فؤاد زكريا

نشر في 16-04-2016
آخر تحديث 16-04-2016 | 00:00
 د.نجم عبدالكريم على قدر أصالته في حجم معرفته الإنسانية الواسعة... فهذا الرجل لا يُحسن الترويج لنفسه مثل من أبدعوا في ذلك من أقرانه في مرحلته... إذ ترك معطياته وإبداعاته تقدمه لمن يسعون للتعرف عليه.

فالدكتور فؤاد زكريا تولى في مصر الستينيات والسبعينيات مناصب غاية في الأهمية:

• مستشاراً للشؤون الثقافية والعلوم الإنسانية في اللجنة الوطنية لليونسكو في القاهرة.

• نائباً لرئيس الهيئة الاستشارية لدراسة الثقافة العربية.

• رئيساً لتحرير مجلتي: الفكر المعاصر، وتراث الإنسانية.

• رئيس قسم الفلسفة بجامعة عين شمس.

• له العديد من المؤلفات الفلسفية، والفكرية، والموسيقية.

• ترجم جمهورية أفلاطون وحللها، كما قام بترجمة العشرات من الكتب الفلسفية والثقافية.

ارتبطت بالدكتور فؤاد زكريا بعلاقة أفادتني كثيراً في حب ومعرفة الموسيقى الكلاسيكية، إذ كنا نستمع معاً في جلسات قد تطول لساعات في منزله بمنطقة السالمية، فقد كانت مكتبته الموسيقية ثرية.

وبالطبع كنت أحاوره بين الحين والآخر في قضايا فكرية، وثقافية كلما سنحت الفرص.

ومما أتذكره: أن فرانسيس فوكوياما - وهو أميركي من أصول يابانية - كتب عام 1989 في إحدى الصحف الأميركية موضوعاً يتعلق بنهاية التاريخ، فسألت الدكتور فؤاد زكريا عن ذلك، فأجابني:

إن الفيلسوف هيغل كتب في نهاية التاريخ منذ أكثر من قرنين، بسبب أن ضابطاً من أسرة متواضعة تمكن من تولي قيادة الجيش الفرنسي الذي أرعب الإمبراطوريات والممالك في أوروبا.

ولماذا كان الفيلسوف هيغل قد ربط بين نابليون ونهاية التاريخ؟

لما أخذ يتابع انتصارات ذلك الضابط، وشاهد له صوراً فوق صهوة جواده في إحدى القرى الألمانية الصغيرة قال: تلك هي نهاية التاريخ! فلا علاقة لذلك بما كتبه فوكوياما، بعد التحولات التي حدثت في الكتلة الشرقية وتكهن بنهاية التاريخ.

وبالفعل دخلنا إلى أربعة عقود من تكهنات فوكوياما على نهاية التاريخ، حتى نسيها التاريخ... فكما شرح لي الدكتور فؤاد: إن هيغل لم يحفل بالتكهنات المستقبلية، إذ كان شغله الشاغل أن يرصد للمستقبل، فمعظم معطيات هيغل يتناول فيها صراع الحياة، فهو حتى عندما يتناول التاريخ فغايته أن يصل الى ما يربطه بالحاضر، لأنه كفيلسوف يركز على هذا الحاضر كقيمة عليا توصل البشرية لأن تتعامل بدقة مع مفهوم التاريخ.

وغاية هيغل من اللجوء للماضي توطيد نهاية الاستغلال الطبقي للإنسان، وتحرره من الاستعباد ومن سيطرة الطغاة عليه.

سألت الدكتور فؤاد: ما رؤيتك أنت لتاريخنا العربي؟

نظر إلي مبتسماً... الإجابة أن أكتب رداً على سؤالك هذا كتاباً، وأدخل بعدها في سجون الأنظمة التي سترفض كل سطر مما سيرد فيه.

رحم الله الفيلسوف فؤاد زكريا الذي يعد من أفضل من عمل في الكويت، وأحب الكويت، وخدم الكويت بكل إخلاص.

back to top