«طيف الفرَس»... تناغم بين الرمز والموروث الشعبي بالقاهرة

نشر في 04-03-2016 | 00:01
آخر تحديث 04-03-2016 | 00:01
• «وثائقي» عن محمود مختار وورش خزف وخط عربي
 في إطار تفعيل أنشطة المتاحف، نظّم قطاع الفنون التشكيلية المصري ورشاً فنية في الرسم والخزف والخط العربي، وعرض فيلماً وثائقياً بعنوان «مختار مصر» عن حياة النحات العالمي محمود مختار. كذلك استضافت قاعة بيكاسو بالقاهرة، معرض «طيف الفرس» للفنان القدير د. مصطفى الرزاز، بحضور حاشد من الفنانين والنقاد ومحبي الفنون الجميلة.

تنوَّعت أعمال «طيف الفرس» في القاهرة بين التصوير والنحت، وتناولت علاقة الفنان بالخيل، بالإضافة إلى رؤيته لهذا الكائن الجميل وعالمه، وإيقاعاته الحركية فوق سطوح اللوحات والتماثيل، والتوق إلى الانفلات من الجاذبية، بما حقق تناغماً بين الرمز والموروث الشعبي.

في هذا الإطار، قال الفنان مصطفى الرزاز إن «طيف الفرس» يعد ذروة فنية لتصويره الخيول، ونتاج رحلته مع هذا الكائن عبر 50 سنة مضت، واعتكافه على دراسة مخطوطات {فرسنامة} و{البيطرة} من بين كنوز قسم المخطوطات في الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية بالقاهرة، واطلاعه على سلالات وأنواع وأشكال الخيول في فترة ازدهار الحضارة العربية.

أوضح الرزاز أن تلك القراءات انطبعت في ذاكرته، بصفات وأنواع وألوان الخيول، وأضفت على لوحاته ومنحوتاته نزعة رومانسية وصوفية، وتجلى هذا الكائن في فضاء أثيري وروحاني، واستحضار {تيمات} الصهيل والتآلف والتباهي، وأصداء من سيرة النبل والخيلاء، وتجليه في بعض الأعمال كالمعجزة، فيضئ من الداخل، ويشع إلى أن تزول أطرافه وسط دهشة من حوله.

بدوره أشاد الحضور بإبداع الرزاز كفنان شامل متعدد المواهب، وامتلاكه جسارة التجريب والأصالة، واستدعائه جموح الخيول وحركتها الوثابة، والإيحاء للرائي بدلالات الشموخ، واقترانها في الذاكرة بتاريخ المجد والازدهار والانتصارات العربية.    

يذكر أن مصطفى الرزاز (74 عاماً) أحد أبرز التشكيليين المصريين، حصل على دكتوراه في فلسفة الفنون من جامعة نيويورك 1979، وتوزع إبداعه بين التصوير والنحت والغرافيك. وهو أقام معارض مصرية ودولية، من بينها معرضه في قاعة التيوم كوبنهاغن بالدنمارك 1975، وقاعة ستي في أميركا 1977، ومدينة أسوان 1998.

وتقلد الرزاز مناصب عدة، من بينها عميد كلية التربية النوعية للفنون والموسيقى، ورئيس الجمعية المصرية للفنون الشعبية، ورئيس الهيئة المصرية العامة لقصور الثقافة، ويعد أول رئيس لها يوقع بروتوكول تعاون ثقافي مع دار الأوبرا المصرية.

 فنون تراثية

وفي إطار تفعيل أنشطة المتاحف المصرية، أسهم قطاع الفنون التشكيلية بالانتشار الجغرافي للفنون، وتدعيم ورش الأطفال وتلامذة المدارس، للكشف عن مواهبهم خلال وقت الإجازة، والتواصل مع المراكز الثقافية، وفتح قاعاتها لفعاليات فنية، وتعاون فنانين وأساتذة الفن التشكيلي في دورات تثقيفية للنشء.  

من جهته، لفت رئيس القطاع د. خالد سرور إلى تغطية أنشطة المتاحف والمراكز الثقافية، للهوايات كافة في مجالات الفن التشكيلي، ومن خلال أجندة متكاملة في مناطق ومحافظات مختلفة، من بينها ورشة الرسم بمركز رامتان الثقافي بالقاهرة، وورشة الخط العربي بمركز راتب صديق الثقافي بالجيزة، و{رسم وخزف» بمركز الفنون المعاصرة بحلوان.  

أشار سرور إلى اهتمام قطاع الفنون بجنوب مصر، وإقامة ورش فنية للمواهب الناشئة في {الحفر والنحت والخشب} ومعرض لمنتجات الحرف التراثية، وذلك بمتحف ومركز عبد الرحمن الأبنودي للسيرة الهلالية بمحافظة قنا، وتمديد فعالية {الرسم على الأسفلت} والتي لاقت نجاحاً كبيراً، خلال أيام معرض القاهرة الدولي للكتاب هذا العام.

مختار مصر

في سياق متصل، نظَّم مركز محمود مختار الثقافي فعالية بعنوان «يوم لنحت البورتريه» بالتعاون مع قطاع الفنون التشكيلية المصرية، ذلك في قاعة «ممر 35} وبمشاركة مجموعة متميزة من النحاتين، وفناني البورتريه أبرزهم طارق الكومي، وأسامة السروي، وهشام عبد الله، وناثان دوس، وأيمن سعداوي، وكمال الفقي.  

تضمنت الفعالية عرض فيلمين تسجيليين للمخرج محمود إبراهيم، أولهما عن أعمال النحات الفرنسي أوغست رودان والثاني {مختار مصر} عن النحات العالمي محمود مختار، ووثق الفيلمان حياتهما وإبداعهما، ودورهما الرائد في الحركة التشكيلية المعاصرة.  

يذكر أن الفرنسي أوغست رودان

(-1840 1917) أحد رواد النحت في القرن التاسع عشر، اشتهر بأعماله الانطباعية، وأدى دوراً مؤثراً في الحياة التشكيلية بأوروبا، وأقيم له {متحف رودان} في باريس، ويضم مقتنيات من أبرز منحوتاته، ورسومه التخطيطية، ومتعلقاته الخاصة.

كذلك يعد محمود مختار

(1891 - 1934) أحد أهم رواد النحت العربي، وصاحب التمثال الشهير {نهضة مصر} وأعماله شاهدة على فترات مهمة من تاريخ مصر الحديث. وهو حقق شهرة عالمية بعد عرض تمثال {عايدة} في باريس عام 1933، وكتب عنه كبار النقاد في فرنسا وأوروبا.

وأسهم مختار في إنشاء مدرسة الفنون الجميلة في ثلاثينيات القرن الماضي، وتدفق إبداعه خلال حياته القصيرة، وخلدت أعماله مثل {كاتمة الأسرار} و{حارس الحقول} و{تمثال سعد زغلول}، وله متحف ومركز ثقافي باسمه في القاهرة، ويعد مزاراً لدارسي ومحبي الفنون الجميلة في العالم العربي عموماً ومصر خصوصاً.

back to top