Miles Ahead يبرع في ارتجال إيقاعه

نشر في 07-04-2016 | 00:01
آخر تحديث 07-04-2016 | 00:01
No Image Caption
لجأ دون شيدل إلى جمع التبرعات عبر الإنترنت لتمويل فيلم Miles Ahead الذي يعرض سيرة عازف البوق الأميركي مايلز ديفيس الذاتية على الشاشة الكبيرة، وهو يُظهر بكل وضوح ميله إلى التحرّر من الأنماط التقليدية الشائعة في عالم الإخراج داخل هوليوود.
كاتي والش

يتّسم فيلم Miles Ahead بالجرأة ويفسّر حياة مايلز ديفيس بناءً على نظرة فريدة من نوعها وعابرة للزمن. تبدو تلك النظرة خاصة بدون شيدل، إذ لا يكتفي هذا النجم بإعادة إحياء شخصية ديفيس، بل إنه يشارك في كتابة الفيلم ويخرجه أيضاً.

يجمع شيدل بين زمنَين في قصة Miles Ahead: فترة أواخر السبعينيات التي شهدت عزلة ديفيس وغيابه عن الإنتاج الموسيقي، وعلاقته السابقة وزواجه من الراقصة فرانسيس تايلور (اللامعة إيماياتزي كورينيالدي). وتعرض مرحلة الماضي حلماً ممتعاً من فترة الخمسينيات لكن سرعان ما يتحوّل إلى كابوس. وفي المرحلة اللاحقة، يصبح السيناريو الجهنمي مغامرة مشوّقة.

يؤدي إيوان ماكغريغور دور ديف برادن، مراسل جريء في مجلة {رولينغ ستون}، فيفرض نفسه على ديفيس المعزول. يقبع الموسيقي البارع في منزله في مانهاتن، فيتكل على الأدوية لمعالجة التهاب الورك التنكسي ويتصل بمحطات الراديو للردّ بوقاحة على مشغّلي الأغاني المسجّلة. حين يتسلل ديف إلى حياة مايلز، يجد الموسيقي، رغم تردده في البداية، وظيفة له كمساعد أو سائق، فينطلقان في مغامرة لاسترجاع شريط سري فيه تسجيلات حديثة.

لكن يقف في طريقهما منتج الأسطوانات هاربر هاميلتون (مايكل ستولبارغ)، فيحاول وضع عازف البوق الشاب جونيور (لاكيث لي ستانفيلد) في طريق ديفيس على أمل بتحقيق نجاح كبير. بعد فترة قصيرة، تخرج مسألة الشريط عن السيطرة وتتحوّل إلى معركة تُستعمَل فيها المخدرات والأسلحة، ويؤدي خلالها ديف دور حارس مايلز أو مساعده الأمين.

يكون جونيور الذي يؤدي دوره ستانفيلد بكل براعة نسخة مصغرة من ديفيس كونه عبقرياً من الناحية الفنية ويميل إلى تعاطي المخدرات ويتورّط في علاقات معقدة مع النساء. نشاهد المقارنة بين الشخصيتين عبر مشاهد متداخلة فيها لقطات من الماضي عن العلاقة التي جمعت مايلز وفرانسيس: أنتج الفنانان أعمالاً جميلة معاً إلى أن طلب منها مايلز أن تتخلّى عن فنها لأجله.

معالجة صارمة

يطرح فيلم Miles Ahead معالجة صارمة وتجريبية وارتجالية لقصص السيرة الذاتية. أحياناً، يبدو الفيلم مجنوناً ومضحكاً وعنيفاً ثم يتخذ منحىً رومانسياً وجذاباً أو هادئاً وتأملياً. يبدو تجسيد شيدل شخصية مايلز ديفيس في مختلف مراحل حياته بارعاً جداً (أداء متوقع من ممثل بمستواه!). لكن تتفوّق جرأته كمخرج على أدائه التمثيلي، كونه يتجاوز حدود الحقيقة والخيال لطرح قصة واقعية بالوسائل السينمائية عن شخصية ديفيس اللافتة والغريبة.

لا بد من الإشادة أيضاً بشريك شيدل في الكتابة، ستيفن بيغلمان، والمسؤولَين عن المونتاج جون أكسيلراد وكايلا إيمتر نظراً إلى مقاربتهم الحالمة في طرح القصة التي تتسم بجانب حسي وإيقاع موسيقي.

 يتسابق خطّا القصة بوتيرة متسارعة وصولاً إلى النهاية، وتبلغ الأحداث ذروتها حين يقع صدام عاطفي هائل. تبدو طريقة معالجة القصة ناجحة رغم المماطلة في بعض اللحظات، ثم تُعرَض حفلة موسيقية أخيرة فيها مزيج من الفنانين لكنها تكون ممتعة ومربكة في آن.

توفر الضوابط المفروضة على الفن فرصاً لخوض التجارب واستعمال أسلوب الارتجال الذي يسمح بتجاوز الحدود. من الواضح أنّ شيدل المخرج استفاد بالكامل من هذه الحرية وضخّ في فيلمMiles Ahead جرعة من الحرية في الشكل والمضمون بما يتماشى مع أسطورة جاز بهذا المستوى.

back to top