تراجع التحويلات من الخليج يهدد انتعاش العاصمة الواعدة مانيلا

نشر في 16-04-2016 | 00:04
آخر تحديث 16-04-2016 | 00:04
No Image Caption
يسعى الاقتصاد الفلبيني إلى تحقيق نسبة نمو تقارب 6% هذا العام والعام المقبل، وفقاً لبنك التنمية الآسيوي، مقارنة مع أقل من 5% لجنوب شرق آسيا ككل، وفي حين ألحق هبوط الأسعار في الصين الضرر بالدول الآسيوية الأخرى فإن الفلبين «تمضي على إيقاع مختلف جداً».
 
مانيلا، كانت هي المدينة التي نسيها الانتعاش الاقتصادي الآسيوي السابق- وكانت قد أهملت لمصلحة وجهات أكثر ديناميكية في الصين وتايلند، ولكن مع تحول العاصمة الفلبينية الآن الى وجهة مفضلة للنشاط التجاري اختلفت الصورة الى حد كبير.

ومع توسع أعمال شركات متعددة الجنسية مثل جي بي مورغان تشيس وأميركان اكسبرس في مانيلا، ستتم اضافة أكثر من 1.4 مليون متر مربع من مساحات المكاتب فيها خلال العامين المقبلين، بحسب جوليوس غويفارا، وهو محلل لدى كولييرز انترناشنال.

ويسعى الاقتصاد الفلبيني إلى تحقيق نسبة نمو تقارب الـ6 في المئة في هذه السنة والسنة المقبلة، وفقاً لبنك التنمية الآسيوي، مقارنة مع أقل من 5 في المئة لجنوب شرق آسيا ككل، وفي حين ألحق هبوط الأسعار في الصين الضرر بالدول الآسيوية الأخرى فإن الفلبين "تمضي على ايقاع مختلف جداً" كما يقول جوزف انكالكاتيرا الاقتصادي في بنك اتش اس بي سي.

ويواجه ذلك الايقاع بعض العقبات مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية لاختيار رئيس جديد يخلف بنيغنو أكينو 3 في الشهر المقبل. ففي الشرق الأوسط، يعمل أكثر من مليوني فلبيني، ويعتمد اقتصاد ذلك البلد على تحويلاتهم المالية. وأضر التباطؤ في الدول التي تأثرت بهبوط أسعار النفط، وخاصة دول الخليج، بحجم تلك التحويلات، كما ان التحويلات الواردة من الـ10 ملايين فلبيني الذين يعملون في الخارج قد نمت بنسبة 4.6 في المئة فقط في العام الماضي، وهذه هي النسبة أبطأ نسبة لنموها منذ 2001.

وقد يفضي انتشار الجرائم السبرانية أيضاً الى تشديد الرقابة التي تخضع لها التحويلات المالية الى الفلبين الآن، وفي فبراير الماضي سرق القراصنة 81 مليون دولار من البنك المركزي في بنغلادش عبر تحويلها من مجلس الاحتياط الفدرالي الأميركي الى أحد بنوك الفلبين، ثم قامر القراصنة بثلاثين مليون دولار في كازينو في مانيلا لا يخضع لقانون مكافحة غسل الأموال لوجود ثغرة هدفت الى تشجيع الاستثمار في صناعة السياحة في البلاد.

وقالت جوليا أباد وهي مديرة تنفيذية في مجلس مكافحة غسل الأموال في الفلبين في جلسة استماع في مجلس الشيوخ في الخامس من الشهر الجاري: "إن بقية الأموال ذهبت الى مراكز مقامرة اخرى".

وخلقت التحقيقات المتلفزة في جلسات الاستماع "مشهداً عالمياً لافتاً" بحسب تصريح صدر عن روبرتو دو اوكامبو وهو رئيس بنك المحاربين القدماء في الفلبين الذي أضاف: "اذا كنا سنستمر على هذا الطريق فإن المكاسب التي حققناها في الماضي ستكون عرضة للخطر"، وأغلقت بعض شركات الاقراض الأجنبية حسابات شركات التحويلات بعد تطبيق قوانين مكافحة غسل الأموال وتمويل الارهاب، بحسب حاكم البنك المركزي أماندو تيتانغكو في 29 مارس الماضي.

مشاكل البنية التحتية

ورغم تفوق الأداء الاقتصادي في معظم بلدان جنوب شرق آسيا فإن الفلبين قد تخلفت في مجال جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة مما أفضى الى مشاكل مزمنة في البنية التحتية، وعلى الرغم من منح الحكومة لعقود بقيمة 4.2 مليارات دولار منذ سنة 2010 من أجل شق طرقات وبناء مرافئ ووسائل نقل عام لا يزال من الصعب التنقل بين أرخبيل البلاد المكون من 7000 جزيرة. ويقول أنتون نوردبرغ، وهو محلل لدى مجموعة كي ام سي ام اي جي KMC MAG وهي شركة خدمات عقارية في مانيلا إن "كل شيء يعمل فوق طاقته الآن".

ولم تشهد منطقة الشرق الأوسط بعد ارتفاعاً في الاستغناء عن موظفين، ولكن قد يعمد بعض أرباب العمل الى تجميد الرواتب، بحسب وزيرة العمل والتوظيف روزاليندا بالدوز في فبراير الماضي. وفي الشهر الماضي تشاركت وزارتها مع شركة كوكا كولا الشرق الأقصى من أجل مساعدة النساء العائدات الى الوطن بعد عملهن في الخارج. ويعرض هذا البرنامج تدريبات وطرق دعم اخرى تمكن العائدات من الشروع في عمل تجاري.

وبالنسبة الى العائدين قد لا يشكل الحصول على عمل في معمل خياراً- وبخلاف الدول الآسيوية الاخرى التي تعتمد على التصدير لا تحقق معامل الفلبين الكثير من النمو، كما أن التصنيع يشكل 20 في المئة فقط من الناتج المحلي الاجمالي مقارنة مع حوالي 60 في المئة في قطاع الخدمات.

وفي الوقت الراهن يمكن لصناعة التعهيد (استخدام كفاءات وخدمات من شركات اخرى) التعويض عن هذا الضعف، ولكن مراكز الخدمة وشركات التعهيد الاخرى تسعى الى خفض العمالة عن طريق المزيد من الأتمتة، وقد يمثل ذلك تحدياً لخليفة أكينو ولكن غاريث ليثر وهو كبير اقتصاديي آسيا لدى كابيتال ايكونوميكس يقول إن: "أي شخص يخلف أكينو سيحكم دولة في وضع أفضل مما كانت عليه منذ زمن طويل".     

back to top