتبع النص، لأن ذلك أشبه بمحاولة تتبع خط من فتات الخبز في غرفة مظلمة. صحيح أنك لن تضل طريقك، إلا أنك لن ترى الدرب بوضوح مطلقاً.

back to top